82.1 مليار دولار
هو حجم الخسائر التي تقدّرها منظمة IATA لشركات الطيران بسبب الارتفاع في أسعار النفط، خصوصاً وقود الطائرات
لذا، إنّ منع الطائرات الأوروبية والأميركية من عبور المجال الجوّي الروسي، يفرض على شركات الطيران تعديل مسارها والالتفاف بشكل كبير حول روسيا للوصول إلى مقاصدها، أي إنه على الطائرات أن تقطع مسافات كبيرة جداً، وهذا ما دفع بعض شركات الطيران إلى تعليق رحلاتها التي كانت تمرّ فوق روسيا.
تعديل المسارات لتصبح أطول يؤثّر على أمرين:
- كلفة الطيران ستُصبح أعلى، إذ إنّ قطع مسافات أطول لتجنّب المجال الجوّي الروسي يعني ارتفاع كلفة كل رحلة وصرف المزيد من الوقود. هذا الأمر يعني أيضاً أنه على الطائرات التزوّد بكميّات وقود أكبر، ما يعني أنه عليها أن تخفّف من حمولاتها.
- حاجة الرحلات إلى أوقات أطول للوصول، يعني أوقات طيران أكثر، وبالتالي تغيّر كبير في برامج الطيران التي توضع مسبقاً وإرهاق الطيارين وسائر العاملين على الطائرة واستهلاك الطائرة بشكل أكبر. يظهر هذا الأمر في العديد من شركات الطيران. فمثلاً رحلة شركة «فيناير» بين هلسينكي وطوكيو، ورحلة الخطوط اليابانية بين طوكيو ولندن، كانتا تسيران فوق روسيا في الأوقات الطبيعيّة، لكن الظروف الراهنة أجبرت هاتين الرحلتين على تعديل المسارات من خلال التوجّه شمالاً لتجنّب المجال الجوّي الروسي. كانت رحلة الشركة اليابانيّة تحتاج ما بين 12 ساعة و12 دقيقة في الأوضاع الطبيعيّة، أما بعد تعديل المسار فأصبحت تحتاج إلى 14 ساعة و38 دقيقة.
112.5 دولار
للبرميل الواحد هو معدّل أسعار وقود الطائرات في عام 2022 وفقاً لحسابات منظمة IATA
ولا يقتصر انعكاس الأزمة على حركة الطيران بين المناطق المذكورة، بل يتعدّاها إلى مسائل أخرى مهمة أيضاً؛ فالاضطراب في حركة الطيران لا ينعكس فقط على تنقّل البشر بين البلدان، بل يشمل أيضاً عملية نقل البضائع جوّاً. وارتفاع كلفة نقل البضائع يسهم في رفع أسعارها. وهكذا تكون العقوبات الأوروبية والأميركية على روسيا قد أسهمت في المزيد من تضخّم الأسعار.
وتشكّل هذه الأزمة عاملاً ضاغطاً على شركات الطيران. فبالإضافة إلى موجة الارتفاع في أسعار النفط مع بلوغ سعر البرميل 139 دولاراً في وقت ما، يؤدي منع عبور الطائرات فوق الأجواء الروسية إلى تعميق خسائر قطاع الطيران. فمن جهة هناك ارتفاع أسعار النفط الذي يرفع كلفة الرحلة للتذاكر المدفوعة مسبقاً، وأسعار التذاكر للرحلات الجديدة، ومن جهة ثانية يؤدي طول مسافات الطيران إلى زيادة إضافية غير منظورة في الأكلاف، أي مزيد من الخسائر، فضلاً عن الخسائر المباشرة الناتجة من إلغاء الرحلات المتوجّهة من وإلى شمال آسيا.
لا يقتصر انعكاس الأزمة على حركة الطيران بين المناطق المذكورة، بل يتعدّاها إلى مسائل أخرى مهمة أيضاً
يأتي كلّ هذا مع محاولة تعافي قطاع الطيران من أزمة كورونا التي كلّفته خسائر تُقدّر بأكثر من 200 مليار دولار بحسب تقدير «إياتا». فخلال الأزمة انخفض عدد ركاب الطيران في العالم إلى أقل من 47% من عدد الركاب المعتاد. وفيما كان القطاع يحاول استعادة أنفاسه، مع تقديرات تُشير إلى عودة الركاب إلى مستويات تقرب من 87% من أعداد ما قبل جائحة كورونا، أتت الأزمة الأخيرة لتُعيق التعافي المرتقب وتؤجّل التعافي حتى إشعار لاحق.