![](/sites/default/files/old/images/p19_20090618_pic2.jpg)
يرى ميشونيك أنّه ينبغي للقصيدة أن تنقل العالم وتحوّل علاقتنا به، وإلّا فلن تكون شعراً بل «شعرنة». ورداً على سؤال ماذا تفعل القصيدة؟ يجيب ميشونيك: «القصيدة تخلق القصيدة. وإلا فإنها ستكون مخدوعة من ذاتها. مخدوعة بكل معاني الكلمة». انطلاقاً من هنا، يدعو ميشونيك إلى البحث عن حيز للتفكير في معنى كلمة «شعر» التي يجري خلطها بمعانٍ كثيرة. وكان سابقاً قد امتعض من تعدّد معاني كلمة «شعر». إذ قال: «منذ فترة طويلة لاحظتُ أن كلمة «شعر» أصبحت تعني 5 أو 10 أشياء مختلفة في آنٍ واحد. إنه تنافر أصوات لا يُحتمَل. هنالك طبعاً المعرفة التاريخية للشعر كذخيرة، أي تاريخ الشعر في كل ثقافة. لكن مشكلة القصيدة في طور كتابتها هي في ضرورة امتناعها عن النظر إلى تاريخ الشعر، لأنّها حالما تفعل ذلك تتحوّل إلى فعل ولعٍ بالشعر يقود حتماً إلى تكرار الشعر الذي سبق أن كُتب. لهذا أردّد دائماً: حب الفن هو موت الفن. القصيدة لها عدوّان: الشعر نفسه، بمعنى شعر الماضي، والفلسفة بسبب مفهومها للغة».
ويدعو ميشونيك إلى الحذر من المعنى العاطفي الشائع لكلمة «شعر» لأنه يعطي وهم التفكير. وهناك أيضاً المفهوم الأكاديمي للشعر وحده كما تسجّله القواميس، ألا وهو المماثلة بين الشعر والأبيات الشعرية: «فنّ صناعة البيت» تقول القواميس. وهذا ما يحدث أيضاً عندما نضع الشعر مقابل النثر، لأننا نضع الأبيات الشعرية مقابل النثر، فيكون لذلك انعكاس اختلاطي، أي الخلط بين النثر والسرد والرواية، فيما أرسطو كان يدرك أن الأبيات الشعرية ليست هي الشعر.