أفلحت جهود الاتحاد في إخراج الجمهور من الملعب، لكنّ الجيش الذي كان يتولى عملية حفظ الأمن في حرم الملعب لم يُفلح في تهدئة المشجعين الذين حاولوا مراراً الدخول إلى الملعب، فضلاً عن مناكفات وخلافات صارت تشتعل بين مناصري الفريقين. وذكر مسؤول أمني أن الجيش حاول تفريق الجمهور وإخلاء المنطقة، غير أن تراشقاً بالحجارة وقع هناك، ولم يستثن عناصر الجيش والضابط الآمر، فأطلق عناصر من الجيش النار لتفريق المشاغبين.
بين إطلاق النار والتراشق بالحجارة، وقع هرج ومرج، وما هي إلا دقائق، حتى غرقت أرض ملعب أنصار بالدماء، فأصابت رصاصة قلب الفتى كامل محمد نجم (مواليد عام 1993) وهو من بلدة عنقون، فقتل على الفور ونقل جثة هامدة إلى المستشفى الحكومي في النبطية. فيما أصيب قاسم حسن كلاكش (23 عاماً) من عنقون برصاصة في صدره ونقل إلى مستشفى الشيخ راغب حرب في محلة تول قرب الدوير. وذكرت مصادر أمنية أن نحو أربعة جرحى قد يكون بعضهم من عناصر الجيش اللبناني أصيبوا هناك ونقلوا إلى مستشفى الشيخ راغب حرب في تول.
لم يستطع الصحافيون الوصول إلى مكان المواجهات
وعلم أن مسؤولين أمنيين وعدداً من نواب المنطقة والقوى السياسية واصلوا اتصالاتهم في سبيل تهدئة الوضع الأمني الذي سبّب سقوط قتيل وجرحى، «في مباراة رياضية عادية جداً» بحسب مسؤول أمني،
ولم يستطع الصحافيون الوصول إلى مكان المواجهات، كذلك فإنهم حاولوا بصعوبة الحصول على معلومات دقيقة تجاه ما حصل، غير أن تعتيماً كاملاً فُرض من القوى الأمنية والسياسية ومن المستشفيات على أسماء المصابين وعددهم، فضلاً عن أن الصحافيين مُنعوا من التصوير. وتحدثت معلومات عن أن سقوط القتيل والجرحى من بلدة عنقون (الزهراني) جعل العديد من شبابها يتدفقون باتجاه بلدة أنصار، ما أسهم في تطور المواجهات. غير أن بعض المصادر الأمنية نفت حصول ذلك، وأكدت أن المواجهات لم تخرج عن حدود الملعب.