خليل صويلح
كتل بشرية غارقة في عزلتها
العزلة، رغم صخب الأمواج. المنشد الحلبي الراحل صبري مدلل في النسخة الجديدة، يبدو مفصولاً عن أعضاء فرقته، على خلفية حمراء، وبجسد مائل. لعلها نشوة حسيّة مباغتة أصابته خلال رحلة الشطح، وحال الانجذاب. فيما تتكرر صورة صلحي الوادي في حركة عاصفة، فتتطاير أوراق النوتة إلى الأعلى. في لوحة «الراقصة» مقترح بصري مختلف لدوران الجسد. وحدها الآلات ما يضبط إيقاع الشخوص، وإن خرج بعضها عن النص، تحت وطأة النشوة الكليّة. في الكتل المتراصة للموسيقيين، تغيب ملامح الوجوه في تحويرات تعبيرية، وخطوط عريضة تمحو التفاصيل، لتتمركز في وجه المغنيّ أو قائد الأوركسترا. في سلسلة لوحاته عن «المقهى»، يؤكد التشكيلي الحلبي على ثيمة العزلة. الحشود المتراصة تعيش وحدتها، رغم وجودها في فضاء واحد. تنصت إلى ما يجول في دواخلها، أو ما يمكن أن نسميه «الكائن في عزلته»، وإذا بالكراسي تسجّل أسماء الغائبين، ومن رحلوا، ولا تزال رائحتهم في المكان. الغياب صوت. لعل هذا ما رغب سعد بتوثيقه في المعرض. أن يكون اللون صوتاً، كي يوقظ الحواس الأخرى. الصوت أحمر يحيط بأصابع العازف، أو بحنجرة المغنيّ، أو بوحدة من يتكئ على كرسيه في المقهى. رداء الراقصة أحمر. لتجنّ الموسيقى إذاً، في أطراف الأصابع وسلاميات الأقدام، إلى آخر ضربة فرشاة في قماشة اللوحة.صبري مدلل في ضيافة سعد يكن
حتى 17 تشرين الأول (أكتوبر) ــ «غاليري آرت هاوس» (دمشق) ـــ للاستعلام: 00963116628112