اتّصل مجهول بدلال مدّعياً أنه مدير شركة تجارية. أخبرها أنه يريد توظيفها لديه براتب مغرٍ. حدّد لها موعداً للمقابلة. استقبلت دلال الاتصال بفرحة كبيرة. أخبرته أن لها صديقاً يبحث عن عمل، لكنه يعاني ضعفاً شديداً في البصر، فطلب إليها إحضاره معها لعلّه يجد له وظيفة عنده. حضرت دلال برفقة علي في الموعد المحدّد. لم يعثرا على العنوان الذي أعطاهما إيّاه. فقد أرشدهما عبر الهاتف إلى مبنى يقع بين مستديرة شاتيلا والشيّاح. اتّصلا به، فأخبرهما بأنه سيرسل إليهما أحد الموظّفين لديه ليرشدهما إلى الطريق. حضر الموظف المزعوم واصطحبهما معه، وقبل أن يصلوا إلى مبنى الشركة، طلب إليهما أن يتركا معه هاتفيهما الخلويَين. رفض علي مستفسراً عن السبب، فأجابه الأخير بأنها إجراءات روتينية متّبعة في الشركة. اتّصل علي بمدير الشركة ليخبره بطلب الموظف الذي أرسله، فأكّد له الأخير الأمر، كما أنه عاتبه لشكّه، وأخبره أنه يفترض أن تكون الثقة متبادلة في ما بينهم، فكيف سيسافر هو ويتركهما في المكتب إن لم تكن الثقة موجودة في ما بينهم؟!
اعتذر علي، وسلّم هاتفه المحمول وهاتف صديقته للموظف الذي كان برفقتهما. وصلوا إلى مدخل المبنى، فطلب إليهما الشخص الذي كان برفقتهما أن يصعدا إلى الطبقة الخامسة حيث تقع الشركة، وأخبرهما أن يسألا عن المدير موسى الحركة. كذلك أخبرهما بأنه
سرق اللصوص كرسياً مدولباً لمُقعد وهاتفين خاصّين لضريرين
نزلا ليسألا الناطور لعلّهما أخطآ، لكنّ الأخير نفى أن تكون تلك الشركة موجودة في المبنى. استغرب علي ودلال ما يحصل معهما، فقررا أن ينتظرا وصول الشخص الذي رافقهما. انتظرا طويلاً إلا أنّ أحداً لم يأتِ. اتّصلا بالمدير الذي كان يجري التواصل معه لكنه لم يجب. جرّبا الاتصال برقميهما الهاتفيين إلا أن أحداً لم يجب أيضاً. عندها أيقنا أنهما وقعا ضحية احتيال وسرقة. قصدا مخفر الغبيري للادعاء، فخسارة دلال كبيرة، إذ يحتوي هاتفها على برنامج خاص يسمح لها بإجراء الاتصالات وتلقّيها لكونها لا تُبصر (ويبلغ سعره نحو 500 دولار). في المخفر، أخبر علي ودلال رتيب التحقيق ما جرى لهما. أعطياه الأرقام التي كان «المدير المزعوم» يستخدمها للاتصال بهما.
اتّصل الرتيب بالأرقام، فتبيّن أن أحدها يعود إلى أحد سنترالات المنطقة، أما الأرقام الأخرى، فكانت مقفلة.
حادثة تعرّض شخصين من ذوي الاحتياجات الخاصة للاحتيال والسرقة ليست استثنائية في لبنان، فقد سرق اللصوص الكرسي المدولب لأحد الزملاء في «الأخبار»، بعدما خلعوا صندوق سيّارته. يشار إلى أن ثمن الكرسي يبلغ نحو مليون ليرة لبنانية.