![](/sites/default/files/old/images/p22_20090403_pic2.jpg)
تحافظ هذه الأعضاء على حياتها الكامنة في التربة، حتى حلول أمطار الخريف الأولى، حين تشقّها لتبرز إلى السطح. ففي ذلك الموسم، وتحديداً خلال شهري كانون الثاني وشباط، تهطل الأمطار بغزارة، لتروي التربة العطشى. وما إن تنتعش الأرض، حتى تنزل النساء الرّيفيات إلى الحقول، ويبدأن بجمع النتوءات الحديثة البارزة من الهليون البري، التي تتميز بمذاق لذيذ رغم أنها أنحف من تلك التي تُزرع. ويعتبر الهليون من النباتات الغنية بالمكوّنات المضادة للأكسدة، إن كان من حيث النوعية أو الكمية، بالإضافة إلى أنها تتمتع بنسبة عالية من الألياف، ما يجعل تناولها مفيداً جداً للصحة.
لذلك، لا تقتصر استخدامات الهليون على الغذاء، بل تتخطى ذلك إلى عالم الطب، وذلك يمتد تاريخياً، حتى زمن المصريين القدامى.
فبعض المكوّنات العطرية في الهليون تُصرف سريعاً في البول بسبب احتوائه على نظام هضم الحمض الهليوني الموجود فقط في هذه النبتة. هذه الميزة أدّت إلى معتقد شائع عن تمتع النبتة بميزات مدرّة للبول، وبناءً عليه، استُعملت النبتة في معالجة التهابات المسالك البولية والكلية وحصى المرارة. في أوروبا، تُباع جذور الهليون المطحونة والمجففة ممزوجة مع أصناف نباتية أخرى لتحسين عملية الكلية الترشيحية وتصريف المياه دون التعرض السلبي لتوازن الأيونات.
وللهليون عائلة كبيرة: فهو ينتمي إلى عائلة الزّنبقيات التي تتضمن المئات من الأصناف المزروعة مثل النرجس الأصفر، الزّعفران، لسان الحمل ونبات الصّبر. وتعيش جميع النباتات المنتمية إلى هذه العائلة سنوات عدة من دون أن تتحول إلى نباتات خشبية. ففي الواقع، تموت الغصينات بعد التزهير أو الإثمار وتتجدد النبتة بالاعتماد على أعضائها التخزينية الجوفية. وعموماً، تتكاثر النباتات المنتمية إلى هذه العائلة من خلال تجزئة الأعضاء التخزينية إلى أقسام صغيرة، ثم اللجوء إلى زرع هذه الأقسام كلاً على حدة.
(الأخبار)