وبغض النظر عن اسم البرنامج المفرط في التفاؤل وعن قيمته الفنية ـــــ وهو في المناسبة فقير الإمكانات ويعتمد أساساً على محاورة ضيوف من القدس في الاستوديو في رام الله ـــــ فإنّ إيقافه، في أوج هجمة الاستيطان والتهويد وهدم البيوت التي تتعرض لها القدس الآن، يضع علامة استفهام كبيرة. وهو ما لخّصه بيان الناشطين من القدس بالآتي: «إنهم في الوقت الذي يقرّون فيه موقفاً لإيقاف بثّ البرنامج، كأنهم يقدمون هدية مجانيّة لبلدية الاحتلال التي تمعن في التضييق على حياة المواطن المقدسي بهدف دفعه إلى الرحيل عن المدينة»، فيما صرّحت مقدّمة البرنامج خلود العفيفي: «منذ زمن بعيد والقدس تتعرّض للعديد من عمليات التهويد والأسرلة، لكنّ الهجمة الخطيرة التي تتعرّض لها المدينة حالياً أخطر بكثير مما سبق»، داعيةً الإعلاميين الفلسطينيين إلى كشف ما تتعرّض له المدينة.
مقدّمة البرنامج خلود العفيفي «تتحدث أكثر من اللازم عن الاحتلال»!
طبعاً المسألة ليست قصة إيقاف برنامج، إلا أنّها تشي بسياسة السلطة الفلسطينية وحقيقة اهتمام إعلامها الرسمي بالقدس والبؤس الذي يعيشه هذا «الإعلام». نحن الذين طالما انتقدنا الأداء الفولكلوري النمطي للتلفزيون الفلسطيني في ما يخصّ القدس المحتلة، ها نحن نجده يتخلّص حتى من «الفولكلور» ومن برامج رفع العتب. هذا إذا ما تذكّرنا الأداء البائس لـ«تلفزيون فلسطين» في كرنفال «القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009».
المشرف على الإعلام الرسمي في السلطة الفلسطينية ياسر عبد ربه، حاول على مدار العام الماضي إجراء بعض التغييرات على عمل «تلفزيون فلسطين»، لكن النتيجة أنه أصبح تلفزيوناً رسمياً بأسوأ معاني الرسمية في إعلام الأنظمة العربية.. فضلاً عن التزام غير مفهوم بـ«آداب» اتفاقية أوسلو التي يبدو أنّ معدّة «صباح الخير يا قدس» قد «شطّت» عنها في بعض حلقاتها!