يؤدي جورج كلوني هنا دور جاك، قاتل متعب يريد أن يتقاعد. يفر إلى إيطاليا ويرسله مشغّله بافيل (يوهان لايسن) إلى قرية نائية في الجبال. هناك يعيش متخفياً تحت اسم إدوارد، ويقضي يومياته برتابة، وهو يقرأ عن الفراشات. يتعرّف «السيد فراشة» ـــــ كما تلقّبه النساء نسبة إلى وشم كبير على ظهره ـــــ إلى كاهن فضولي (باولو بوناتشيلي) يريد دفعه إلى الاعتراف بخطاياه. لا يبدو دور الكاهن مقنعاً إلا في إسباغ نوع من العمق على فيلم يجهد للخروج من التشويق على النمط التقليدي. لكنّ تلك المحاولة تأتي ضعيفة، ولا تضمّ ما يغني من الجوع الفكري لأفلام «الأكشن». بين الكاهن وأحضان بائعة الهوى كلارا، ينتظر جاك تعليمات مشغله. تكون المهمة الأخيرة أن يصنع بندقية لزبونة جديدة اسمها ماتيلد، لنكتشف جانباً جديداً من شخصية جاك. فهو حرفي في صناعة أسلحة القنص الدقيقة. كأنّ الفيلم يريد أن يقول لنا إنّ في داخل القاتل فناناً مرهفاً.
حيثما يمض الأميركي... يتبعه الموت!
يبقى سؤال أخير عن عنوان فيلم «الأميركي». في المشهد الأول، ترينا الكاميرا ببطء غابة جميلة ساكنة، يغطيها الثلج، وفيها كوخ يشبه مسكن بابا نويل...ما هي إلا دقائق حتى يغطي الدم المكان. بعد ذلك، ينتقل الأميركي إلى قرية أشد وداعة في جبال إيطاليا، سرعان ما تصير مصنعاً للسلاح... حيثما يمض الأميركي، يتبعه الموت!
The American: «غراند سينما ABC» (01/209109)، «بلانيت أبراج» (01/292192)، «بلانيت زوق» (09/221363)