فادي فقيه من بلدة حاريص انتظر هو أيضاً سوق الخميس في بنت جبيل لشراء حاجات أسرته. وكذلك فعلت راجحة كريم من ربّ ثلاثين التي قصدت سوق الأربعاء في بلدة الطيبة للغاية نفسها. تقول: «لا محال تجارية في هذه المنطقة التي هجرها معظم أبنائها، ثم إنّ البعض هنا يذهب إلى السوق حتى سيراً على الأقدام لعدم القدرة على امتلاك السيارات الخاصّة وعدم وجود وسائل للنقل العام».
استعان أبناء بنت جبيل بالبسطات لشراء الحلويات وثياب العيد
ثم تفطن إلى القول: «والله الهيئة إنو عم يستغلّوا مواسم العيد على حساب الفقراء فهم وحدهم زبائن الأسواق الشعبية وليس الأغنياء».
اللاّفت تهافت الأهالي على شراء الحلويات المغلّفة مثل الشوكولا والملبن من تجّار العربات القادمين من سوريا نظراً لأسعارها الرخيصة. وتشرح فادية أمين كيف أنّها لم تعد قادرة على الذهاب إلى المدن في النبطية وصيدا وصور لشراء حلويات العيد المميّزة، نظراً لأسعارها المرتفعة وكلفة الانتقال، لذا «أفضّل شراء الحلويات الرخيصة من أصحاب البسطات أو العودة إلى صناعة الحلويات المنزلية من المعمول والبيتي فور وغيرها».
يروي فادي إبراهيم من عيناتا كيف أنّ «أبناء المنطقة المقيمين اعتادوا منذ التحرير عام 2000 على شراء لوازم العيد من مدن صيدا وصور والنبطيّة وبنت جبيل أحياناً، لكن هذه العادة تغيّرت في السنتين الأخيرتين بسبب كلفة الانتقال وارتفاع الأسعار، وبات الأهالي يقصدون الأسواق الشعبية في مناطقهم، ورغم انتشار المحال التجارية في المنطقة فإنّ الأسعار ترتفع ارتفاعاً لافتاً نظراً لارتفاع أسعار العقارات، كما يحصل في بنت جبيل، لذلك يفضّل الأهالي شراء حاجاتهم من أصحاب البسطات في سوق الخميس
الشعبي».