حسين بن حمزةثمّة ميول تجريدية في اللوحة ولا وجود لأشكال أو عناصر واضحة
المعنى العام للوحة على عاتقها، لكن التجريد يظل خفيفاً وقليل الحيلة. الأرجح أن حيرةً ما لا تزال حاضرة في نبرة الرسامة، أو لعلها حالة بحث عن النبرة نفسها. لا نجد خصوصية واضحة في الشغل على اللوحة. نتفرج ونحس أننا رأينا هذا الشغل قبلاً، ليس لأن ما نراه قوي ومجلوب من مدونات وتجارب تشكيلية نافذة وفريدة، بل لأن الرسامة لا تزال في طور التكون. وهذا ما يجعل تسرّّب نزعات عديدة إلى أعمالها أمراً ممكناً وميسوراً. ومن جهة أخرى، أغلب لوحات مكارم لا تبدو قادرة على خلق حوار هادئ وحميم وجواني مع المشاهد الذي يواجه مشقّة في قراءة اللوحة بسبب الضوء المبهر الذي ينبعث من الألوان. باستثناء عدد محدود من اللوحات الخافتة اللون، وخصوصاً تلك التي تحضر فيها ورود ومزهريات، فإنّ الباقيات تكاد تُُعمي العين وتمنعها من التغلغل إلى موضوعاتها وصياغاتها، كما إنّ طبيعة الألوان ونوعيتها تقوِّي هذا الإحساس لدى المشاهد. لا نعرف لِمَ اختارت لمياء مكارم عائلة لونية موصوفة أصلاً ببداهة لمعانها حين تُستخدم في حالتها الخام ولا تُخلط مع مكوّنات أخرى. إنها ألوانٌ تحتاج إلى ما يكسرها ويُخفِت وميضها. لعل هذا ما ستفعله الرسامة في معارض قادمة، وتعثر عندئذ على هوية ومزاج خاص.لمياء مكارم الألوان تبهر أحياناً
حتى 7 الجاري ــ غاليري «سافانا» (فردان ــــ بيروت) ــ 01/869564