وتضمنت المذكرة تحذيراً مسبقاً إلى موظفي الشركة مفاده أن قيادة المديرية سوف تقوم بالتفتيش على الجهاز الأمني المذكور. وسيكون من السهل إجراء عمليات التفتيش، لكون أفراد الجهاز سيرتدون لباساً موحداً، وستوضع شبكة لا سلكية خاصة بيوم الذكرى، تصل المجموعات الثلاث التي ستتولى الأمن بعضها ببعض، وبقادتها، وبجهاز عناصر العمليات المشتركين. أكثر من ذلك، فإن أرقام مسؤولي المجموعات الخلوية ستوزّع في لائحة على غرفة العمليات. وفي سبيل مزيد من الدقة، ستوضع مجموعة احتياط بإمرة العميد أنطوان خلف، على رأس مجموعة انضباط مؤلفة من العناصر الإداراية، فيما تتموضع المجموعتان المكلّفتان مهمة تأمين خطوط السير، بإمرة العقيد كمال زرقليط، تساندهما مجموعتان مؤلفتان من المفتشين وعناصر العمليات. بيد أن جميع العناصر والمجموعات، ستبقى بإمرة العميد أنطوان الحاج في جميع مراحل المهمة حتى إنهائها.
ويطرح العمل الأمني للشركة المذكورة (على إيجابيته لكونه بهدف ضبط الأمن)، تساؤلات جدية عن طبيعة عمل قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني، وعما إذا كان المنظمون لا يثقون بقدرة القوى الأمنية الرسمية على الحفاظ على أمن المواطنين المشاركين في الذكرى.
وفي تدبير وقائي آخر للحفاظ على أمن المناسبة، أصدر وزير الدفاع الوطني الياس المر قراراً بتجميد مفعول تراخيص حمل الأسلحة على جميع الأراضي اللبنانية، ابتداءً من فجر اليوم 14 شباط إلى فجر يوم 16 شباط الجاري، مستثنياً حاملي تراخيص حمل الأسلحة بصفة دبلوماسية، ومرافقي النواب والوزراء الحاليين والسابقين ورؤساء الأحزاب. لكن على الرغم من هذه التدابير، فقد سمع أهالي العاصمة بيروت وطرابلس أصوات طلقات نارية غزيرة بالتزامن مع إطلالة النائب سعد الدين الحريري التلفزيونية مساء أول من أمس. وتحسباً لأي تطور، سيّرت وحدات من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي دوريات مؤللة في أنحاء مختلفة من طرابلس، وخاصة بعدما ادى إطلاق نار إلى توتر بين منطقتي التبانة وجبل محسن.
وتجدر الإشارة إلى أن عدة خلافات وقعت في طرابلس خلال الأسبوع الفائت، على خلفية تحضيرات «المستقبل» لمناسبة 14 شباط. ووقع أبرز هذه الخلافات يوم الأحد الماضي في حي الزاهرية، عندما جرى تبادل إطلاق النار بين مناصرين للرئيس نجيب ميقاتي وآخرين من المستقبل (في حادث هو الأول من نوعه) على خلفية قيام مناصري المستقبل بجولات في سياراتهم، وهم يبثون الأغاني عبر مكبرات الصوت. وأدى الخلاف إلى سقوط 4 جرحى، قبل أن يتدخل الجيش والقوى الأمنية.
(الأخبار)
حكم قضائي ضد «المستقبل»
![](/sites/default/files/old/images/p12_20090214_pic1.jpg)