القاهرة ــ محمد شعير
لا بصيص ضوء في النصف الأوّل من هذا العام
وحدّد التقرير أنّ أوّل حادث رقابي في مصر هو التشريعات التي أصدرها نابوليون بونابرت خلال قيادته الحملة الفرنسية على مصر في تلك الفترة، بينما كان كتاب «ديانة الشرقيين» لنيكولا مسابكي هو أول كتاب جرت مصادرته في مصر عام 1823، وصدر على أثر هذا الكتاب قرار محمد على باشا الكبير بمنع الأوروبيّين من طبع كتاب في «مطبعة بولاق».في مصر حريّة التعبير تُحتضر... والآتي أعظم
وانتقد التقرير استمرار تدخّل الأجهزة الإدارية وفرض رقابتها على الإبداع، مثلاً رفضت الرقابة فيلم «ملكية خاصة» لطالبة معهد الفنون المسرحية روجينا بسال «الذي يتناول مشكلة التحرش الجنسي بالفتيات، وقد رفضته الرقابة لأنّ البلد مفيهاش تحرش» كما قالت إحدى الرقيبات لمخرجة الفيلم. وكذلك رُفض سيناريو فيلم «قلب نظام الحكم» الذي اشترطت الرقابة تغيير اسمه للحصول على الترخيص. وكذلك رفضت الرقابة فيلم «تحت النقاب» بحجة أنه يتنافى مع قيم المجتمع المصري وقوانينه وأخلاقياته.
بالتأكيد هناك وقائع أخرى كثيرة يرصدها التقرير، مثل إصدار جبهة علماء الأزهر بياناً بوقف عرض فيلم «دكّان شحاتة»، أو مطالبة الكنيسة بمصادرة رواية «عزازيل» ليوسف زيدان، ومحاسبة الأنبا بيشوى الرواية على معايير دينية... أو منع رؤساء التحرير نشر العديد من المقالات لكبار الكتّاب في صحف حكومية. كما رصد التقرير بعض القضايا المتعلّقة بالفتاوى خلال فترة التقرير، وكان من أبرزها فتوى إهدار دم الفنان عادل إمام بسبب تصريحاته ضد «حماس» أثناء الحرب على غزة، أو الحكم بحجب المواقع الإباحية وغيرها. لا يمكن بالفعل أن نرصد «نقطة ضوء» واحدة طوال الشهور الستة الأولى من هذا العام. ويبدو أن الأيام المقبلة تبشّر بما هو أسوأ!