ليال حداد
يسأل يورام الإسرائيلي: هل هناك أحزاب لبنانية تطالب بتوقيع معاهدة سلام مع «إسرائيل»؟ وتنهال عليه الأجوبة اللبنانية: رودي يقول إنّ حليفَي إسرائيل الرئيسيين هما سوريا و«حزب الله». شاب آخر يسمّي نفسه «الماروني» يصرّ على أنّه لو كان لبنان بلداً مسيحياً، لكان السلام تحقّق «لكنّ المسلمين لا يريدوننا أن نعيش بسلام هنا»... ما سبق جزء من حياة افتراضية يعيشها شباب لبنانيون واسرائيليون يومياً خلف شاشة الكومبيوتر.
الساحة الرئيسية لهذا التطبيع الإلكتروني، هي «فايسبوك» حيث لا رقيب: دايفيد يتمنّى لوليد عطلة ممتعة، وإلداد يحدّث علي عن «سعادته لتمكّنه من التعرّف على جيرانه الطيبين»، وبين حوار وآخر، يتفنّن أعضاء المجموعات بتصميم صور تعبّر عن عطش الطرفَين إلى «سلام لا يعكّره الفلسطيني أو السوري أو الإيراني».
تتنوّّع أسماء المجموعات لكنها تدور كلها في فلك «الصداقة اللبنانية الإسرائيلية»، مثل مجموعة «مجتمع الصداقة اللبنانية ــــ الإسرائيلية»... وجولة سريعة على هذه المجموعات تؤكّد أن اللبنانيين الذين ينتمون إليها، لا يخجلون من هذا الحوار. إذ يظهر أغلب هؤلاء بصورهم وأسمائهم. هذا على «فايسبوك». لكن التواصل الإلكتروني يتخطّى هذا الموقع، لينتقل إلى «يوتيوب». هنا يبدو الوضع أكثر خطورة، بسبب كمية الأشرطة الموجودة على الموقع التي تروّج للسلام بين الطرفَين.
على أنغام «نحنا رجالك يا لبنان» المهداة إلى قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع ــــ كما تقول كلمات الأغنية ــــ تمرّ صور جعجع، وبشير الجميّل، وكميل شمعون، وإتيان صقر، و...موشيه دايان. أما عنوان الشريط فهو «لبنان وإسرائيل: أصدقاء». لا تقف الأمور عند هذا الحدّ، بل تتعداه إلى نقاشات ترافق عرض
صور لسمير جعجع وبشير الجمّيل وإتيان صقر و... موشيه دايان!
كل ما سبق عيّنة صغيرة من أحاديث إلكترونية، تدور على هامش الحياة اليومية للبنانيين، أبطالها شباب لا يدركون حتى الساعة خطورة حوارات السلام مع كيان كإسرائيل.