أوضح الموفد الأممي والعربي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، أنّ مؤتمر «جنيف 2» قد لا يُعقد في مدينة جنيف، في موعده المزمع بتاريخ 22 كانون الثاني المقبل؛ «لأن فنادق المدينة محجوزة في هذا التاريخ». ولفت، في تصريح لتلفزيون «RTS» السويسري، إلى تضارب موعد المؤتمر مع اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، ومعرض جنيف للساعات، اللذين سينظمان في نفس الفترة. وأردف أنّه يجري دراسة الخيارات البديلة بشأن مكان عقد المؤتمر، مشيراً إلى أنّه قد يقع الاختيار على مدينة مونترو، التي تبعد ساعة بالقطار عن جنيف. وكانت «الأخبار» قد كشفت عن هذا التضارب في عددها يوم الثلاثاء الماضي. في موازاة ذلك، واصل رئيس الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان لقاءاته في العاصمة روسية موسكو، حيث التقى وزير الخارجية سيرغي لافروف، وذلك بعد ساعات من لقائه الرئيس فلاديمير بوتين .
وأفاد بيان لوزارة الخارجية الروسية، بأنّ لقاء لافروف بندر تناول «المسائل المحورية الخاصة بتطور الوضع في منطقة الشرق الأوسط، بما فيها البرنامج النووي الإيراني، وتسوية النزاع السوري قبيل انعقاد مؤتمر جنيف».
من جهة اخرى، في خطوة لافتة في توقيتها ودلاتها، قام رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بزيارة خاطفة للدوحة، التقى في خلالها أمير قطر، القديم حمد بين خليفة آل ثاني، والجديد تميم بن حمد. ورغم أن عنوان الزيارة اقتصر على المشاركة في مراسم افتتح السفارة التركية الجديدة في العاصمة القطرية، وتخللها توقيع مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال توليد الطاقة بين شركتي «قطر القابضة» و«الكتريك أورتيم» في منطقة «أفسن البستان» التركية، إلا أن الموضوع الوحيد ذا المغزى الذي بُحث، كان الملف السوري. ومعروف أن الإمارة الخليجية عدّلت خلال الأسابيع الماضية قليلاً من موقفها من الاحداث الجارية في سوريا، بعد الخلاف بينها وبين السعودية على ما يجري في مصر.
وأكّدت قطر أمس أنها «لا تجري اي اتصالات» مباشرة أو غير مباشرة مع النظام السوري. وقال مدير ادارة الشؤون الآسيوية في وزارة الخارجية في تصريحات نقلتها الوكالة: «من نافل القول ان قطر لا تجري اتصالات مباشرة ولا غير مباشرة مع النظام السوري».
وشدد المسؤول في الخارجية على ان «التواصل الوحيد» لقطر «هو مع الممثل الشرعي لهذا الشعب المتمثل بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية».
الا ان المسؤول القطري اكد «ترحيب دولة قطر بحل سياسي يضمن حقوق الشعب (السوري) المشروعة».
على صعيد آخر، وفي خطوة هي الأولى من نوعها منذ بدء الأحداث في سوريا، زار النائب طلال أرسلان محافظة السويداء يرافقه شيخ العقل ناصر الدين الغريب. وجال أرسلان على مشايخ العقل يوسف جربوع وحمود الحناوي وحكمت الهجري، مطلقاً وثيقة تعلن «دعم الرئيس السوري بشار الأسد ورفض التدخل الخارجي، والتزام طائفة الموحدين الدروز في سوريا خط المقاومة».
(الأخبار، سانا، أ ف ب)
1 تعليق
التعليقات
-
في جنيف 2 تحقيق الممكن أم الحل السحريفي مؤتمر جنيف 2 وفق ما يراه الروس ومعهم الأمريكان إلى حد ما بناءً على التفاهم الأولي بينهما ، محاولة لتحقيق الممكن وأقله البدء بالحل السلمي للازمة التي استفحلت كثيراً ووقف دعم الإرهابيين بل والاتفاق على ضرورة محاربتهم كأولوية بالنسبة للسوريين عليهم تبني هذا الخيار أيضاً تحقيق الممكن ، لأنه يجنبهم من الوقوع فيما يسمى ( بالحب النظري للكمال ) أو بالسقوط في براثن ما يدعى ( بالتفكير السحري ) عندما يعتقدون بان شيئاً واحداً كجنيف 2 سيحل المشكلة دفعة واحدة ،بين يوم وليلة ، دون النظر لتعقيدات المسألة وأبعادها والظروف الملازمة لها ولحيثيات تطبيق الحلول -التي يمكن التوصل إليها - على أرض الواقع ذلك إذا اتيحت فرصة حقيقية لعقد هذا المؤتمر ربما ومع استمرار التصعيد والتطرف من قبل بعض القوى الإقليمية يكون خيار الحسم أكثر واقعية الآن رغم كونه أكبر كلفة وهو متاح وممكن خاصة بعد إخفاقات داعش والنصرة مدعومة من بندر وعدم قدرتها على تحقيق أي تقدم على الأرض بالوقت الذي يتابع فيه الجيش السوري أعماله بكفاءة واقتدار وتمكن ، اما وقد أصبحت الحرب مع السعودية علنية ومفتوحة ، فالوقت يضيق كثيراً و نكون بذلك امام خيارين : خيار السلم والتفاهم عندها سيكون جنيف 2 مدخلاً حقيقياً للحل السلمي حيث يفتح الباب أمام السوريين لإعادة بناء الثقة بين بعضهم كأفرقاء وطنيين ، أو يستمر الصراع والذي يحتاج إلى تضحية وصمود لكنه بالتأكيد سيؤدي إلى انتصار أكيد ليس على الإرهاب فحسب بل على الرجعية والتعصب والتطرف أيضاً