بعد معارك ضارية استمرت أربعة أيام بين «وحدات حماية الشعب» الكردية (YPG) من جهة، وتنظيم «دولة الاسلام في العراق والشام» (داعش) و«جبهة النصرة» من جهة ثانية، تمكّنت الوحدات الكردية من تحرير معبر اليعربية (تل كوجر) الحدودي مع العراق، في محافظة الحسكة، وطرد مسلحي «الجماعات التكفيرية» من البلدة التي تحمل مع المعبر الاسم ذاته.
«هم من أرادوها هكذا، ونحن اضطررنا إلى الدفاع عن أنفسنا لقطع الطريق على إرهابهم الذي يهددنا»، يقول الناطق الرسمي باسم «الوحدات» ريدور خليل لـ«الأخبار»، معتبراً أن العملية «أكبر إنجاز حققناه، لأن اليعربية كانت مركز الإمارة الاسلامية المزعومة»، إضافة الى أن هذه «الانتصارات ستكون لمصلحة الجانب الكردي الذي سيذهب إلى جنيف 2». ووصف خليل معارك «الوحدات» مع «داعش» و«النصرة» وأخواتهما بـ«الشرسة بكل ما للكلمة من معنى»، إذ كلّفت منذ تموز الماضي الى اليوم «174 شهيداً من وحدات الحماية، وأكثر من 2000 قتيل» في صفوف الطرف الآخر. وأكد أن لدى الوحدات ما يزيد على 50 جثة لمقاتلي الجماعات «التكفيرية».
وتتعرّض المناطق الكردية لهجوم التنظيمات المسلّحة المعارضة، لا سيّما «داعش» و«النصرة»، منذ تموز الماضي، الذي بدأ في مدينة رأس العين (سري كانيه)، ولم يتوقف حتى اليوم، رغم النداءات لحل القضية سلمياً، بحسب خليل. وهذه العملية هي «بدء لحملة الانتقام لشهداء جل آغا (الجوادية) وتربسبيه (تل أبيض)، وعلى هذا الأساس دخلنا مركزهم في اليعربية».
ويشير خليل الى أنه في عيدي الفطر والاضحى الماضيين، أعلنت «الوحدات» الكردية وقف إطلاق النار من جانب واحد، غير أن عناصرها تعرّضوا للهجوم في أول أيام عيد الأضحى في محور قرية تل علو وحاجز الطاحونة جنوب بلدة الجوادية (جل آغا)، «واستشهد 15 مقاتلاً» من YPG.
وتشهد المناطق الكردية كافة نزاعاً مع التنظيمات المسلّحة التكفيرية. ويوضح خليل أن خارطة هذه المناطق تمتدّ على طول المسافة ما بين المالكية ــــ ديرك، في أقصى الشمال الشرقي لسوريا (محافظة الحسكة)، حتى مدينة عفرين في شمال غرب سوريا (محافظة حلب). وتتمركز «الوحدات» في هذه المناطق «لأن قواتنا تتألف من أهل المنطقة، وكل منطقة يجري فيها تنظيم القوات العسكرية التابعة لوحدات الحماية، كما أن كل منطقة مسؤولة عن حماية نفسها».
أما القامشلي، فوضعها هادئ الآن، لكن هناك اشتباكات متقطعة خاصة في محور قرية تل عيد وقرية محمد ذياب. وفي تل أبيض (ريف الحسكة)، يتركز القتال حالياً في قرى غرب تل أبيض، لأن هذا المركز تحت سيطرة المسلّحين، كما يقول خليل.
وفيما شدّد خليل على أن أبواب الحوار «كانت مفتوحة ولا تزال عن طريق وجهاء العشائر»، لفت إلى أن المشكلة الاكبر تكمن «في عدم امتلاك الكتائب المسلّحة قيادة موحّدة يمكن الاتفاق معها، كل كتيبة لها قائدها وبرنامجها ومموّلها...».
وختم بأن لدى «وحدات حماية الشعب» الكردية «الآلاف من المقاتلين» الذين يعتمدون على «الإرادة وقوّتنا الذاتية وهم يعرفون ذلك. نحن نحارب على أرضنا وبين أبناء شعبنا ومنهم نستمد قوّتنا».
يمكنكم متابعة رشا أبي حيدر عبر تويتر | @RachaAbiHaidar
3 تعليق
التعليقات
-
"قوات الحماية الكردية" وقوات (الحماية) الإسلامية!اليس من المؤسف أن تستيقظ "قوات الحماية الكردية" لخطر المجموعات المسلحة في شمال سورية بعد أن وقفوا عامين ونيف ينظرون بدون إكتراث لأعمال هذه المجموعات من قتل وخطف وتشريد لأبتاء شعبهم السوري ونهب وهدم وتخريب لبلدهم سورية؟ ليس من الصعب فهم الدافع، لكن الأمر االذي فاتهم أن موقفهم هذا لا يمكن أن يخدم أهداف الأكراد السوريين في تحقيق تطلعاتهم الإثنية ضمن سورية حرة وديمقراطية! إذ كيف يفسر المواطن المسيحي أو العلوي أو الشيعي أو السني أو التركماني أو الآشوري أو الأرمني أو الشركسي أو الآرامي عزوف "قوات الحماية الكردية" عن التدخل لحمايتهم بدون إهتمام أو إكتراث بما حل ويحل بهم! وهل تتحقق مطالب الأكراد السوريين المشروعة بواسطة "قوات الحماية الكردية" التي تراها فيها المكونات الإثنية والدينية السورية اليوم فرقا كبيرا عن المجموعات المسلحة التي تحارب - كلاهما يبغي غايات دينية أو إثنية ضيقة لا علاقة لها بأهداف الشعب السوري في الحرية والديمقراطية بكل مكوناته!