قال رئيس المجلس الوطني السوري، عبد الباسط سيدا، في مقابلة صحافية، إنه مستعد للتفاوض مع مسؤولي الحكومة الذين لم تتلوّث أيديهم بالدماء بمجرد ترك الرئيس بشار الأسد وأعوانه السلطة. وأضاف سيدا إن استقالة مبعوث السلام الدولي كوفي أنان ربما تفتح الباب لمبادرة جديدة لحل الأزمة. وقال «بالنسبة إلينا، فإن السلطة فقدت صدقيتها وشرعيتها، وقلناها بصراحة في موسكو إن الحوار لم يعد ممكناً بيننا وبين هذا النظام». ومضى يقول «لا بدّ من أن يرحل بشار وزمرته، وبعد ذلك ننتقل إلى التفاوض مع المسؤولين الآخرين ممن لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين أو يتورطوا في قضايا الفساد الكبرى». كذلك أبدى سيدا قلقه إزاء ظهور سلاح في المناطق الكردية بشمال سوريا، قائلاً «طبعاً هذا الظهور المسلح يثير أكثر من علامة استفهام، وبخاصة في المناطق الكردية لأن تلك المناطق لم تشهد أي قلاقل أو مواجهات عسكرية».
من جهته، استبعد وزير الدفاع الألماني، توماس دي ميزيير، احتمال التدخل العسكري في سوريا، وقال إن فشل الجهود الدبلوماسية لوقف العنف الدموي في سوريا يجب أن لا يؤدي الى اتخاذ قرار بالتدخل العسكري. وصرح الوزير الألماني، في مقابلة صحافية، بأنّ «قرار كوفي أنان الاستقالة من منصبه لم يغيّر موقف ألمانيا بشأن إرسال جنود» الى البلد الذي يشهد اضطرابات منذ 17 شهراً. وأكد أنّ فشل الدبلوماسية يجب أن لا يؤدي تلقائياً الى بدء الخيار العسكري». وقال إن استمرار عمليات القتل في سوريا «يبعث على الإحباط» مع عدم القدرة على التحرك المباشر لوقف تلك العمليات. إلا أنّ الوزير قال إنّ على ألمانيا تقديم المساعدة بطرق أخرى، من بينها تقديم المساعدة الإنسانية للسوريين، والدعم اللوجستي لعناصر المعارضة السورية الذين يتبنون فكراً ديموقراطياً.
إلى ذلك، وصف وزير الدولة الأردني، سميح المعايطة، الوضع على حدود المملكة مع سوريا بأنه مستقر، وأشار إلى أن بلاده لن تتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة مجاورة. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية «بترا» عن المعايطة، خلال جولة تفقدية قام بها إلى مخيم اللاجئين السوريين في منطقة الزعتري، قوله إن «الظروف الاقتصادية التي يمر بها الأردن تجعله غير قادر في بعض الأحيان على توفير مثل هذه الاحتياجات للاجئين، ما يتطلب دعم مختلف المنظمات الإنسانية والدولية لإنجاح الدور الذي يقوم به المخيم لخدمة اللاجئين السوريين كافة».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)
1 تعليق
التعليقات
-
مشاكل المجلس الوطني!وقال السيد المسيح "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر"! كلا لا يستطيع المجلس الوطني الكلام عن الدم قبل: غسيل جيد ليديه، والتنكر لرجائه دولا أجنبية لقصف سورية وسفك دماء الآمنين فيها من الجو (لتجنب تلطيخ أيدي القتلة بالدم؟). وحتى بعد ذلك، يصعب نسيان إطلالات قادته الوادعة على شاشات التلفزيون الإسرائيلي أو في إحتفالات صهيونية في باريس، أو في مقالات تطمين إسرائيل التي نشرت في الوول ستريت جولرنال أو في عهد لإسرائيل بالسلام، لا بل و بحرب ما تسميه إسرائيل ‘إرهابا‘، حسب صراخ أحد قادة المكون الرئيسي للمجلس من منصة في إسطنبول! ذلك التباين مع الموقف التاريخي للشعب العربي السوري يخلق إشكالات وطنية وقومية لا حل لها بغسيل اليدين فقط! لكن في الأمر سحر غريب. ما سبب إنتقال المجلس من ‘العنف الثوري‘ للحوار المسالم، ومن إختطاف قضية الشعب السوري الأساسية في الحرية والديمقراطية في آذار 2011 وتحويلها الى قضايا لاهوتية وطائفية وتطرف دموي، إلى يقظة مفاجئة من حلم حكم سورية وحيدين بلا منافس! هل سيطرح المجلس الوطني أسبابا مقنعة لذلك كي تتوفر لدى الشعب السوري القناعة بمصداقية ‘العزيمة‘؟ من الغريب أن تصريحات السيد سيدا تتوالى، لكن لا يحمل واحد منها أي أمر جدي حري بالتفكير لمدة أطول من ما يتطلب تجاهله.