لم يكن المعتدي مجهولاً بالنسبة إلى منال، فهو ناطور البناء. ادّعت الفتاة عليه لدى فصيلة المصيطبة في قوى الأمن الداخلي، وذلك بتهمة الاعتداء ومحاولة الاغتصاب. باشرت القوى الأمنية تحقيقاتها، فتمكنت من توقيف محمود (اسم مستعار – 30 عاماً) غير أنه أنكر التهمة المسندة إليه. أفادت المدّعية بأنه قبل أسبوعين من الحادثة، تحرش بها الشخص نفسه بعدما كان يتودد إليها بالكلام، لكنها كانت تصدّه دائماً.
بعد مضيّ نحو شهر على توقيف محمود، أخلي سبيله بناءً على طلب قُدم إلى القاضي المعني، على أن يعود ويمثل أمام المحكمة لاحقاً. لكن المتهم لم يحضر، فحوكم بالصورة الغيابية واعتُبر فاراً من وجه العدالة.
تأيدت هذه الوقائع بالأدلة والمعطيات الواردة في ملف القضية، ومنها المحضر الذي نظمته القوى الأمنية، الرقم 1308/302 إضافة إلى المحضر المنظّم من مكتب حماية الآداب، الرقم 583/302. وبناءً عليه، ثبت للمحكمة «معاملة المتهم للمدعية بالعنف (عادت وأسقطت ادّعاءها الشخصي)، واقتيادها بدون إرادتها إلى سفرة الطبقة الثانية في البناء الذي تعمل فيه، وخلع ثيابها عنها تمهيداً لارتكاب الفعل المنافي للحشمة بالإكراه». ورأت المحكمة، بحسب ما جاء في نص الحكم الصادر، أن الأمر «لم يتحقق بسبب ظروف خارجة عن إرادة المتهم، إذ فتح أحد سكان البناء باب منزله فخاف المتهم ولاذ بالفرار».
لم يكن المعتدي مجهولاً بالنسبة إلى منال، فهو ناطور البناء
يُشار إلى أن المادة 507 عقوبات تنص على أنه «من أكره آخر بالعنف والتهديد، على مكابدة أو إجراء فعل مناف للحشمة، عوقب بالأشغال الشاقة مدّة لا تنقص عن 4 سنوات. ويكون الحد الأدنى للعقوبة 6 سنوات إذا كان المعتدى عليه لم يتم الخامسة عشرة من عمره». أما المادة 201 فتنص على أنه «إذا كانت جميع الأعمال الرامية إلى اقتراف جناية قد تمت، غير أنها لم تفض إلى مفعول، بسبب ظروف لا علاقة لها بإرادة الفاعل، أمكن خفض العقوبات». كذلك يمكن خفض العقوبات في حالات معينة حتى الثلثين، إذا حال الفاعل بمحض إرادته دون نتيجة فعله.