![](/sites/default/files/old/images/p12_20080711_pic3.jpg)
كتاب سالم حسين الأمير «الشعر والأدب في أقدم الحقب» (دار التكوين ــــ دمشق)، يصف الباحث الآثاري نائل حنون كمجموعة مفردات في رحلة جميلة لا كصفحات بحث. ويصف مؤلف تلك الصفحات في تقديمه للكتاب، بموسيقار بلاد الرافدين وبشاعر امتزجت أحاسيسه مع شواهد الحضارة التي نشأ بالقرب من بقاياها. ومؤلّف الكتاب سالم حسين الأمير، من الموسيقيين المعروفين عراقياً وعربياً. ولد عام 1923 في مدينة سوق الشيوخ قرب أور جنوب العراق، درس الموسيقى وتمرس بالعزف على آلة القانون، ومن أشهر من رافقهم عازفاً المطرب الراحل ناظم الغزالي. كما لحّن لنور الهدى وفائزة أحمد ووديع الصافي وسعاد محمد. وتعود بداية مسيرته مع عالم الآثار والآداب في العصور القديمة إلى نهاية 1973، حين استمع إلى أسطوانة تتضمن غناءً وعزفاً تؤديهما عالمة آثار أميركية، نقلاً عن ترتيلة دينية اكتشفتها بعثة فرنسية للتنقيب في أوغاريت عام 1928... ما دفعه إلى تعميق معرفته بتاريخ وإنجازات حضارات سومر وأكد وبابل وآشور... وهي الحضارات الرئيسة في عراق ما قبل الميلاد. ثم شغلته بعد ذلك مسألة التكرار في القصائد القديمة، وسعى بتشجيع من المرجع الآثاري طه باقر إلى إيجاد حل لها. وهو يشير إلى أن ذلك التكرار يشبه إلى حد ما إعادة المقاطع في الغناء، أو تكرار الأبيات في الأذكار الصوفية، وقد ثبت له من خلال تأليف كتاب عن تاريخ «آلة القانون» عندما كان مدرّساً لهذه الآلة في معهد الفنون الجميلة أنّ فكر هذه الآلة ينتمي إلى حضارة العراق القديمة، كما تنتمي إليها أصول آلات أخرى كالعود والسنطور والناي الفضي والقيثارة السومرية.
وتلك الآلات، اكتشفتها البعثة البريطانية عام 1927 في المقبرة الملكية في مدينة أور. وقد قام سالم حسين الأمير في عام 1998 في مؤتمر «برج بابل» الذي انعقد في بغداد، بتقديم محاضرة عن تاريخ الموسيقى والعزف على قيثارة سومرية صنعت حديثاً لأداء أغنية من تأليفه وتلحينه، فيها نكهة الموسيقى الأوغاريتية القديمة. أدرك بعد ذلك أن عليه أن يجمع أوراقه وبحوثه ومقالاته... لكي يعدّ كتاباً عن الحضارات العراقية القديمة وما تزخر به من آداب وملاحم وأساطير.