ندد الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، بالمجزرة الوحشية في الحولة والتي قتل خلالها أكثر من 100 شخص، قائلاً إنه حتى الوحوش لا يمكن أن تقترف مثلها، وتعهد بإنهاء 15 شهراً من الأزمة إذا توحد السوريون بعضهم مع بعض. وفي كلمة أمام البرلمان، كرر الأسد التعهد بمواصلة الحملة على «الإرهابيين» الذين ينفذون مؤامرة خارجية، بينما عرض إجراء حوار مع المعارضين الذين تفادوا الصراع المسلح أو الدعم الخارجي. وأكد الرئيس السوري تصميمه على مواصلة «العملية السياسية» و«مكافحة الإرهاب»، معتبراً من جديد أن سوريا تواجه «مشروع فتنة أساسه الإرهاب وحرباً حقيقية من الخارج». وأكد أن الأمن في البلاد «خط أحمر». وأضاف «قد يكون الثمن غالياً (...) مهما كان الثمن لا بد أن نكون مستعدين لدفعه حفاظاً على قوة النسيج وقوة سوريا». وتابع «عندما يدخل الطبيب الجراح ويقطع (...) يقال له سلمت يداك لأنك أنقذت المريض»، مضيفاً «نحن ندافع عن قضية ووطن، فقد فرضت علينا معركة ... والعدو أصبح في الداخل».
ورأى الأسد أن العملية السياسية في سوريا تسير الى الأمام، فيما «الإرهاب يتصاعد دون توقف»، مضيفاً إن «الإرهابي كلف بمهمة ولن يتوقف حتى ينجز هذه المهمة ولا يتأثر ببكاء الأرامل والثكالى». وأكد أن «الإرهاب لا يرتبط بالعملية السياسية (...) وهو حالة منفصلة وعلاجه منفصل»، مشيراً إلى أنه «لا مهادنة ولا تسامح مع الإرهاب (...) علينا أن نكافح الإرهاب لكي يشفى الوطن».
ورأى الأسد أن للمال دوراً في تأجيج الاحتجاجات وأعمال العنف في بلاده، مشيراً الى أن «البعض يتقاضى أموالاً ليخرج في تظاهرات (...) وهناك شباب في سن المراهقة أعطوا حوالى ألفي ليرة سورية (40 دولاراً) لقتل كل شخص». وتساءل «هل ضرب الإرهاب فئة دون أخرى؟ (...) وهل أثرت القوانين التي صدرت على الإرهاب إيجاباً؟»، موضحاً أن «الواقع بالنسبة إلى الأعمال الإرهابية يعطي الجواب واضحاً». وشدد على أن «الدور الدولي في ما يحصل لم يتغير (...) فالاستعمار يبقى استعماراً وتتغير الأساليب والوجوه»، مؤكداً أن «الشعب تمكن من فك رموز المؤامرة من بداياتها».
ووصف الأسد منفذي مجزرة الحولة، التي راح ضحيتها أكثر من مئة قتيل في الخامس والعشرين من أيار، بأنهم «وحوش». وقال «حتى الوحوش لا تقوم بما رأيناه. اللغة البشرية غير قادرة على وصفه»، بعدما استهل خطابه بتحية «الشهداء من مدنيين وعسكريين»، مؤكداً أن «دماءهم لن تذهب هدراً، ليس انطلاقاً من الحقد بل من الحق». وأضاف «عزاؤنا الوحيد جميعاً هو أن يعود وطننا سليماً معافى ينعم أبناؤه بالسلام والاستقرار».
وأبدى الأسد استعداده للحوار مع المعارضة «شرط ألا تكون هناك قوى تطالب بتدخل خارجي، أو انغمست بدعم الإرهاب». وتوجه إلى أعضاء مجلس الشعب بالقول «اليوم تبدأون دوركم التشريعي في مرحلة مفصلية تتجاوز خطورتها ما واجهته سوريا منذ جلاء المستعمر الفرنسي. وهذا يتطلب منكم دوراً استثنائياً للتعامل مع قوتين متعاكستين؛ الأولى تدفع إلى الوراء بما تحمله من محاولات لإضعاف سوريا وانتهاك سيادتها ومن قتل وتخريب وجهل وتخلف وارتهان البعض للخارج، والثانية تدفع باتجاه الأمام بما تحمله من تصميم على الإصلاح تجلى بحزمة القوانين والدستور الجديد التي وسعت المشاركة الشعبية في إدارة شؤون الوطن».
وأكد الرئيس الأسد أن إجراء انتخابات مجلس الشعب في موعدها رغماً عن القتل والتهديد والإرهاب كان الرد الحاسم من قبل الشعب على القتلة المجرمين وعلى أسيادهم ومموليهم. وتابع: «إن عدم الفصل بين الإرهاب والعملية السياسية هو خطأ كبير يرتكبه البعض ويعطي الشرعية للإرهاب التي بحث عنها الإرهابيون وأسيادهم منذ اليوم الأول للأحداث»، مشيراً إلى أن «الفصل بين الإرهاب والعملية السياسية أساسي كي نفهم ونعرف كيف نتحرك باتجاه تحسين الظروف التي نعيش فيها».
وسأل الأسد «إن الكثير قيل حول الحوار والبعض ممن لا يحب الشعارات ويقول إنها شعارات جوفاء، من دون أن يشير إلى شعار أجوف، فأين هي الخطط، وما هي التصورات لهذا الحوار، ومن هي الأطراف المعنية بالحوار، ومن يحاور من وحول ماذا تتحاور هذه الأطراف؟»، وأضاف «مبدئياً إن الأساس الوحيد الموجود هو الانتخابات، فهل شاركت هذه القوى التي ستحاور في الانتخابات؟ أم أنها تنطحت للدفاع عن الشعب أو للتحدث باسم كل الشعب، وعندما أتى الاستحقاق الانتخابي هربت لكي لا نرى الحجم الحقيقي لهذه القوى». وأوضح أن «الحوار المقبل كيفما كان شكله ومهما كانت النتائج الصادرة عنه يجب بالمحصلة أن تخضع للمصادقة، إما عن طريق مجلس الشعب أو عن طريق الاستفتاء المباشر». وتابع الأسد «رغم أن العدو أصبح في الداخل، ما زلنا كلنا نكره الدماء، ولكن نحن نتعامل مع الواقع وأتمنى أن نبني أفكارنا على الواقع لا على المشاعر، عندئذ لا نخشى مجرماً أو مأجوراً أو مخططاً يقوده مستعمر مسعور ويموله حاكم موتور».
وخاطب الرئيس الأسد مجلس الشعب قائلاً: «لمن يبحث عن رئيس من دون لون أو طعم أو رائحة لبلد هو الأغنى بالألوان والأكثر استساغة للعيش فيه والأزكى رائحة بعبق تاريخه، أقول لهم: إن لوني من لون هذا الشعب الذي فيه من أطياف السيادة والمقاومة والكرامة والمحبة، وأما كل طيف آخر من أطياف الإرهاب والطائفية فهي أطياف غريبة لا تنتمي إلينا ومصيرها سيكون الاضمحلال والزوال». وأخيراً أكد الأسد أن «أبواب سوريا مفتوحة لكل من يريد إصلاحاً (...) ولا رجعة عما قمنا به من إصلاحات».
(سانا، ا ف ب، رويترز)
4 تعليق
التعليقات
-
لا قصف على قرى مسيحيةالحديث عن قصف القرى موضوع سخيف أناأقربائي موجودين في ربلة و هي تضرب بالهاون الذي يمكلكه المسلحون الذين أحرقوا كنيستنا كنسة أم الزنار في حمص . ليست الدولة من بهدد وجود أي طائفة أو فئة بل فكر الجماعات المسلحة التي قتلت و هجرت و من المعيب اتهام الدولة لمجرد اننا حاقدون. رغم كل الأخطاء الدولة حمت و حافظت على الأقل على المنطق
-
دخيلكم دلونا على اصلاح واحددخيلكم دلونا على اصلاح واحد ونحن سنسكت هل الاصلاح بتكميم الافواه ؟هل الاصلاح بمداهمة البيوت بمجرد ان تكلم احدهم كلمة ؟هل الاصلاح بابعاد اناس الى خارج سوريا لانهم غرباء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟اين هذه الاصلاحات التي يتحفوننا بها؟اسمحو لي لا يوجد اصلاح واحد في سوريا وكانت الصدمة الكبيرة بمجلس نكسة على الجميع ولكن اعترف بإصلاح واحد إذا حصل ان يسكت ناصر قنديل عن التأجيج لانو مو ناقصنا واحد مثله.
-
المعنى بقلب الكاتبما معنى وجود هذه: (...) بعد كل فقرة ولماذا لا يام غرسها عند نقل كلام أطراف أخرى؟؟؟؟؟؟؟
-
انا احب ان اسأل الرئيس الاسدانا احب ان اسأل الرئيس الاسد هل يعلم ان منطقة القصير هي منطقة مختلطة من المسيحيين والمسلمين ضربوها بحجة السلفية وهجروا المسيحيين وبعض المسلمين ولكن السؤال الاهم هل يعلم حضرة الرئيس ان قرى مسيحية تضرب بالمدافع ومن قبل الجيش السوري النظامي لتهجير السكان عنوة ؟مثل قرية ربلة وهم موارنة ولا اعتقد انهم سلفيين وهابيين وقرية اخرى وهم كاثوليك تدعى الدمينة وقد قتل حوالي العشر اشخاص بسبب دكها بالمدافع وعندما ذهب بعض السكان واشتكو لمفرزة موجودة بالقرب منهم قالوا لهم اي صار الضرب بالغلط ولكنهم للآن وهم يقصفونهم بالغلط !!!!!!! ام ان هناك شيئ آخر بين السلطة وحزب لبناني وليكون معبرا آمنا لهم ؟وغدا يقولون عصابات مسلحة هجمت على اخواننا المسيحيين وذبحتهم !!!!!!