قبل أكثر من عقدين استعان قائد ثورة الفاتح في ليبيا «الأخ» العقيد معمر القذافي بأكثر من عشرة آلاف مقاتل لبناني لمساندته في حربه ضد الجيش التشادي بين سنوات 1986 و1989. يروي مقاتلون لبنانيون تجربتهم مع جيش «العقيد» وكيف أغرتهم «مالياً» أحزابهم اللبنانية في التوجه الى الجماهيرية العظمى. فأحزابهم، التي كانت تتقاضى ملايين الدولارات من ليبيا لكونها حركات تحرر وطني وقومي، حشرها العقيد في الزاوية حين عجز جيشه عن التصدي للهجمة التشادية على شريط أوزو سنة 1986 مدعومة من الجيش الفرنسي، إذ مني الجيش الليبي بهزيمة عسكرية على يد قوات الرئيس التشادي حسين حبري، الذي استولى على أجزاء من أراضي ليبيا في شريط أوزو الحدودي، وعلى قاعدة السارة العسكرية وأسر قوات ليبية، الأمر الذي أفقد القذافي صوابه، وقرر اللجوء إلى الخيار العسكري والاستعانة بـ«حركات التحرر» التي كان يدعمها بالمال والسلاح.ويقول قائد عسكري سابق في حزب لبناني توجه الى أوزو سنة 1987 إن العقيد القذافي أقنع الأحزاب اللبنانية والفلسطينية والعربية التي كانت تتقاضى منه الأموال بطريقة «مجنونة» بوجوب الوقوف الى جانب ليبيا، وإيفاء جزء من الدين. ويتابع «أقنعنا الأخ، أو أننا أدلجنا نظرية ذهابنا الى هناك كمرتزقة أولاً وأخيراً، بأنّ الهجمة التشادية على شريط أوزو هي هجمة أوروبية ـــــ أميركية لاحتلال ليبيا والسيطرة على نفطها، تمهيداً لضرب كل حركات التحرر في العالم العربي، وكوننا من حركات التحرر فقد اقتنعنا بالفكرة الجهنمية للعقيد، أو بالأحرى بنظريتنا، وبدأنا بإرسال آلاف المقاتلين الى ليبيا مقابل راتب شهري قدره ألف وخمسمئة دولار أميركي لكل مقاتل، لكن للأسف لم تدفع أحزابنا هذا المبلغ بحجة أن العقيد لم يلتزم بما تعهد به». ويضيف «لا أدري إذا كان كلام قادتنا صحيحاً أو أن العقيد القذافي أخلّ فعلاً بما تعهد به، وهي عادة عنده، حيث كنا نلتقيه في طرابلس، وكان يبدّل رأيه في كل لحظة، وكان يستهزئ بنا وبقدراتنا حين نحدثه عن مواجهة الولايات المتحدة أو إسرائيل».
في شهر أيلول من عام 1987 وصلت الدفعة الأولى من المقاتلين اللبنانيين والفلسطينيين الى الجماهيرية الليبية. وكان صاحب نظرية إرسال الدفعة الأولى على وجه السرعة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الذي بدأ بإيفاد مقاتلي «جيش التحرير الشعبي ـــــ قوات الشهيد كمال جنبلاط» ونقلهم جواً على حساب ليبيا من محاور سوق الغرب وعاليه الى محور أوزو، حيث الصحراء والشمس الحارقة والأفاعي، إذ عاد البعض في توابيت بعدما ماتوا بلدغات الأفاعي. وتلت هذه الدفعة دفعات مقاتلة من أحزاب الشيوعي والبعث والقومي السوري والاتحاد الاشتراكي العربي والتنظيم الشعبي الناصري وحزب العمل الاشتراكي العربي وحزب العمال الثوري وتنظيمات لبنانية أخرى، فضلاً عن مقاتلين من الجبهة الشعبية ـــــ القيادة العامة، وحركة فتح ـــــ الانتفاضة، والجبهة الديموقراطية، وقوات الصاعقة، وعربياً أيضاً شاركت قوات رابطة مصر العروبة في المهمة القومية ـــــ القذّافية.
التعاطي الليبي يومذاك مع اللبنانيين كان على أساس أنهم مجرد مرتزقة يتقاضون أموالاً بالعملة الصعبة لمقاتلة جيش حسين حبري التشادي لأسباب عقائدية أو قومية. ويقول مقاتل لبناني شارك في الدفاع عن ليبيا إن قادة من الجيش الليبي كانوا يكيلون لنا الاتهامات، وأكثرها قسوة كان أننا مرتزقة، لكن سرعان ما حسم العقيد القذافي الأمر حين صرخ خلال لقاء معه بوجه ضباطه قائلاً لهم: «من أين سأحضر مقاتلين ليبيّين؟ لقد أحضرت لكم مقاتلين من لبنان لكي تتعلموا منهم». ويقول مقاتل سابق في «جيش التحرير الشعبي ـــــ قوات الشهيد كمال جنبلاط» إنهم سرعان ما تأقلموا مع الصحراء الليبية و«إهانات ضباط الجيش الليبي لنا، فحين كنا نضع الخطط العسكرية لاقتحام مواقع جيش حسين حبري، ونبدأ بالهجوم كان يفر ضباط الجيش الليبي ويبرّرون ذلك بأنهم أحضرونا لنقاتل عنهم مقابل المال».
وحين اكتشف اللبنانيّون في ليبيا سنة 1988 أنهم وقعوا ضحية العقيد معمر القذافي ولن يدفع لهم المال، اتفقوا على إجراء عملية مقايضة مع الجيش الليبي. ويقول مقاتل لبناني سابق في أوزو إن «مئات من سيارات الجيب الحديثة الطراز يومذاك كانت معطّلة ومهملة، فاتفقنا على أن ننال سيارة جيب مقابل كل سيارة معطلة نقوم بإصلاحها، وهذا ما أدخلنا في إرباك لأننا حصلنا على كميات كبيرة من الجيبات لا قدرة لنا على استيعابها، فأعدنا المقايضة عليها بكميات من مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، حيث أرسلناها الى لبنان ومن ثم عمد قادتنا الى بيعها».
21 تعليق
التعليقات
-
الى من اتهمونأ بالمرتزقه .فلسطيني من عين الحلوهذهبنا الى اوزو. لمساندة الشعب العربي وتلبية لنذا الثورة عشنا في الصحرا حياة قاسية وخرجنا منهارجالاقمنا الخنادق والدشم والانفاق التى لم يكن الجيش اليبي يعرفها وتدربنا وكنا في اخطر المناطق وبين حقول الالغام وعندم حضرنا انسحب الجيش اليبي الى الخلف وبقينا ثلاثة اشهر ونصف نتصارع مع رمال الصحرا في اقصى ظروف العيش. صعوبة في بعض الاحيان كانت تقل مياه الشرب فصمدنا وعانينا المرض فهل من مرتزقه يذهب الى الصحرأ تللك ارجو من الاخوه بان لا تجرحو مشلعر الثوار الذين تركو اهلهم وهبو لنصرت بلد عربي شقيق كان يدعم ثورثنا بللمال والسلاح حسنا الثوري ارسلنا للدفاع عن ليبيا وليس عن معمر. الشعب الفلسطيني صاحب قضية عادله شارك في جميع الحروب ولكن من يقود القضايا العربيه هم خونا وليسم برجال ولنا معكم حديث اطول انسأالله
-
ليبيا في ذلك الوقت كانت فيليبيا في ذلك الوقت كانت في معسكر المواجهة,جبهة الصّمود و التصدّي.التضامن مع ليببا كان يفرض على قوى المقاومة و الحركة الوطنيْة الوقوف الى جانبها .امّا في هذه الايّام يا ريت في حبوب هلوسة "قذَّافيَّة " بالملاين توزِّعها على الوطن العربي بلكي الكل ينتفض.
-
ذهبنا الى اوزو تلبية لنداءذهبنا الى اوزو تلبية لنداء ليبيا .. ملامح الوضع السياسي في تلك المرحلة مختلفة تماما عن هذه المرحلة .. نعم كما أسلف الكاتب في المقال حول المرتزقة .. ولكن صدقني يا أخ عفيف كل الشباب اللبنانيين والفلسطينين كانو معتقدين أنهم يلبون مشروع قومي وطني في الدفاع عن ليبا حتى لو أنه لم يطلقو طلقة واحدة ,, حفرنا خنادق في الصحراء بابتداع احد القادة الفلسطينين ولم نطلق طلقة واحدة ... وبعد ثلاث اشهر عدنا إلى قواعدنا ومن ثم التحقنا لنتابع القتال الحقير الذي دار في المخيمات بين المنشقين وفتح الام
-
شو عاد صاريعني ما عرفنا بالآخر من إنتصر؟ العقيد أو التشاديين، بس لنعرف إلّي قاتلوا و ماتوا ماتوا عافاضي أو لأ
-
سيد مختار عز الدين الكاتب لمسيد مختار عز الدين الكاتب لم يصف العناصر بالمرتزقة لو انك تقرا بتأني لفهمت بان القذافي وصفهم بالمرتوقة وباعتراف رؤسائهم بانهم وقعوا في الفخ الليبي الآن الإختلاف اصبح لماذا لم يضع الكاتب قرائن او انه وصف العناصر بالمرتزقة لماذا تحاولون الهروب من الحقيقة بأن زعماؤونا استخدمونا كبريت داخلي وخارجي واستولوا على الأموال ( استغلونا لمصالحهم ) هذا المغزى من التقرير ...كل يغني على ليلاه عداك عن اللذين استغلوا ابناء وطنهم داخل لبنان وتم تصفيتهم بعد ان استغلوهم لمصالحهم وليس فقط لم يدفعوا لهم المال ...
-
يا ريت كمان بتحكي عن الاحزابيا ريت كمان بتحكي عن الاحزاب التي تسمي نفسها وطنية وتحت امرة "فصائل غير لبنانية تعيش في لبنان" كيف اتفقت على عالم جليل- محترم من المسيحي قبل المسلم - وهو موسى الصدر. وكيف اقنعوا القذافي بخطفه لانه وقف عائق بوجه مشاريعهم البديلة وكيف كانوا يطلقون حوله الاشاعات المخزية خدمة للغرباء
-
بما خص يوم كان «ثوار لبنان» مرتزقة في جيش «العقيد».إلى السيد عفيف دياب المحترم, بما خص عمل الصحافي النزيه والذي لا يكتب من اجل هدف "Propaganda", يتوجب نشر الحقيقة كاملة وغير مجتزأة ومشوهة. ولهذا يتوجب ذكر الأشياء المنقوصة من مقالك لتأتي الصورة واضحة. 1- الحركة الوطنية والمقاومة الفلسطينية في ذلك الوقت كانوا مستهدفين ويقاتلوا أميركا والكيان الصهيوني وعملائهم على الساحة اللبنانية والذين كانوا بدورهم مدعومين ماديا ومعنويا من قبل الصهاينة وواشنطن والأنظمة العربية المتآمرة. 2- ليبيا هي بلد عربي. 3- ليبيا في ذلك الوقت كانت تنتمي إلى "جبهة الصمود والتصدي" المواجهة لجبهة "كامب دايفد". 4- كانت هناك الحرب الباردة بين معسكر حلف وارسو (المعسكر الأشتراكي) من جهة ومعسكر الناتو من الجهة الأخرى وكانت معظم دول العالم منقسمة بين المعسكرين وليبيا كانت مع المعسكر الأشتراكي. 5- ليبيا كانت مستهدفة من قبل المعسكر الغربي. وقد تعرضت لغارة جوية من قبل واشنطن. 6- النظام التشادي كان وما زال يدار من قبل الغرب وبشكل خاص من قبل الحكومة الفرنسية. 7- القذافي في ذلك الوقت لم يكن قد أنزلق إلى ما وصل عليه اليوم وكان يقدم الدعم المالي والعسكري لحركات التحرر العربية والعالمية ومن جملتها "الحركة الوطنية اللبنانية" (والجميع يعرف هذه الأشياء). وبغض النظر عن الذي ذكره مصدرك وعن كيف تم الأتفاق بين قادة الحركة الوطنية والنظام الليبي في ذلك الوقت على كيفية إرسال المقاتلين; فما هو هذا العمل المشين الذي قامت به الحركة الوطنية اللبنانية عندما أرسلت بعض من قواتها لتحارب الأجنبي () وتدافع عن الأراضي الليبية العربية في ذلك الوقت؟ وكيف نسمي هذا القوات بالمرتزقة؟ هل عندما يأتي الجندي الجزائري ليحارب الصهاينة على جبهة الجولان السورية يصبح من عداد المرتزقة؟
-
العقيد بلا جنودالحرب اللبنانية : إستيراد وتصدير . عقيد بل جنود وجنود بلا عقيل
-
معك كل الحقاقسم بالله العظيم انك على حق يا أخ خليل لأننا بحاجة لمعرفة من يقودننا و كيف يفكرون وكيف يتصرفون بنا عل أساس أننا بعض المنقولات من ميراث الوالد
-
يونم كان ثوار لبنانيبدو ان بعض المعلقين ليسوا مخضرمين او لم يعيشوا حروب لبنان بزعمائهم الطائفيين او لم يحدثهم اهلهم عن حروب لبنان او ان انحيازهم لطائفتهم المعنية لم يدروا ما حصل ويحصل في لبنان حروب لبنان الطائفية لم يشترك بها اللبنانيون فقط بل دول كانت تغذيها ليس فقط بالمال والسلاح بل بالعناصر والآن ما زال كل زعماؤنا الطائفين يعيشون على فتات اموال زعماء ينهارون او اموال حولت لهم من زعماء قضي عليهم ويغذون احزابهم بها فهذه الحقائق ليست بحاجة الى اثباتات او مصادر او قرائن بل هي محفورة بعقولنا وممكن اي شخص يزودكم بحقيقة ما حصل وما اكثرها وجيل الشباب الجديد المتعصب لطائفته بقلوا بالأيام الجاي رح يسمع ويتفاجأ كتير ( نصيحة ما تتبع اي زعيم طائفي ....
-
يجب عدم خلط الأزمنة ببعضهايجب عدم خلط الأزمنة ببعضها فليبيا وقت ذاك كانت تدعم الحركة الوطنية فعلا وكانت النظرة إليها أنها جزء من معسكر التحرر العربي. الذين ذهبوا لم يكونوا مرتزقة وانتهازية القيادات يجب فهمها بسياقها التاريخي بدون تصغير أو تكبير أو إسقاط للحاضر على ماض مختلف. ولا شك أن هزيمة ليبيا على يد رجل أمريكا حبري في ذلك الوقت تركت أصداء محزنة عند أناس كثيرين من الوطنيين العرب العاديين ممن لم يكن يقبض من القذافي قرشا ولا يفكر في ذلك.
-
إضاءة هامة ولكن؟الإضاءة على محطات كهذه من تاريخ الحرب الأهلية اللبنانية وتشعباتها وارتباطات لاعبيها، والمتلاعب بهم، في غاية الأهمية وقد تساهم في الإضاءة على ماهية وإمكانية التشعبات والارتباطات الحاضرة والمستقبلية. المهم أن يتم ذلك بأسلوب يتوخى الشفافية بتحديد المصادر وإرفاق المعلومة بالوثائق والأدلة الدامغة، وليس بطريقة استنسابية وانتقائية أو بصيغة ستة وستة مكرر، بتسمية البعض والتعمية عن الآخرين. إننا بأمس الحاجة إلى ويكيليكس لبناني شامل وربما فريق كامل من الأسانجيين! فهل من مجيب؟؟؟
-
من هو المصدر؟كلام خطير... من هو المصدر؟ هل يمكن أن نروي حكايات كهذه بلا مصدر؟
-
لن لم تستحي فافعل ماشئتشهادة عظيمة لمدى ولاء قادة الفصائل اللبنانية لجماهيرها والله ان لم تستحي فافعل ماشئت ما اضعفنا لقد صدقنا الكذبة وعشناها ولازال البعض يصدق ان هؤلاء القادة الذي يقودننا سيوصولوننا الى هدفنا نعم سيوصولوننا الى الجحيم انشاء الله ....
-
يا ريت يا اخ عفيف تكتب أكثريا ريت يا اخ عفيف تكتب أكثر عن هذه التجارب لعلا اللبناني يفهم ويتعلم وشكرا لك
-
و طلعتو من المولد بلا حمصههههههههه هههههههه هيدا هو المتل يللي بيقول ’’ رزق الهبل عالمجانين ’’ !