بالنسبة إلى والدة الضحية علي حسن الدر (23 عاماً)، زهية الدر، فقد سارعت إلى إقفال الباب أمام أيّ تقبل للحكم الصادر. جازمة كانت دموعها وهي تنظر بأسف الى صورة «قمرها» المعلّقة على مدخل منزلها، والتي بهتت ألوانها بفعل السنوات. فالوالدة الثكلى لا تكفيها 20عاماً من السجن، فيما لو نفّذت، بل تطالب «بإعدام الجناة لتحترق قلوب أمهاتهم كما حرقوا قلبي». علما بأنها مستاءة من زوجها الذي قبل قبض «تعويضات» شركة التأمين لأهالي الضحايا. فهي لا تريد أن تدخل المال في قضية ابنها «الشهيد المظلوم» ولو كان من حقها قانوناً.
إلا أنّ عباس الدر، والد الضحية هبة (20 عاماً) وعم الضحية محمد علي الدر، يرى «القسم الملآن من الكوب». إذ إنّه يصر على أن «توزع التعويضات على أهالي الضحايا الذين لم يتركوا ضمانات مادية كبرى وراءهم تؤمن عائلاتهم». وفي هذا الإطار، تلقت عائلة الضحية محمد سبيتي الحكم بفرح ليس لمحاكمة الجاني فحسب، بل أيضاً لرصده تعويضات أخرى لعائلات الضحايا. فقد خلّف محمد حينها، زوجة وخمسة أطفال.
الفرحة بالحكم لم تكتمل في عائلة الضحية مصطفى أخضر (26 عاماً) الذي استشهدت والدته ووالده وأخواه الاثنان في عدوان تموز، فلم يبقَ من العائلة أفراد كثيرون يشاركون أرملة أخيه سكنة صعب فرحتها. بحسرة، تستذكر ما عاناه الشهداء بعد وفاة مصطفى وابن خاله حسين علي أخضر، في حادثة الطائرة. تتحدث عن
معظم أهالي الضحايا تبلّغوا خبر صدور الحكم من الإعلام
وإن شعرت الخرايب بأنها انتصرت ولو جزئيا لأرواح أبنائها التسعة الذين سقطوا على متن الطائرة، فإن حقها لا يزال غير مستحق بعدما ثكلت مجدداً بابن عاشر هو محمد عكوش، الذي سقط على متن الطائرة الإثيوبية. وإذ يبدي الوالد الطبيب كمال عكوش سعادته «بالتوصل إلى نتيجة في ملف كوتونو ولو بعد 7 سنوات»، فإنه أمل ألا يطول انتظارهم قبل تبيان أسباب سقوط الطائرة الإثيوبية. ولم يخف عكوش نيّة بعض الأهالي «رفع دعوى قضائية على الدولة اللبنانية ومن يظهره التحقيق شريكاً في المماطلة التي أدت إلى تأخر انتشال الضحايا شهراً». عندها، لا يمانع عكوش من «الذهاب إلى الآخر أمام القضاء اللبناني طمعاً في الحكم الذي صدر أول من أمس بحق كوتونو».
وقد اتصلت «الأخبار» بالمحامي حسن علوية، رئيس «جمعية أهالي الضحايا»، الذي قتل ابنه أيضاً في الكارثة، فأعرب عن ارتياحه لصدور الحكم «بالمسؤوليات التي كنا قد حددناها»، خاتماًَ بالقول «لقد ظهر الحق وزهق الباطل».