مرّ خبر الحادث مرور الكرام، رغم تكرار هذه الحوادث. فقد وقع حادث مماثل قبل نحو شهر مودياً بحياة الطفلين عبد الجميل معتمد المصري وشقيقته غنوة على الطريق الدولية أيضاً، لكن من ناحية معبر العريضة. وقد ترافقت حادثة مقتل الطفلين مع إعلان عن تحقيقات لم تظهر نتائجها حتى الآن، كذلك لا يبدو أن أي إجراءات قد اتخذت للتخفيف من حوادث القتل المتمادية على الطريقين الدوليتين.
ورغم الحملات الواسعة للتخفيف من السرعة عبر وضع كاميرات المراقبة على الطرق الرئيسية في لبنان، يبدو أن طرق عكار، وإن كانت دولية، لا تزال مستثناة من تلك الإجراءات. إذ تخلو الطريقان المشار إليهما من أي إشارة لمقدار السرعة المسموح بها، باستثناء إشارة واحدة سقطت بمرور الزمن على الأرض دون أن يكترث لأمرها أحد. فعلى أوتوستراد العريضة، يستطيع من يُحدّق كثيراً ملاحظة الإشارة الساقطة على الأرض التي تحدد السرعة بثمانين كيلومتراً في الساعة. أما من ناحية العبودية، فالطريق فيها مسار واحد يمر وسط الأحياء الشعبية، وليس فيها أي إشارة لتحديد السرعة. أما في حي بيت صباح في تل حياة، حيث وقع الحادث الأخير، فيقول أحد القاطنين فيه، الحاج محمد شرف الدين لـ«الأخبار»: «إن عشرات القتلى والجرحى سقطوا أمام أعيننا ولم تلق مطالباتنا بوضع مطبّات لتخفيف سرعة الشاحنات آذاناً صاغية، بحجة أن الطريق دولية». في السياق نفسه، ينتفض مواطن آخر، جمال صباح، قائلاً: «أليست طريق المنية دولية أيضاً؟». ويتدخل شاكر صباح ليعدّد أسماء القتلى والجرحى في هذه الحارة وحدها، ومنهم دعد صباح ومحمد خضر خويلد وخضر خضر خويلد
الرادارات لا تزال غير معروفة على طرقات عكّار
من جهة أخرى، يسأل المواطن أحمد العلي من بلدة الشيخ عياش، وهو يركن شاحنة محملة بـ 25 طناً من الأخشاب عند الحدود السورية في العبودية، عن المسافة المطلوبة ليتمكن من التوقف. فيجيب أنها 400 متر بالحد الأدنى، لكنه يضيف إن أصعب منطقة يمر بها في طريقه من لبنان إلى العراق هي تلك الممتدة بين العبدة والعبودية حيث تخرج مئات الجرارات الزراعية، لتصول وتجول على الطرقات، «فتفاجئنا وتفقدنا القدرة على السيطرة على شاحناتنا».
تنتشر على طريق العبودية الدولية بكثافة إشارات «ممنوع التجاوز»، ورغم ذلك فإن سرعة السيارات تتجاوز المئة في طريق ضيقة، حيث تحاذي فيها المدارس الطريق العام، علماً بأن أبناء القرى والبلدات الحدودية يتساءلون عن شكل الرادار القامع للمخالفات على تلك الطرق.