![](/sites/default/files/old/images/p12_20080304_pic3_0.jpg)
84 صفحة من القصائد القصيرة، المحمّلة بكثير من التساؤلات والمخاوف، والقليل من الوجوه الإنسانية، ووجود أقل للعلاقات التي عادة ما تنوء الدواوين تحت ثقلها. هنا الوصف التراجيدي سيد الموقف: «ماتا منذ زمن/ ولم يشعرا/ لأن كلاً منهما/ قال للآخر في يوم ما/ لا أستطيع الحياة من دونك». أما في قصيدة «متع أخرى لا يسعها سريرنا»، فيستحضر عفيفي خيالات سيكولوجية واضحة: «سأمدد هذا الرجل على السرير/ ستمددين هذه الأنثى بجواره/ سنتركهما معاً يستمتعان بوقتهما/ ونذهب نحن لنتجول في متع أخرى/ تحتاج إلى بحث
أفضل».
يستخدم عفيفي جملاً وأبياتاً قصيرة مثل قصائده. ولسبب ما، وجد نفسه مسؤولاً عن تفسير ذلك: «تؤرقني الجمل الطويلة في الكتابة/ أضع الفاصلة كثيراً/ كلما تمكنت من وضعها/ لأشعر بالسكينة والاطمئنان/ علامات الترقيم/ تخلصني من أزمتي المعتادة/ وتقنع القارئ/ بنهايات منطقية للجمل».
في مفتتح الديوان، يعطي عفيفي إنذاراً خادعاً بقصيدة «حواة... صنعهم الذوبان»: «في الفقرة المقبلة/ سأخرج لكم من قبعتي حمامة/ وأذكر لكم أسماء أمهاتكم/ وأعلق أجسادكم في الهواء/ واثقاً من وهمي الكبير». هو إنذار مخادع لأنه سرعان ما يعود إلى واقعيته، بقصائد أطاحت شاعرية بعضها جرعات ذهنية زائدة، تتخللها أمنيات حزينة: «أريد أن أموت مثلهم/ هؤلاء الذين ماتوا في سلام/ من دون رؤية ما يميت».