«معرض بيروت العربي الدولي للكتاب» الذي يطفئ هذا المساء شموعه الخمسين، يأتي عند المنعطف الذي يشهده لبنان والمنطقة، ليطرح أسئلة على صورة المرحلة وتحوّلاتها: ما سيكون دور بيروت الثقافي في السنوات المقبلة؟ هل ستحتفظ بموقعها الريادي في مجال النشر؟ هل تبقى عاصمة للكتاب العربي؟
عمر فاضل، رئيس «النادي الثقافي العربي»، قدّم المناسبة بصفتها رفضاً لبقاء الحياة الثقافيّة «معلّقة كما هي حال البلاد». وتأمّل أن تكون الدورة الخمسون «ملتقى تتجلّى فيه وحدة اللبنانيين». وتشارك هذا العام ١٥٥ دار نشر لبنانيّة، و١٣ داراً عربيّة من مصر وسوريا والسعوديّة والكويت. وتتخلل المعرض الذي يستمرّ حتّى ٢٢ نيسان (ابريل) نشاطات ثقافيّة يغلب عليها الطابع الاحتفالي، وتعطي الصدارة للشعر، وتتفادى الاقتراب من السياسة! كما يكرّم المعرض عشر دور نشر لبنانيّة رافقته طوال خمسين عاماً بلا انقطاع.
بيروت مطبعة العرب؟
بيار أبي صعب
معرض الكتاب وصل متأخّراًً إلى بيروت هذا العام. ظروف البلد جعلته يتأخّر عن جمهوره، عن الناشرين العرب الذين ينتظرونه عادةً لتحديد استراتيجياتهم على المستوى العربي الأشمل.
معرض كتاب بيروت وصل متأخّراًً، ليجد بلداً تهتزّ أساساته، ويقف أمام خيارات مصيريّة... في منطقة هي ـــ أكثر من أي وقت مضى ـــ عرضة لكلّ المخاطر والتحديات، من وحشيّة التتار الجدد... إلى أهوال التفتت والتشرذم والانقسام الأهلي وسرطان المذهبيّة المقيتة.
معرض بيروت العربي الدولي للكتاب أقيم أخيراً، وهذا هو الأهمّ. ما همّ أن يكون تخلّف بعض الناشرين العرب؟ ما هم أن يكون انتهى موسم المعارض، وآخرها حقق استقطاباً كبيراً في أبو ظبي قبل أيّام؟...
في قلب الدوّامة، تتمسّك بيروت بدورها منارةً للعرب. لكن الموعد الذي تماهت معه خلال نصف قرن، لا يمكنه أن يبقى بمنأى عن التناقضات الحادة، والأسئلة المصيريّة. إلى متى يمكن لبيروت أن تحتفظ بموقعها الريادي، وهل هي مهيّأة لذلك؟ علماً أن الثقافة في “الشرق الأوسط الجديد” مجرّد ترفيه ومناسبات اجتماعيّة، واستعراضات (تلفزيونيّة) يعود بعدها كلّ إلى عصبيّاته ومصالحه الضيّقة؟
المستوى التقني للطباعة يتطوّر خارج لبنان. امتياز الحريّة لم يعد حكراً على بيروت، فرياح التغيير هبّت على ديار العرب... حتّى معرض الكتاب في الرياض، حيث سمح بعناوين كان الرقيب اللبناني يتردد في منعها... بحجة “الاساءة إلى دولة شقيقة”! دول الخليج اكتشفت أهميّة الاستثمار في الثقافة، وجزيرة السعديّات (أبو ظبي) تحتضن أوبرا هائلة وأعظم متاحف العالم.
ماذا سيبقى لبيروت إذاً؟ هل تبقى مطبعة العرب؟ وكيف؟ أم تكتفي بالدور الذي التصق بها منذ نهاية الحرب الأهليّة: أي كاباريه العرب؟ لا ضير في أن تكون المدينة مطبعة وكاباريهاً في آن معاً. الخوف كل الخوف، أن يقتصر دورها على المنتجع الترفيهي. والخوف الأكبر، هو أن تتخلّى عن رسالتها التنويريّة القديمة... وتفشل كذلك في تحقيق طموحاتها الخدماتيّة المستجدّة!
معرض الكتاب في بيروت... رغم كلّ شيء!
حسين بن حمزة
«معرض بيروت العربي الدولي للكتاب» ينطلق هذا المساء. التظاهرة العريقة التي ينظمها “النادي الثقافي العربي” (مع “اتحاد الناشرين اللبنانيين”)، تحتفل متأخرة بيوبيلها الذهبي، في ظروف صعبة. “الأخبار” تطرح للمناسبة مع بعض الناشرين، القضايا والتحديات المطروحة، لبنانياً وعربيّاً، على صناعة الكتاب وتوزيعه.
مع افتتاح دورته الخمسين، يؤكّد “معرض بيروت العربي والدولي للكتاب” على الصفة التي اشتهر بها، وهي أنه ظل يقام سنوياً حتى في أصعب الظروف. التوترات السياسية والأمنية التي عاشها لبنان عاقت إقامة المعرض في موعده العادي (كانون الأول/ ديسمبر 2006). وأعقب ذلك تساؤل متواصل: هل ألغي المعرض هذا العام، أم هو مؤجل ريثما يخف الاحتقان السياسي وتصفو الأجواء؟
إلغاء دورة هذا العام كان من شأنه أن يسدّد ضربة موجعة ومزدوجة إلى المعرض. أولاً، لأنه كان سيفقد سمعته كمعرض لم تنقطع إقامته منذ تأسيسه. وثانياً، لأنها الدورة الخمسون التي يرافقها الاحتفال بيوبيله الذهبي. إصرار النادي الثقافي العربي، الجهة المنظمة، وإصرار دور النشر نفسها، أبعدا شبح الإلغاء وجعلا إقامة المعرض ممكنة. لكنّ الظروف التي عاقت قيام التظاهرة في موعدها، ما زالت موجودة بطريقة ما، ما يعني أنّ معرض الكتاب، رغم إقامته، لن يكون عادياً.
وإذا كان الناشرون وإدارة المعرض يمنّون النفس بمعرض ناجح رغم الظروف الاستثنائية للبلد، فليس هناك سوى الأمل في أن تمرّ الأيام المقبلة على خير...
الناشرون سعداء لأن المعرض لم يُلغَ، لكنهم لا يخفون قلقهم المشروع من أي تطوّر سلبي للأحداث، من شأنه أن يؤثر سلباً على إقبال الجمهور، وحجم المبيعات، والأجواء الاحتفالية... وخصوصاً أنّ ذكريات الدورة الماضية ما زالت ماثلة في الأذهان، إذ ألقى اغتيال جبران تويني بظلاله السوداء على المعرض، ففرغت أجنحته وممراته من الزوار إلى حدّ أن جناح شركة رياض الريس كاد يكون فارغاً في حفلة توقيع ديوان محمود درويش. وحتى الأيام الأخيرة التي سبقت الافتتاح، بقي التخوف من أن يؤثر الوضع الاستثنائي في حجم مشاركة دور النشر العربية، إضافة إلى أن الأوضاع الاقتصادية الراهنة، تحدّ من تفاؤل الناشرين بالنسبة إلى حركة شراء الكتب.
تفاؤل مشوب بالحذر
معظم الناشرين الذين التقيناهم يتفقون على أنّ المعرض يقام في ظروف استثنائية بكل المقاييس، وأنّ مشاركتهم يشوبها الحذر. فالظروف التي أجّلت المعرض لا تزال على ما هي عليه تقريباً. وإقامته لا تعني أنّ كل شيء بات على ما يُرام. صحيح أنّ الناشرين يبدون نوعاً من التفاؤل، لكنه تفاؤل مشوب بالحذر. وهذا الحذر يترجم لدى البعض بتقليص مساحة الجناح الخاص أي محاولة التخفيف المسبق من النفقات المترافقة مع توقع انخفاض الإيرادات. هذا ما يقوله حسن فوعاني (المؤسسة العربية للدراسات والنشر): “لقد قلصنا مساحة جناحنا إلى النصف. مشاركتنا هذه العام محكومة بالظروف السياسية، ونحن نشارك لدعم المعرض والمحافظة على الاستمراريّة. وبعض دور النشر يشارك لكي لا يحسب على طرف سياسي ضد آخر”. ويتوقع فوعاني أن تؤثر الأوضاع الاقتصادية الناتجة عن الظرف السياسي في القدرة الشرائية لزوار المعرض. ويشير إلى أنّ إصدارات “المؤسسة العربية” تركز على التنوع والجدية واكتشاف المواهب الجديدة، وفي هذا الإطار تدخل المؤسسة إلى المعرض بروايات جديدة لكل من سليم بركات (السلالم الرملية) وإبراهيم الكوني (يعقوب وأبناؤه). ولا تخلو لائحة الإصدارات من الرواية الخليجية التي تشهد رواجاً لدى القراء وتبنّياً لدى دور النشر، وهناك عناوين جديدة لغازي القصيبي ونداء أبو علي وزينب حفني وبثينة العيسى وفتحية ناصر... إضافة إلى عناوين ضمن سلسلة أدب الرحلات “ارتياد الآفاق” وسلسلة الأعمال الشعرية الكاملة.
ويرى فوعاني أنّ بيروت، بكل متاعبها وظروفها، ستظل عاصمة النشر العربي ليس بسبب نوعية الطباعة وحجم الإصدارات فقط، بل لأنها لا تزال تمتلك هامش الحرية الذي لم تأخذه أميركا ولا التيارات السلفية. لكنّ فوعاني يرى، في الوقت عينه، أنّ الظروف التي لعبت دوراً في إضعاف المعرض الحالي، قد تسهم بشكل ما في هز صورة بيروت التي باتت تهتز في السنوات الأخيرة بفعل تطوّر صناعة الكتاب في الدول العربيّة الأخرى، وتنوّع الإصدارات فيها، وتخفيف حدة الرقابة كما حدث في معرض الرياض أخيراً.
الأجواء أقل احتفالية
يبدي حسن ياغي (المركز الثقافي العربي) الحذر نفسه، فيقول: “المشاركة هذا العام حذرة. مساحة جناحنا أقلّ من المعتاد مقارنة بالسنوات الماضية. الأجواء أقل احتفالية، كما أنّ الكتب التي كانت ستطلق في الموعد الأساسي المجهض وعُرضت في المكتبات وكتب عنها في الصحف باتت قديمة. موسم النشر شارف على نهايته، وليس لدى معظم دور النشر إصدارات خاصة بالمعرض في توقيته الحالي. بعض الناشرين حاولوا التكيُّف مع الأوضاع وأمنوا إصدارات جديدة خاصة بالموعد الطارئ للمعرض لكنها تظل قليلة”.
ويشير ياغي إلى أنّ “المركز الثقافي العربي” تدارك الحال الطارئة بعناوين خاصة بالمعرض منها: “تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي” لميشيل فوكو، وترجمة الكاتب الياباني موراكامي، لأول مرة، عبر روايتيه “الغابة النروجية” و“جنوب الحدود غرب الشمس”، إضافة إلى روايات أخرى عربية وأجنبية. ويرى ياغي “أن الكتاب اللبناني ما زال مطلوباً وجذاباً، وبيروت لا تزال تستقطب الناشرين العرب”، قبل أن يستدرك: “بيروت لم تعد لها الفرادة السابقة في عالم النشر، وهي تواجه منافسة جادة من بعض المعارض العربية”.
وفي هذا السياق تؤكّد رنا إدريس (دار الآداب): “إلغاء الدورة الخمسين كان سيمثّل لحظة محزنة وخطيرة بالنسبة إلى دار الآداب، فنحن من الدور المؤسسة التي لم تغب عن المشاركة طوال خمسين سنة. لقد مررنا بظروف أقسى بكثير مما شهدناه أيام الحرب الأهلية، وظل المعرض مستمراً حتّى تحت القصف. كما أنّنا معنيون بشكل خاص بالدورة الحالية حيث ستكون “دار الآداب” إحدى الدور الإحدى عشرة التي ستحظى بالتكريم تقديراً لمشاركتنا المتواصلة”.
وتشير إدريس إلى أهمية المعرض بوصفه مدخلاً لعرض إنتاجات دور النشر، ولهذا ترى أنّ الموعد الطارئ للمعرض فوّت موسم النشر المعتاد، وستكون لهذا انعكاساته السلبية التي لا تقتصر على بيروت فقط. فالكتب الأكثر مبيعاً في معرض بيروت، كانت تؤثر في مبيعات المعارض العربية الأخرى، وهذا لن يحدث حالياً لأن المعرض يقام بينما المعارض العربية انتهت أساساً. وتضيف إدريس: “على رغم الظروف الطارئة، قمنا بتوسيع مساحة جناحنا، وهذا موقف نؤكد فيه حضور بيروت وحجمها الثقافي العربي، لأننا أساساً كنا ضد تأجيل المعرض”.
لم نعد وحدنا
وعن موقع بيروت في عالم النشر، تقول ابنة الكاتب والناشر الكبير سهيل إدريس: “بيروت ما زالت في الصدارة، لكننا نشعر بمنافسة متزايدة وخصوصاً من القاهرة التي تكثر فيها دور النشر وتستقطب الكثير من الكتاب العرب. كما أنّ الطباعة هناك أقل كلفة، والتوزيع أقوى أيضاً. خذ مثلاً “دار ميريت” التي باتت مصنعاً للمواهب الجديدة، وهو الدور الذي كانت تقوم به بيروت في ما مضى. ما زالت بيروت تستقطب كتاباً من مصر والسعودية والجزائر وسوريا والعراق، لكننا لم نعد وحدنا. هناك منافسة، لكنها حتّى الآن لا تهدّد مكانتنا بصورة جدية. الكتاب أنفسهم يفضلون الناشر اللبناني، وعندما لا يجدون الفرصة الملائمة يذهبون إلى دول عربية أخرى”.
وتشير إدريس في هذا الصدد إلى أنّ منشورات “دار الآداب” فازت هذا العام بثلاث جوائز عربية: جائزة السلطان قابوس عن رواية علوية صبح “دنيا”، وجائزة الشيخ زايد عن رواية الكاتب الجزائري واسيني الأعرج “الأمير”، وجائزة نجيب محفوظ عن رواية الأديبة الفلسطينيّة سحر خليفة “صورة وأيقونة”... في انتظار جائزة العويس التي تأمل رنا أن يكون لدار الآداب نصيب فيها.
أخيراً تعدد إدريس العناوين الجديدة التي ستمثل دار الآداب في المعرض ومنها: روايات لكل من عالية ممدوح ومحمد البساطي وبهاء طاهر، وطبعات جديدة لإلياس خوري وسحر خليفة، إضافة إلى ديواني شعر لشوقي بزيع وآخر للوزير طراد حمادة.
عزيز قوم ذل
من جهته، يؤكد رياض نجيب الريس (شركة رياض الريس للكتب والنشر): “نشارك في المعرض الحالي بنفس الزخم ونفس المساحة، وسنعرض 15 عنواناً جديداً منها: “الأعمال الشعرية الكاملة” لرشيد الضعيف، ومذكرات شفيق الحوت “بين الوطن والمنفى”، ورواية “قمة الرجال العشرة” للوزير طراد حمادة، إضافة إلى أعمال لمحسن دلول ونصري الصايغ ورفيق نصر الله وخولة مطر وغيرهم”.
ويضيف الريس: “نحن أول من شجع النادي الثقافي العربي على إقامة المعرض رغم الظروف الصعبة، آملين أن يعطي الكتاب شيئاً من الحيوية المفقودة في بيروت التي باتت أشبه بـ“عزيز قوم ذل” إذا اعتمدنا لغة الأمثال”. ويرى الريّس بدوره أن دور بيروت الريادي انحسر، داعياً إلى ضرورة الانتباه إلى المنافسة المتزايدة من بعض الدول العربية، وإلى عدم المبالغة في رؤيتها كعاصمة وحيدة للنشر في العالم العربي، مشيراً إلى حركة نشر نشيطة في مصر والمغرب وسوريا: “ما زال لبيروت ذاك البريق واللمعان كصناعة نشر احترافية، وأنا اخترتها حين نقلنا عملنا من لندن، فهنا تجد مطابع أحدث، ومصمّمين أهم، ومخرجين أكثر موهبة ومهنية”.
أخيراً، يلمح الناشر والصحافي والكاتب السوري المعروف إلى أنّ تأجيل معرض بيروت جعل موعده الحالي خارج روزنامة المعارض العربية، وهذا ما قد يؤثر سلباً في دورته الخمسين التي كانت تستحق، برأيه، أجواءً أفضل.
مكانة الرواية السعوديّة
وتفاجئنا دينا دلّي (دار الساقي): "نحن مشاركون بقوة وقد ضاعفنا مساحة جناحنا رغم الظروف الصعبة. لدينا إصدارات جديدة، وسننظم ندوتين الأولى مخصصة لتكريم العزيزة الراحلة مي غصوب التي أعدنا إصدار بعض كتبها، والثانية لكتاب "رفيق الحريري وقدر لبنان" لمروان اسكندر.
عن تركيز “دار الساقي” على الرواية السعودية، تقول دلي: “الرواية السعودية، والخليجية عموماً، مطلوبة وتلقى رواجاً، إلا أننا كجهة ناشرة لا نتعمّد ذلك. تصلنا روايات سعودية كثيرة وتُرفض لأنها دون المستوى”. وتؤكد دلي أن الدور اللبنانية لا تزال في طليعة عالم النشر العربي سواء بأهمية إصداراتها وتنوّعها أو نوعية الطباعة وحجم المبيعات، لكنها تقرّ بأن هناك منافسة واضحة. وفي سياق هذه المنافسة، تشير دلي إلى استعانة مسؤولي معرض أبوظبي الذي اختتم أخيراً بمنظمي معرض فرانكفورت من أجل تنظيم معرضهم. وترى في ذلك إشارة إلى أن المعارض العربية تتطور بقفزات كبيرة.
أقدم المعارض العربية... في خندق «المغامرين»
بيسان طي
في عامه الخمسين، خرج معرض “بيروت العربي الدولي للكتاب” عن “عرفه”. تخلّف عن موعده السنوي في كانون الأول (ديسمبر) ليؤجل إلى شباط (فبراير)، ثم آذار (مارس)... وأخيراً ها هو عميد معارض الكتب في العالم العربي، يفتح أبوابه للزوار ابتداءً من هذا المساء.
لبيروت أسرارها المستعصية على أي تفسير. فجأة في قلب الأزمة السياسية الحادة التي تعصف بالبلاد، قرر فنّانون ومثقفون أن يشعلوا الحياة في فضاءات المدينة. هذه الحيوية الثقافية شجّعت بعض أعضاء «النادي الثقافي العربي» على اتخاذ القرار النهائي. المعرض الذي تأخر أشهراً عن يوبيله الذهبي، يفتح أبوابه اليوم في «مجمّع بيال» وسط بيروت، حيث يستمرّ لغاية الثاني والعشرين من نيسان (أبريل). أما سبب تقليص المدّة ستة أيام، فيعزوه المنظمون إلى زحمة في أجندة البيال خلال هذه الفترة من العام.
خمسون عاماً مرت على الدورة الأولى من معرض الكتاب. تنبّه ناشطون في «النادي الثقافي العربي» يومذاك، إلى أنّ المهرجانات تعمّ البلاد. نحن في أواخر الخمسينيات، ولبنان يبلغ أوج عافيته الاقتصاديّة: مهرجانات للكرز والتفاح والرقص... فلماذا لا يكون للكتاب عيده أيضاً؟ هكذا سيكون المعرض أولى ثمار نشاط النادي، بعدما أُعيد تأسيسه، وفي طليعة أهدافه الدفاع عن الكتاب اللبناني صناعةً ورسالة.
عام 1956 استضاف مبنى “وست هول” في الجامعة الأميركية الدورة الأولى من المعرض بمشاركة 20 داراً. بعد عشر سنوات، شدّ المعرض رحاله إلى ردهات «قصر الأونيسكو». وبين عامي 1968 و1970 استضافته «جامعة بيروت العربية»، ليعود في السنوات الثلاث التالية إلى «الأونيسكو». عشيّة الحرب الأهليّة تمركز المعرض في «القاعة الزجاجية» لوزارة السياحة في الحمراء (1974 ــــــ 1995) حيث عرف على الأرجح ذروة نموّه وتوسّعه العربي، في مرحلة أدّت فيها بيروت دوراً محورياً على مستوى النشر وصناعة الكتاب. وأخيراً انتقل إلى «إكسبو بيروت» ثم إلى «بيال».
بعض التنقلات أملتها المساحات التي صارت تضيق بعدد المشاركين في المعرض، إذ راح يحتل كل سنة “كراجاً إضافياً في القاعة الزجاجية”، كما يقول مدير النادي الدكتور عدنان حمود، حتى امتد على مساحة 500 متر مربع، فيما وصلت مساحة العرض في بيال إلى 3000 متر مربع.
قبل الحرب الأهلية، كان المعرض قد كرّس مكانته لدى اللبنانيين، وخلال الحرب قطع الآلاف من الناس حواجز الميليشيات الطائفية وخطوط التماس ليقصدوه. وفي اجتماع لمديري معارض الكتب العربية في تونس عام 1992، أُطلقت على المعرض الصفة «الدولية»، وصار اسمه «معرض بيروت العربي الدولي للكتاب». وقبل ثلاث سنوات، توقفت نقابة الناشرين في لبنان عن إقامة معرضها الخاص، ليُُدمج مع معرض النادي الثقافي العربي.
في ألبوم المعرض، تطالعك صور لكبار رجال السياسة ونجوم الثقافة والفن في لبنان والعالم العربي. وإن تأخر عن موعده هذا العام، فإنّه يعد منتظريه ببرنامج غني رغم الاعتذارات التي توالت. وكانت لإدارة المعرض لفتة هذا العام، إذ أصرّت على مشاركة دور النشر التي كانت مقارّها أهدافاً لقنابل الطيران الإسرائيلي وصواريخه خلال حرب تموز (يوليو) الماضية، وخصّصت لبعضها مساحات إضافية أو لبعضها الآخر مساحة عرض مجانية.
هذا العام تشارك في المعرض 160 دار نشر لبنانية، وسبعة ناشرين من سوريا، إضافة إلى أبرز دور النشر العربية، من مصر والكويت والمغرب والمملكة العربية السعودية. لكن عدداً من الناشرين العرب علّق أنظاره على آخر التطورات على الساحة السياسية في لبنان، لذلك يؤكد مديرو بعض الدور مشاركتهم، ثم يلغونها.
نجم هذه الدورة سيكون الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش الذي يحيي أمسية مساء غد ويوقّع آخر أعماله في جناح ناشره (دار الريّس). ويتضمّن البرنامج 34 محاضرة وأمسية، فيما حرص القيّمون على تجنّب المواضيع التي تثير حساسيات بين اللبنانيين في النشاطات التي ينظمها النادي. كما حرص المنظمون وأصحاب الدور المشاركة على تنظيم نشاطات يومية للأطفال، كقراءات قصص وتقديم أغنيات، وورشات عمل لأساتذة الصغار وحلقات مناقشة حول المطالعة.
لكن، على رغم “الحيوية” التي شهدتها بيروت في الفترة الأخيرة، ألا يبدو الكلام عن صحوة، أو نهضة ثقافية، مبالغاً فيه أو مفتقراً إلى الدقّة؟ ألا تبدو إقامة المعرض في هذه الظروف مغامرة كبيرة، والرهان على نجاحه ضرباً من ضروب الطوباويّة؟ هذا السؤال يثير غضب حمود. يؤكد مدير المعرض أنّ الحياة الثقافية ليست بخير منذ سنوات طويلة، لأن اللبنانيين متلهّون بالبحث عن لقمة العيش... ثم يستعيد حماسته وتفاؤله ما إن يذكر أنّ أكثر من 300 ألف زائر كانوا يؤمّون المعرض في دوراته السابقة... وأنّه نجح في خلق حيوية غريبة بغض النظر عن الظروف الصعبة التي يعيشها أهل هذا البلد. ثم يضيف مستدركاً: صحيح أنّ بعض الزوار يقصدون المعرض بقصد النزهة والترفيه... لكن ما همّ؟ فهؤلاء لا مفر من أن يحتكوا ــــــ بشكل أو بآخر ــــــ بالكتاب، الحجر الأساس في ترسيخ هويّة لبنان ورسالته ودوره الحضاري...
واجهة
وجوه المعرض
إذا كان لا بدّ لكل معرض كتاب من «نجم»، فإن محمود درويش هو نجم الدورة الخمسين بامتياز. بعد إطلالته المجهضة بسبب الأحداث في الدورة الماضية، يعود الشاعر إلى بيروت. هل نعتبره ضيفاً على جمهور المعرض؟ أم يحل الجمهور ضيفاً على قصيدة الشاعر الذي يرتاد مناطق جديدة في الكتابة، ولا يكاد يودّع قراءه عند نهاية ما إلا لينطلق منها إلى مغامرة أخرى. بعضهم لا يزال يتعامل مع درويش كرمز نضالي، إلا أن الشاعر هجر أسطورته من زمن ليس بقصير، إلى لغة خافتة وحميمة، ملامساً حدود النثر الفاخر من خلال نبرة يُسمع إيقاعها على سطح العبارة... وصولاً إلى رثاء نفسه في آخر مجموعته عن دار الريّس «في حضرة الغياب».
يصعب التنازع على تركة جوزف سماحة الفكريّة والمعنويّة، لأنّه طالما كان ملكاً لجميع رفاقه وأحبّته وقرّائه... كل من يحبّ سماحة ويؤمن بأفكاره له حصّة أساسيّة فيه. لذا لم يعترض أحد حين سارعت الزميلة «السفير»، فور رحيله، إلى جمع بعض كتاباته في كتاب بعنوان «الآن هنا». يضم الكتاب مقالات افتتاحيّة كتبها سماحة، في مرحلة سابقة، فوق صفحات تلك الجريدة التي كان لولبها الأساسي طوال سنوات، قبل أن يصل فيها إلى طريق مسدود سياسياً ومهنيّاً، ويقرر مع إبراهيم الأمين وآخرين تأسيس جريدته الخاصة التي تتيح له فضاءً أوسع من الراديكاليّة والمناقبيّة والنقاء والتجديد.
في معرض الكتاب، تقيم «الدار العربيّة للعلوم ــ ناشرون» حفلة تكريم غيابيّة لجوزف، يقدم خلالها رئيس تحرير «السفير» طلال سلمان الكتاب الذي بادر إلى نشره، مكرراً قراءته الخاصة لجوزف سماحة وإنجازاته وفكره.
عباس بيضون أحـــــــد الشعراء الــــــــقلة الذين يشكل صدور مجموعة جديدة لهم «حدثاً» شعرياً حقيقياً. والباء المتكررة في مجموعته الجديدة «ب ب ب» (الساقي) تختزل ثلاث مدن: بيروت وباريس وبرلين. قصيدة لكل مدينة، لكن ليست المدن هي ما يجمع بين النصوص. غالباً ما يصغي الشاعر إلى جموح داخلي شعري، أما الموضوعات فليست سوى ذريعة لإضـافة تدرجات مفاجئة إلى النبرة التي تميّز عالمه وأسلوبه.
في مصر نتخيّلها إيثاكا... عاصمة المحرّمات
وائل عبد الفتاح
في العالم العربي؟ كتب القاهرة تأتينا من خلال الوكلاء، فما هي أبرز العناوين التي يتوقّع أن تحقق الإقبال في معرض بيروت؟
الفكرة ليست جديدة. صورة المدينة المثيرة وسط محيط من مدن راكدة أو تبدو من سطحها كذلك. سطح بيروت فائر، ربما أكثر من قلبها. وهذا ما يمنحنا فرصة لرؤية قلب المدينة التي نعيش فيها على سطح مدينة أخرى. لعبة حلوة بطلتها بيروت. تزورنا في الأحلام. نتخيّلها «ايثاكا» المزهرة بكل ممنوع ومحرم. نتخيّلها. وتظل ــــ رغم كل آلامها ــــ أسيرة خيالنا. هاربة من أسر مؤسسات عتيقة جاثمة. أوروبا صغيرة أو استراحة محاربين يرفضون الانضواء. يرعون نفس المقاومة وقد بات في ديار العرب ضعيفاً وخافتاً. بيروت هي القاهرة من دون مؤسساتها المحافظة. والقاهرة منعشة ببيروت، تسكن شوارعها وتحرّرها بعيداً عن سطوة مؤسسة الرتابة والملل.
في التجربة العملية، بيروت ليست كذلك تماماً. ولا القاهرة. الكتب المحرمة في القاهرة تهرب الى بيروت ربما لتحصل على خاتم الشرعية من عاصمة النشر. قبل الهروب، تتسرّب البضاعة المحرّمة هنا، في الشوارع الخلفية، وأماكن بيع الممنوعات. اللعبة ما زالت حلوة. القاهرة تهرب من مؤسساتها الى بيروت. وبيروت تكتشف تمرّدها في القاهرة. تكامل؟ كلمة غريبة ليست دقيقة تماماً. ولا حتى المنافسة. الأوصاف كلّها مصنوعة في مطبخ سياسي يرتبط بحرب المراكز والأطراف. حكى لي صديق أمس عن العصر الذهبي لبيروت، عندما كان يصله يومياً في مكتبه في صحيفة لبنانية، 80 كتاباً جديداً في اليوم. ظل يحلف أنّ الرقم لا يخضع لعواطفه تجاه مدينة نظّمت فوضاه في تلك السنوات الأولى من السبعينيات. بيروت تنظّم فوضى مثقف قاهري، قبل أن تحترق في حربها الأهلية؟
مدينة الفوضى لها صور أخرى. هناك قوى أخرى تسير تحت السطح. تسرّبت من عواصم الوقار الى جنّة المسافر. صديق آخر حكى عن محاولات البحث عن كتب ممنوعة فى زواريب بيروت. ذكر كتباً مدهشة لم أسمع عنها قبلاً. وفي الغالب صدرت في ليبرالية القاهرة، حين كان يمكن أن تعيش الثقافة خارج قبضة السلطة الجبّارة. وحين كان يمكن أن يعيش المثقف فرداً بلا جماعة، ولا مثلث رعب ولا تقسيمات: مثقف داخل المؤسسة ومثقف خارجها. حين تجولت في معرض بيروت مرةً اكتشفتُ أنّه بوابة «الخروج» وأجريت مقارنة، فاكتشفت أنّ معرض القاهرة طريق «الدخول» في قلب المؤسسة الثقافية بمعناها الواسع: مجموعة المصالح وجماعة التمرّد. في الحالتين المؤسسة هي معيار الوجود: أنتَ معها أم ضدها.
في بيروت تفلت خارج الجاذبية بجهد أقل. المؤسسات كلّها موجودة في بيروت... لكن عبر وكلاء! وفي القاهرة مؤسسة واحدة. الوكلاء أرحم يتركون مساحة لحركة خارج السرب. يصنعون دراما أكثر تركيباً. وجوهها متعددة. القاهرة تعدّدها غائب عن الثقافة المشغولة والمغرمة بدراما الإفلات من التنين. مغامر ووحيد مَن يطرد نفسه خارج الحروب «المقدسة» للثقافة. وهؤلاء غالباً عشاق حقيقيون لبيروت. يلتقطون من القاهرة أسرارها وحكاياتها الثرية التي بدت لصديق لبناني مخازن روائية مغلقة.
ما زالت بيروت هي الشعر. كان صديقي يريد أن يقول... من دون أن يكمل: والقاهرة هي الرواية. هل هي حرب احتكارات؟ أم توزيع الأنصبة في تركة الأدب؟ صديقي مغرم بالقاهرة، لكنّه يحاول العثور على صورة مختصرة لمدينتين يحبّهما. اختصار أخاف أن أقع فيه الآن وأتصور أنّ اكتشاف المدن يحتاج إلى مجهود كبير، في هذه الأيام الغارقة في اللعنات على الحاضر... وعمليات تجميل الماضي.
نبكي على بيروت ونقول إنّها تغيرت، رغم أنّ ميزتها هي التغير، وأنّها مختبر اكتشافات. صديق يعيش في لبنان ويحبّ بيروت قال مرة: تعرف؟ بيروت لا تشبه فيروز. هي أقرب الى صباح. وبحثت معه عن وصف دقيق للقاهرة بالطريقة نفسها: هل تشبه أم كلثوم؟ أم سعاد حسني؟! ضحكتُ لأنني لم أعرف الاجابة، وسأقع مرة أخرى في دوامة الحركة بين قطبين: الوقار والحرية. وأنا لا يهمّني في الحقيقة صراع المراكز والاطراف. بيروت ليست مركزاً ولا طرفاً بالنسبة إليّ...هي مدينة ليست موزعة بين مدينتين مثل باقي العواصم الكبيرة، حيث هناك «مدينة» يقولون إنّها الحقيقة لأنّها القديمة. وأخرى غريبة لكنّها أجمل من صنع الاستعمار... بيروت لا تعرف تلك السكيزوفرينيا. لها سكيزوفرينيا خاصة جعلتها مختلفة تصدر ثقافة الحرية الى الجميع مراكزَ وأطرافاً.
واجهة
لا القاهرة تكتب، ولا بيروت تطبع، ولا العراق يقرأ!
القاهرة ــ محمد شعير
الكتب المصرية ستشارك في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب... لكنّ الناشرين المصريين أنفسهم متغيبون. ليس في الأمر تناقض. فلكل ناشر هنا «وكيل» يتولى مهمة المشاركة في المعرض، كما أنّ لـ«هيئة الكتاب المصرية» ــ أكبر ناشر حكومي ــ فرعاً في بيروت، افتُتح منذ أكثر من ثلاثين عاماً. المشاركة المصرية، إذاً، ستقتصر على الإصدارات التي تعاقد عليها الوكلاء، ودور النشر البيروتية.
هل هناك تنافس بين الناشرين المصريين واللبنانيين على سوق النشر العربية؟ الناشر محمد هاشم صاحب «دار ميريت» يؤكد حقيقة الصراع الذي ينفيه كثيرون: «هناك صراع قديم. لكنني لست طرفاً فيه، وما زلت أحاول الحفاظ على علاقة جيدة بالجميع على رغم بقائي خارج اتحاد الناشرين العرب حتى الآن. التقيت في معرض أبو ظبي للكتاب نبيل صادر صاحب «دار صادر»، وتحدثنا في انضمام «ميريت» إلى اتحاد الناشرين العرب. وقد أوافق، وإن كنت أفضّل التنافس الشريف بالكتب والأفكار. لكن هناك من جانب بعض الإخوة في لبنان، ممارسات لا أودّ أن أسمّيها: مثلاً، فاتحت إحدى الناشرات الروائي أحمد العايدي أكثر من مرة بموضوع نقل روايته «أن تكون عباس العبد» إلى دارها، مبرّرة ذلك بأنّ «الطبعة تصبح عربية». كأنّنا نحن أصدرناها «باللغة الهندية»!
صاحب «دار ميريت» يطبع من كل كتاب ألف نسخة فقط، وفي حال نفاد الكمية المطبوعة، يُعيد الطباعة مرة ثانية، كما حدث مع عدد كبير من الأعمال الفنية. رواية «أن تكون عباس العبد» أصدر منها أربع طبعات حتى الآن، وكذلك كتاب الكاتب الإسلامي خليل عبد الكريم «فترة التكوين في حياة الصادق الأمين» الذي اشترى أحد الناشرين اللبنانيين منه حوالى 550 نسخة بمجرد صدوره، أي أكثر من 50 في المئة مما طُبع، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الطبعة الأولى من رواية «عمارة يعقوبيان» لعلاء الأسواني. فقد استوعبت السوق اللبنانية وحدها 300 نسخة من أصل ألف نسخة طُبعت.
كل هذا يجري فردياً خلال معارض الكتب، لكن خلال الدورة الأخيرة لـ«معرض القاهرة الدولي للكتاب»، لم يقدم أي من الناشرين اللبنانين على شراء كتب «ميريت» الجديدة. «قالوا إنّ الحرب أثرت في سوق النشر». يقول هاشم: «نحن نولي أهمية للسوق المصرية، لأن إحدى مهمات الدار التوسع في نشر الكتب التي تقتحم الخطوط الحمراء سياسياً واجتماعياً، وكذلك الاهتمام بالكتابة الجديدة البكر، وهي مجالات لا تجذب عادة أسواق النشر الخارجية».
أما كتب «المشروع القومي للترجمة» أو «إصدرات المجلس الأعلى للثقافة في بيروت»، فيؤكد عماد أبو غازي نائب الأمين العام لـ«المجلس الأعلى للثقافة»، أنّه «ليست هناك أي عقبات إدارية أو رقابية لتوزيعها». ويضيف أبو غازي إنّ عدداً كبيراً من الناشرين اللبنانيين يطلبون توزيع كتب المجلس، و«نحن نسهّل لهم الإجراءات، كما أنّ المجلس وقّع عقوداً مع دور نشر بيروتية، لإصدار بعض الكتب في طبعتين مصرية ولبنانية في التوقيت ذاته». وهو ما حدث مع «دار الآداب»، إذ قمنا معاً بطباعة كتاب إدوارد سعيد «الثقافة والمقاومة»، وسنحاول التوصّل إلى اتفاق مع الدار نفسها لطبع كل كتب سعيد. وكذلك الأمر بالنسبة إلى «دار الفارابي»، إذ نشرنا معاً كتابين هما «الشرق المتخيل» و«الغرب المتخيل».
محمد عبد اللطيف رئيس «اتحاد الناشرين العرب»، وصاحب «دار سفير» المتخصصة في كتب الأطفال يرى أن الكتاب عنصر مهم جداً بالنسبة إلى السوق اللبنانية... لكنها لا تجذب الناشرين المصريين لأنها «سوق تصدّر الكتب للآخرين ولا تستوردها، كما أن عدد سكان لبنان قليل مقارنة بالدول العربية. سوق الخليج هي الأهم اقتصادياً للناشرين المصريين، يليها المغرب العربي». لكن هل هناك تنافس بين الناشرين المصريين واللبنانين على سوق الكتاب؟ يجيب: «هناك تنافس بين ناشر وناشر لا بين دول. وهذا أمر طبيعي يصبّ دوماً في مصلحة القارئ».
أما «الهيئة المصرية العامة للكتاب»، فلديها فرع في بيروت منذ 30 عاماًً، كما اكتشفنا من خلال الحوار مع أحمد عرابي مدير التوزيع في الهيئة. الفرع يديره لبناني (حسب القانون) ومهمته المشاركة في معرض بيروت، ويُزوّد دورياً بالإصدارات الجديدة... «لكنّ الإقبال على كتب الهيئة ضعيف يقول عرابي ــ لأن نوعية الورق الذي تستخدمه الهيئة، وشكل الكتاب وإخراجه عناصر تُعدّ ضعيفة مقارنة بما يقوم به الناشرون اللبنانيون. كما أنّ السوق اللبنانية هي سوق موزعة للكتاب أكثر منها سوقاً متلقيةً له. والسوق الليبيّة ثم السعودية هما الأكثر أهمية بالنسبة إلينا ولا سيما في السنوات الأخيرة».
أين «السوق» العربيّة؟
ضحك الدكتور وحيد عبد المجيد نائب رئيس هيئة الكتاب عندما ذكّرناه بالمقولة الشهيرة «القاهرة تكتب وبيروت تطبع والعراق يقرأ». علّق: «هذه مقولة انطباعية للدكتور لويس عوض، ولم تكن دقيقة في أي يوم من الأيام. صحيح أنّ اللبنانيين مميّزون في صناعة الكتاب وإخراجه. لكن أنا شبه متأكد من أنّه في العراق لم يكن هناك شعب يقرأ، بل إنّ حكوماته المتعاقبة منذ الخمسينيات منعت دخول الكتب. وإذا أردنا أن نتحدث عن شعب عربي يحب القراءة فعلاً فهو الشعب السوداني. مقولتي انطباعية ليست قائمة على دراسة. حتى القول إن مصر تكتب أمر فيه جدل، لأن الكتابة المصرية في تدهور شديد». يرفض عبد المجيد الحديث عن سوق عربية للكتاب قد تحدث فيها منافسة. يوضح: «ليست هناك أدوات في هذه السوق، فالكتاب المطبوع في مصر يخرج في دوائر محدودة، ويصعب أن تجده في الخارج، ليس خارج مصر فحسب بل خارج القاهرة. في أي مدينة أخرى خارج القاهرة، يصعب أن تجد الكتاب في الأطراف أو محطات الباص والمترو. العرب كلّهم ليست لديهم وسيلة للحصول على الكتاب».
ويضيف الكاتب والباحث المصري: «حسب الإحصاءات الصادرة عن «دار الكتب»، تطبع مصر تسعة آلاف كتاب، أي بمعدل 750 كتاباً في الشهر، ما يعني أنّه خلال الشهور الثلاثة الماضية، أي منذ بداية 2007، طُبع 2250 كتاباً. أنا كمثقف ــ ومثلي كثيرون ــ لم أسمع إلا بعدد محدود من هذه الإصدرات، وعن طريق المصادفة! عندما يرسل إليّ المؤلف كتابه، أو أقرأ عنه في الصحف. إذاً ليست لديك وسيلة حتى لمعرفة الكتب التي صدرت أخيراً، وبالتالي يستحيل الحديث عن سوق عربية مشتركة للكتاب».
ويخلص عبد المجيد: «لهذا السبب، لا نضع السوق العربية في اعتبارنا. لأن أدواتنا محدودة. سياسة النشر عندنا، تحاول أن تسد فراغاً في نوعيات معينة من الكتب التي لا يقبل عليها القطاع الخاص. ننشر في كل مجالات المعرفة منطلقين من افتراض أنّ مصر ــ رغم تراجع دورها الثقافي ــ ما زالت هي الفاعل الثقافي الأول فى العالم العربي. وهي التي تطبع نصف الكتب في الوطن العربي أيضاً».
هنا القاهرة... إليكم بيروت
محمد خير
تنطبق نظرية الأوعية المتصلة على الكتب أيضاً، فالكتاب الأكثر مبيعاً داخل بلده، يكون كذلك خارج البلاد. وبين الكتب المصرية المشاركة في معرض بيروت للكتاب، هناك احتمال لأن تتصدر رواية علاء الأسواني الجديدة «شيكاغو» قائمة مبيعات الكتب المصرية في بيروت. أما شريكتها في تصدر المبيعات في القاهرة، أي «أولاد حارتنا» لنجيب محفوظ، فمنشورة أصلاً في بيروت منذ سنوات عن «دار الآداب»... وبالتالي فطبعتها الجديدة الصادرة عن «دار الشروق» ــــــ وهي حدث في القاهرة ــــــ لن تمثل جديداً للسوق اللبنانية. أما «شيكاغو» الصادرة بدورها عن الشروق، فيُتوقع أن تواصل التأكيد على استثنائية صاحب «عمارة يعقوبيان»، وهي كسابقتها تحوي مزيجاً من السياسة والجنس في قالب روائي ممتع وسرد كلاسيكي، وإن كانت تنتقل بالأحداث هذه المرة إلى المدينة الأميركية الشهيرة، وتدخل بالقارئ إلى العالم القاسي لمجموعة من المبعوثين المصريين في كلية الطب بجامعة ألينوي.
وعن «الشروق» أيضاً، حقق كتاب «تاكسي: حواديت المشاوير» فاقتربت طبعته الثالثة من النفاد في القاهرة بعد ثلاثة أشهر على صدوره... فماذا يكون مصيره في بيروت؟ النص الذي وضعه الكاتب والسيناريست خالد الخميسي، يعتمد على فكرة بسيطة، هي تجميع حوارات أجراها الكاتب مع عدد من سائقي التاكسي القاهريين. وصنّف المؤلف حواراته في فصول داخل الكتاب، مع مقدمة عن متاعب مهنة التاكسي، ناقلاً ما قاله السائقون بلغتهم «الفجة الحية الصادقة». إلا أنه استبعد بعض الحوارات، لأنها كانت كفيلة بأخذه إلى السجن لما تحتويه من سب وقذف... أما هواة الشعر، وخصوصاً المترجم منه، فسيجدون بين إصدارت الدور المصرية ترجمتين مهمتين: الأولى قام بها التشكيلي عادل السيوي لأعمال جوسيبي أونغاريتي... وهذه الترجمة الوحيدة التي تقدّم الأعمال الكاملة للشاعر الإيطالي، صادرة عن «دار ميريت». أما مكتبة مدبولي، فأصدرت ترجمة لقصائد الشاعر الألماني اليهودي الراحل إريش فريد، تحت عنوان «أشعار ضد إسرائيل»، ترجمها الشاعر المصري يسري خميس. يضم الديوان قصائد تنتقد المذابح الإسرائيلية للفلسطينيين، وتقارن بين الصهيونية والنازية... بل تنتقد إحدى القصائد معاهدة كامب ديفيد، كما تتناول بعض قصائد الديوان المذابح التي ارتكبها الإسرائيليون أثناء اجتياح لبنان عام 1982. وعلى رأس كتب «دار المستقبل العربي»، تأتي رواية صنع الله إبراهيم «التلصص»، وهي الرواية التي يبتعد فيها الكاتب المصري الكبير عن الأسلوب الذي عوّد قراءه إياه، أي الشكل الذي يجمع بين التوثيق والدراما. يعود صنع الله هنا طفلاً في أربعينيات القرن الماضي، ويربك القارئ الذي يختلط عليه أمر الرواية الجديدة: هل هي سيرة ذاتية؟ أم أن سبب هذا الإحساس هو مدى صدق السرد، وبساطة اللغة، وواقعية الذكريات؟
ولا شك في أن كتاب «صدّام لم يُعدَم» سيحقق مبيعات بعدما تصدر قائمة مبيعات «مكتبة مدبولي» في معرض القاهرة للكتاب. هذا المؤلَّف الذي وضعه أنيس الدغيدي، ليس مجرد طرفة كما تعامل معه المثقفون. الكتاب كما يبدو من عنوانه محاولة مغرقة في نظريّة المؤامرة، لإثبات أنّ صدام حسين حيّ لم يمت! هذا عبر عشرات «البراهين» والصور والشهادات التي تسير كلها تجاه أكثر النظريات غرابة، وهي مع ذلك تجد دائماً من يصدقها!
وجوه المعرض
يحضر شوقي أبي شقرا في المعرض بطبعة جديدة لكتابيه الأولين «أكياس الفـــــــــقراء» و«خطوات الملك» (دار النهضة العربية). وهما يقدمان فرصة للقارئ لاستعادة التجربة الفريدة لهذا الشاعر الذي بدأ كلاسيكياً على طريقته ثم صـــــــار سريالياً على طريقته أيضاً، مازجاً بين لعبٍ طفولي بالكلمات وارتياد آفاق غير محدودة للخيال الشعري. صنع شوقي أبي شقرا ريادته من لحظة مجاورة ومتداخلة مع مجلة «شعر». عرف كيف يعمل كواحد من فريق المجلة، لكنّه سلك أيضاً درباً فرعية فلم يستطع أحد اقتفاء أثره إلى اليوم.
محمد الماغوط يعود إلى بيروت في الذكرى الثانية لرحيله. المدينة التي أقام معها صاحب «الفرح ليس مهنتي» علاقة خاصة، تــــــــوجّه إليه اليوم تحيّة خاصة... من خلال لقاء يحتضنه معرض الكتاب، يشمل إضاءات على إبداعه ومسيرته الشعريّة والإنسانيّة. ويُعرض في المناسبة فيلم «إذا تعب قاسيون» للسينمائية السورية هالا محمّد، عن الشاعر والكاتب الساخر الذي لُقّب بـ«البدويّ الأحمر»... وبقي في ذاكــــــــرة قصيدة النثر العربيّة ذلك «الكناريّ المسافر في ضوء القمر».
لم تتخـــــــــــلّف مي غصوب في حياتـــــــها عن معرض بيروت للكتاب. كان بوسع الأصدقاء والكــــتّاب والقرّاء أن يلـتقوها، كلّ عام، في جناح «دار الساقي» التي شاركت في تأسيسها، وساهمت في نجاحها واتساع دائرة انتشارها. اليوم، بعد رحيلها المفجع، تبقى مي مع محبيها وقرّائـــــــــها في الدورة الخمسين التي كانت لتحضرها لو أنّها أقيمت في موعدها المقرر في ديســــــــــمبر. «دار الساقي» أصدرت الطبعة العربية من كتابها الوصيّة «وداعاً بيروت»، وأعادت طبع آخر مســـــــــــرحيّاتها «قتلة الكتاب» التي قــــــدّمت عـــــــــلى المسرح في بيروت قبل عام تقريباً... وتعرض كتبها الأخرى ومنها «ما بعد الحداثة ــ العرب في لقطة فيديو». كما تقام حفلة تكريم للناشرة والفنانة والكاتبة الراحلة يشارك فيها صـــــــديقها الــــــــروائي اللبناني حسن داوود وآخرون.
أما زالت بيروت «جرثومة الديموقراطية» وحلم الكاتب السوري؟
دمشق ـ خليل صويلح
فمعظمها يشارك اليوم عبر وكلاء لبنانيين، أو عن طريق التبادل. ومع ذلك، يصعب على كثير من الكتّاب في سوريا، قطع حبل السرّة الوجداني الذي يربطهم ببيروت
يشكو الناشر السوري من تراجع الاهتمام بالكتاب عموماً، وهي حالة عربية على أي حال. وبالتالي تبدو طباعة ألف نسخة من كل عنوان مغامرة حقيقية في التسويق المحلي! إذ ترفض المكتبات شراء أكثر من خمس نسخ، مشروطة بالدفع المؤجل. وبات من النادر أن تتبنى دار النشر المخطوط المحلي، إذا لم يسهم المؤلف في دفع كلفة طباعة الكتاب، أو شراء عدد من النسخ. هكذا، باتت معارض الكتب الخارجية هي المنفذ الوحيد لتسويق الكتاب السوري، مع توقّع خسائر مؤكدة في بعض المعارض، نظراً إلى الكلفة الباهظة للشحن وتكاليف استئجار جناح خاص بالدار.
في ظل هذا الوضع، نشأت حلول أخرى كأن تشترك أكثر من دار نشر في جناح واحد، وخصوصاً في المعارض التي لا تستقطب عدداً كافياً من القرّاء. وتبقى المعارض التي تقام سنوياً في دول الخليج، هي نعيم الناشر السوري في مجال تسويق الكتاب، مثل معرض الشارقة ومعرض الرياض ومعرض أبو ظبي. أما معرض بيروت فيدخل في منطقة المغامرة، ويخضع للظروف السياسية والإقليمية. لذلك تشارك معظم دور النشر السورية عن طريق وكلاء دور نشر لبنانية، أو عن طريق تبادل العناوين في التوزيع. وتستقطب مكتبة «الفرات والنيل» معظم الكتب السورية الرائجة، بعدد نسخ محدود، تبعاً لتسويقها. فيما تشارك دور محدودة مباشرة في المعارض العربية مثل «المدى»، و«دار ورد» و«دار قدمس». ومن العناوين التي تقترحها «دار المدى» في معرض بيروت، «الديكاميرون» لبوكاشيو ضمن سلسلة «أعمال خالدة»، وطبعة جديدة من «اسمي أحمر» لصاحب نوبل 2007 التركي أورهان باموق، و«أتغيّر» السيرة الذاتية للممثلة السينمائية ليف أولمن، و«صنعة الشعر» لخورخي لويس بورخيس، ورواية «فتاة الترمبون» لأنطونيو سكاراميتا. أما «دار قدمس» فتشارك بمجموعة من العناوين الجديدة مثل «الإسلام السياسي في زمن القاعدة» لفرانسوا بورغا، و«داود ويسوع» لتوماس طومسون، و«صورة العرب في الأدب الفارسي الحديث» لجويا سعد.
في مهبّ المتغيّرات
ليست بيروت وحدها التي فقدت مكانتها كمركز إشعاع ثقافي. فالعالم العربي كلّه يترنح على حافة بركان، في مهبّ المتغيّرات السياسيّة والسوسيولوجيّة والاقتصاديّة. لكن الملاحظ أن عاصمة النشر العربية الأولى حتّى الأمس القريب، تترنّح اليوم في حلبة المنافسة، ولم تعد «عاصمة الدنيا» الملاذ الوحيد لكتّاب وجدوا في صدرها الرحب رئة للتنفس والحرية. المدينة التي اكتشفت أواخر الخمسينيات أدونيس ومحمد الماغوط، ثم غادة السمان وحنا مينه وآخرين... لم تعد بذلك البريق نفسه. فالأمراض العربية معدية، وإن كانت بيروت «جرثومة الديموقراطيّة» ــ حتى الآن ــ هي الأقل إصابة.
هذا ما يكاد يُجمع عليه معظم المبدعين السوريين الذين التقتهم «الأخبار»، وطرحت عليهم السؤال: أما زال الكاتب السوري يبحث عن شرعية ما من خلال نشر نصه في بيروت؟
يقول الروائي وليد إخلاصي: «لا شك في أنّ لدور النشر اللبنانية حضورها الخاص في خريطة النشر العربية، باعتبارها مركزاً ثقافياً أولاً. كما أنها مؤسسات اقتصادية ضخمة، تتقن عملها في ترويج الكتاب وتوزيعه على أوسع نطاق ممكن. لكنّ الظرف الإقليمي الذي يعيشه لبنان اليوم، خلخل استقرار بيروت». ويضيف: «يساورني الشك في أن تستمر بيروت بدورها القيادي، على صعيد حركة النشر. على الصعيد الشخصي، ليس لديّ فرق بين دار نشر لبنانية وأخرى سورية، على رغم أن دور النشر السورية لا تجيد تسويق الكتاب كما تفعل الدور اللبنانية. لنقل إنّه مرض وطني، آمل ألا يستمر طويلاً».
من جهته، يرى الروائي ممدوح عزام أنّه «لم تعد أي مدينة عربية مركزاً لنشر الثقافة، بعدما تشاركت في هذه المهمّة أكثر من عاصمة عربيّة». ويوضح أنّ المشكلة ليست في إحصاءات عدد العناوين أو النسخ التي تصدرها دور النشر، بل في انقطاع التواصل بين العواصم، وتالياً عجز أي عاصمة بمفردها عن أن تكون مركزاً لنشر الثقافة والعلوم. ويستدرك صاحب رواية «قصر المطر» التي صودرت بعد نشرها: «ما زالت بيروت تحتفظ بإرثها القديم، وسمعتها العطرة في مجال النشر، وما زالت العاصمة العربية الوحيدة التي تستطيع تجاوز لوائح الرقابة. ومن هذا الباب يمكن اعتبار بيروت مركزاً لكي ينجو الكاتب من الرقابات المحلية بوجود حرية أكبر نسبياً، وجرأة أكبر في اقتحام قائمة المحرمات سواء على صعيد النص العربي أو على صعيد النص المترجم».
وتعلّق الروائية سمر يزبك: «من الصعب ذكر اسم بيروت من دون أن تقفز إلى الذهن رحابة هذه المدينة، على صعيد حرية الكتابة التي لا تضاهيها أي عاصمة عربية أخرى. وعلى رغم أنّ هذا الإحساس سيظل ماثلاً على اختلاف أسبابه وتأويلاته، إلا أن بيروت اليوم ليست بيروت الستينيات والسبعينيات، كفسحة مختلفة في حرية التعبير. يمكن الإشارة إلى القاهرة أيضاً في هذا السياق». وتضيف: «من المؤسف أنني أنتمي إلى جيل لم يعش فترة بيروت الذهبية، بيروت التي أقلقت العواصم الأخرى في حجم الديموقراطية المتاحة لكل التيارات والأطياف إلى درجة التفكير في تدميرها والقضاء على «جرثومة الديموقراطية» الوحيدة في الجسد العربي المريض. هذا الواقع لا يقلل من قناعتي بأن بيروت ما زالت تحتضن هوامش كثيرة للحرية وبصمة خاصة للكتاب. في المقابل أشعر بالأسى، ليس في ما يخص الانحدار الذي آلت إليه بيروت، بل لأنّ هناك ثقافة استهلاكية جديدة أخذت ترسم إطارها على الطرف الآخر من خريطة العالم العربي، وعلى شواطئ الخليج بالتحديد، بقصد أن تسرق من المراكز الثقافية العربية التقليدية مثل بيروت والقاهرة رونقها وخصوصيتها، وتستبدل بها ثقافة «الفاسد فود»». وتشير سمر يزبك التي تنوي نشر روايتها الجديدة في إحدى دور النشر اللبنانية، بعدما طبعت روايتها «صلصال» في القاهرة، إلى أنّ بيروت ستبقى سقفاً عالياً لاحتضان الكتّاب والمبدعين العرب، ربما لأنها لا تزال تتمتع بفضيلة التعدّدية التي تفرضها شروط لعبة جعلتها مسرحاً لتضارب السياسات والمصالح الخارجية.
ويتفق الروائي خالد خليفة مع الآخرين في أنّ بيروت لم تعد كما كانت بالنسبة إلى الكاتب السوري: «لم تعد مكاناً للعيش والتفكير الحر. كما لم تعد ملاذاً آمناً لحرية التعبير، والمنفى الطوعي للكاتب العربي والسوري على نحو خاص، في ظل المتغيرات العاصفة التي طرأت على العلاقة بين البلدين». لكنّ صاحب «مديح الكراهية» لا ينفي الأهمية الخاصة التي تتمتع بها بيروت حتى اليوم كمركز للنشر، لأي كاتب يرغب لكتابه في الانتشار الواسع والتسويق الإعلامي والإعلاني. هذا على رغم أنّ عواصم عربية أخرى بدأت تنافس بيروت، ومنها دمشق التي شهدت في السنوات الأخيرة قفزة كبيرة في مجال النشر وحقق بعض دور النشر السورية إنجازات لافتة في صناعة الكتاب. ويستدرك خالد خليفة: «ستبقى بيروت حلماً للمبدع العربي لأنها ما زالت فضاءً للحرية مقارنة ببقية العواصم العربية».
أما الروائي نبيل سليمان فاكتفى بتعليق عابر اختزله بجملة واحدة: «بيروت عنقاء العواصم العربية... وأنا واثق بأنّها، مهما كانت المحن التي أصابتها وتصيبها، ستنهض من الرماد مجدداً وبأقوى مما كانت عليه»
تواقيع كتب
واجهة
هل قلتَ “أزمة كتاب”؟
قلم: سماح ادريس
كل سنة، قبيل معرض النادي الثقافي العربي، يُطرح الموضوع نفسه: أزمة الكتاب. وكل سنة، نقترح بعض الحلول، ولا يُنفّذ منها شيء. وهذه السنة سنقترح مجدداً، وأعتقد أنّ شيئاً لن يُنفّذ.
نعم المشكلة الأساس هي في توقف الثقافة عن أن تكون رأسمالاً رمزياً في حاضر إنساننا اللبناني/العربي، المشغول إما بالبحث عن سبل العيش الكريم، وإما بالتفكير في الهجرة و«الغرين كارد» أو السيارة الفارهة. ولا يعود ذلك التوقف إلى نزعة الاستهلاك السائدة وحدها بل أيضاً إلى ضعف ثقة الناس بالمثقفين الذين خذلوهم (في أكثرهم) حين عادوا إلى طوائفهم أو انقلبوا على أفكارهم التي نظّروا لها طويلاًُ لمصلحة الليبرالية والديموقراطية التوافقية مثلاً. ويعود كذلك إلى ضعف التجديد في الأساليب، والى اللغة العويصة المتفاصحة التي ما زال معظم كتّاب الأطفال يستخدمونها الى اليوم، الأمر الذي يؤدي إلى أن يحمل الأطفال معهم «ندوباً لغوية» من الماضي يصعب إبراؤها في المستقبل.
ثمة أمور أخرى، أكثر ملموسية، تدفع بالثقافة، إن لم يكن إلى التراجع في لبنان، فعلى الأقل الى التقدم ببطء سلحفاتيّ مريع. من هذه الأمور أنّ وزارة الثقافة، التي يُفترض أن تضطلع بسهم غير بسيط من تفعيل العمل الثقافي، ما زالت تتقاضى أقل من واحد في المئة من موازنة الحكومة، بما فيها الحكومة «الحضارية» بامتياز. الأنكى أنّ مستجدّات الصراع الداخلي اللبناني حوّلت وزير الثقافة، ولا سيما بعد استقالة وزير الخارجية، إلى أحد المتحدثين الرسميين بلسان السلطة الحاكمة، فأضعنا فرصة الإفادة من علم طارق متري وحيويته الفكرية.
وتسرّب التمويل الأوروبي الذي يصل وزارة الثقـــــــــافة إلى مؤسسات مدنية تعوزها، في الكثير من الأحيان، الكفاءة بل والحدّ الأدنى من الإلمام بالــــــــــثقافة و(اللغة) العربية الفصحى. أضف إلى ذلك أنّ ما تقدّمه وزارة الثقافة إلى دور النشر، مثلاً، لا يتعدّى ألفي دولار سنوياً، إلا إذا «تحايل» الناشر ليحصل على نصيب أكبر من حقّه ــ نعـــــــــــم حقّه! ــ من هذه الوزارة، ولو على سبيل الحفاظ على المظاهر البدائية من ســـــــــــمعـــــــة «بلد الحرف والنور والنشر والثقافة».
ومن الأمور المخزية التي تحول دون أن يتطوّر قطاع النشر الصراعات المذهبية داخل الاتحادات النشرية. وكل من قال إن دواء الطائفية والمذهبية هو في الثقافة، فعليه أن يغيّر رأيه التبسيطي حين يقترب من الاتحادات المذكورة.
أما الأحزاب، فقد استقالت من مهماتها الثقافية استقالة شبه تامة. وباتت أغلب المواد التثقيفية التي تُفرض على العضو الحزبي تقتصر على البرنامج السياسي والتنظيمي... وأحياناً على مقررات المكتب السياسي. وهذا ينطبق على الأحزاب التقدمية التي سبق أن خرّجت مثقفين في مستوى جوزف سماحة وفوّاز طرابلسي وخالد حدادة على سبيل المثال لا الحصر.
الحلّ؟ بالتأكيد، ليس الحلّ بالنقّ، بل بأن يقوم كلّ منّا بعمل ما يستطيعه لإرجاع الثقافة في لبنان إلى حيث تستحق أن تكون: بالكتابة الحرّة، والفكر النقدي، والترجمة المتقنة، والندوات المعدّة إعداداً جيداً، والتثقيف داخل الأحزاب، وتبسيط العربية للأطفال بما يجعلها لغة المجتمع لا النخب «الحنبلية» المسيطرة. وإنّها لمهمّة ليست بالسهلة! ولكنّنا، بتضافر منابر ثقافية وإعلامية وصحافية وسياسية وتقدمية جادّة، يمكن أن نخطو خطوات كبيرة في وجه الاستهلاك الرخيص... الذي هو رديف الاستسلام السياسي.
رئيس تحرير مجلة «الآداب»
وجوه المعرض
قلّة تعرف أن رشيد الضعيف بدأ حياته الإبداعيّة شاعراً، وأن المفكّر الجزائري الراحل جمال الدين بن شيخ قدّم لمجموعته الأولى «حين حلّ السيف على الصيف» وترجمها إلى الفرنسيّة. منذ انصرف صاحب «عزيزي السيّد كواباتا» إلى الكتابة الروائيّة، بدا كأنّه تنكّر لماضيه الشعري، أو تبرّأ منه، أو شُغل عنه بقضايا أكثر أهميّة. من هنا أهميّة الخطوة التي يقدم عليها رياض الريّس اليوم، إذ يعيد طبع أعماله الشعريّة (النافدة منذ سنوات). وفي الحقيقة فإن شعر رشيد الضعيف لا يختلف عن كتابته الروائيّة ولا يقلّ عنها غرابة، وقطيعة مع الغنائيّة، واستعصاءً على التصنيف.
في روايته «كأنها نائمة» يستحضر إلياس خوري فلسطين مجدداً في مدوّنته السردية. وهذا ليس غريباً على من ذهب في شبابه المبكر إلى الأردن ليلتحق بقواعد العمل الفدائي، وأنجز رواية «باب الشمس» التي أرّخت «التغريبة الفلسطينية» ونقلها المخرج المصري يسري نصر الله إلى الشاشة. الرواية الجديدة فرصة لإعادة اكتشاف صاحب «الجبل الصغير»، أحد رموز الكتابة البديلة في الأدب العربي الحديث. وتعيد دار الآداب نشر روايته «مملكة الغرباء».
سمير قصير أيضاً سيكون حاضراً على طريقته في الدورة الخمسين لمعرض الكتاب... إذ توجّه له «دار النهار» تحيّة خاصة من خلال إصدار الترجمة العربيّة لمؤلّفه المرجعي «تاريخ بيروت» الذي يختصر علاقته بالمدينة والسياسة والتاريخ.. «تاريخ بيروت» ليس فقط مشروع حياة سمير قصير الذي استغرق العمل عليه 12 سنة. إنه حكاية سمير من خلال المدينة التي عشقها. يروي التاريخ بكل جوانبه السياسية والاقتصادية والمعمارية والثقافية والفنية والاجتماعية. وبوسع القارئ أن يكتشف أو يعيد اكتشاف مؤلفات سمير الأخرى عن «دار النهار»، وأبرزها ربّما «البحث عن ربيع دمشق» و«تأملات في شقاء العرب».
خمسون عاماً على «درب الهوى»...
بقلم: رياض نجيب الريس
لا يستقيم الحديث عن الكتاب في عيد معرضه الخمسين وعن بيروت معاً إلاّ من بدايات صغيرة، تبدأ من منتصف الخمسينيات ومطلع الستينيات، حين كنّا شباباً يافعين.
كان قبلتنا الاجتماعية والفكرية والثقافية في حينه محيط الجامعة الأميركية في بيروت، يبدأ من “مطعم فيصل” قبالة البوابة الرئيسية للجامعة، مروراً بمقهى “الأنكل سام” على بعد أمتار منه على زاوية شارع جان دارك، لينتهي عند “مكتبة رأس بيروت” في وسط شارع بلس مقابل مدخل مدرسة الاستعدادية. وكان لنا في عالم الثقافة اتجاهان. الاتجاه الأول غرباً نحو “مكتبة رأس بيروت”، وهي عبارة عن دكان صغير تكتظ فيه الكتب، يديره شاب اسمه عبده بركات، جنوبي من عين إبل، كان يعرف معظم كتّاب تلك الحقبة وأدبائها. الاتجاه الآخر كان شرقاً، نحو “مكتبة روكسي”، بالقرب من سينما روكسي في ساحة البرج، التي كانت عبارة عن زاروب طويل بين مدخل السينما ودكان آخر يباع فيه السندويش. وكانت “مكتبة روكسي”، التي لم يعد لها وجود اليوم بعد إعادة إعمار وسط المدينة، مخصّصة لبيع الصحف الأجنبية والمجلات وكتب الجيب الإفرنجية. وكان إلى جانب المكتبة في البرج، ورّاق وبائع صحف اشتهر في زمانه، اسمه حسن شعيب، الملقب بـ“أبو حسين”. وكنّا نقف على رصيفه لنقرأ عناوين الصحف مجاناً عنده. أما اهتمام “مكتبة روكسي” بالكتب العربية، فكان محصوراً بروايات الجيب المصرية التي كان يصدرها عمر عبد العزيز أمين عن “اللص الظريف” آرسين لوبين وغيرها من مباهج القصص البوليسية التي كانت تترجم في تلك الأيام. وكان يقصدها منا مَن كان يقرأ الصحافة الأجنبية ويهيم بالروايات البوليسية. وكنا في أغلب الأوقات نرتادها بعد الخروج من السينما ليلاً، حيث كنا نلتهم الكتب والصحف مع السندويش عند مقصف “دفوني” على الرصيف المقابل.
أما المكتبات من شارع المعرض إلى الخندق الغميق، فكانت مكاننا المفضّل للتسكّع بين الكتب المنتشرة على الأرصفة كل يوم سبت. لكن “مكتبة رأس بيروت” كان يقصدها المتأدبون أو أصحاب الطموحات الأدبية الشابة من أمثالنا. كانت تهتم في الدرجة الأولى بالكتب الأدبية. وما من مرة كنت تزور المكتبة إلاّ وجدت فيها أديباً ما. تعرّفت إلى مارون عبود هناك. وتعرفت إلى سعيد عقل هناك. وتعرفت إلى ميشال طراد هناك. وتعرفت إلى أنطون غطاس كرم هناك. وكان توفيق صايغ “يسكنها” تقريباً إذا كان في بيروت. وكان جبرا إبراهيم جبرا ومعه بدر شاكر السيّّاب ومجموعة الأدباء العراقيين، يعتبرون زيارتها كلما جاؤوا إلى بيروت، في أهمية زيارة صرح ثقافي. أما يوسف الخال وجماعة مجلة “شعر” فكانوا يعدّون “مكتبة رأس بيروت” امتداداً ثقافياً وذراعاً إعلامياً لهم. وظلت “مكتبة رأس بيروت”، بعد خمسين سنة من إنشائها وعلى الرغم من الحرب الأهلية اللبنانية، مكاننا الأثير للاطلاع على الكتب بمختلف أنواعها، وذلك بفعل إدارة فاديا جحا. وكنا إذا تكاسلنا عن النزول إلى ساحة البرج، نعرّج على “مكتبة خياط” لصاحبها بول خياط مقابل البوابة الرئيسية للجامعة الأميركية وعلى بعد خطوات من مطعم فيصل، حيث كانت تحفل بالكتب الانكليزية الجديّة والأكاديمية، وبعضها مقرّر في دروس الجامعة، التي لم تكن موجودة في مكتبة أخرى. وما زالت مكتبة خياط في مكانها القديم حتى الآن، مع الاعتراف بأنني لم أزرها منذ زمان طويل، بعد أن امتلأ شارع بلس اليوم بالورّاقين والقرطاسيين إلى جانب باعة المناقيش والهامبرغر.
في هذه السنة، يحتفل “النادي الثقافي العربي” بمرور خمسين عاماً على أول معرض للكتاب أقامه في بيروت. وعلى مدى خمسة عقود، نشأت أجيال عربية من مختلف المشارب والتوجّهات، أقبلت على الكتب بنهم شديد، بسبب إصرار النادي الثقافي العربي على اعتبار معرض الكتاب الأهم من بين نشاطاته. ومن أجل الكتاب جاءت هذه الأجيال إلى بيروت وجعلت منها محجّة للثقافة ومكاناً آمناً لإبداع الكاتب وحرية الكتاب. وإذا بالكتاب يصبح جزءاً عضوياً من حياتنا اليومية، بقدر ما أصبحت حياتنا الثقافية في لبنان تعج بالأدباء والكتّاب والمؤلفين.
وإذ يرتفع اليوم علم النادي الثقافي العربي عالياً فوق معرض الكتاب الخمسين، وإلى جانبه علم اتحاد الناشرين اللبنانيين ــــــ وهذا تطور مهم ـــــــ بات في إمكان محبّي الكتاب في العالم العربي أن يطمئنوا إلى أن الكتاب بخير ولبنان بخير.
البرنامج الثقافي لمعرض بيروت العربي الدولي للكتاب
الخميس 12/4/2007
4 ــ 6: الافتتاح
الجمعة 13/4/2007
4:30 ــ 6: أضواء على حياة الكاتب محمد الماغوط وعرض سينمائي.
6 ــ 7:30: أمسية شعرية للشاعر محمود درويش. تقديم: د. ميشال جحا.
7:30 ــ 9: تكريم مي غصوب ــ تقديم كتاب Lebanon Lebanon، يشترك في التكريم: مورين علي، نورا سكاف، روزان خلف، حسن داوود، ندوة بو مجاهد.
السبت 14/4/2007
4:30 ــ 6: لقاء مع الفنان رفيق علي أحمد. تقديم: أحمد بزون.
6 ــ 7:30: تكريم محمد بركات. يشترك فيه نعمت كنعان، محمد ريحان، عبيدو باشا. تقديم: سامي مشاقة.
7:30 ــ 9: محاضرة: الدلالات العلمية لنشوء الكون بالانشطار وليس بالانفجار، هشام طالب. تقديم: خضر لاوند.
الأحد 15/4/2007
11 ــ 13: تكريم عبد الرحمن مرحبا. يشترك في التكريم جميل قاسم وأنطوان سيف.
4:30 ــ 6: ندوة حول كتاب «من الحقيقة إلى العدالة» لمحمد قبيسي، يشترك فيها: محمد المجذوب، حسان حلاق. تقديم: لينا دوغان.
6 ــ 7:30: أمسية شعرية لشوقي بزيع. تقديم: ندوة بو مجاهد.
7:30 ــ 9: ندوة عن جوزف سماحة، بمشاركة طلال سلمان.
الاثنين 16/4/2007
4:30 ــ 6: محاضرة: المناهضة اليهودية للصهيونية، ياكوف م. رانكن.
6 ــ 7:30: محاضرة: عقود النشر في لبنان، وجهة نظر علمية وقانونية، راني صادر.
الثلاثاء 17/4/2007
4:30 ــ 6: ندوة حول كتاب مروان إسكندر «الحريري والأمل بلبنان».
6 ــ 7:30: أمسية شعرية لمحمد علي شمس الدين. تقديم: الروائية نرمين الخنسا.
الأربعاء 18/4/2007
4:30 ــ 6: ندوة حول كتاب محمد شيا «مناهج التفكير وقواعد البحث»، يشترك فيها: زهير حطب، يوسف معلوف، محمد العريبي.
6 ــ 7:30: مئوية ابن خلدون. يشترك فيها: رضوان السيد، أحمد بعلبكي.
7:30 ــ 9: أمسية شعرية لشوقي أبي شقرا.
7:30 ــ 9: محاضرة: الخطر القادم... إنفلونزا الطيور، غنوة الدقدوقي، تقديم: د. سهى شرارة كنج.
الخميس 19/4/2007
4:30 ــ 6: محاضرة: المسلمون السنّة في جبل لبنان، عبد الله ضاهر.
4:30 ــ 6: محاضرة: رؤية جديدة في تعليم اللغة العربية (لصفوف الحضانة والحلقة الأولى)، غريس أبو خالد.
6 ــ 7:30: أمسية شعرية لجودت فخر الدين، تقديم: ندوة بو مجاهد.
7:30 ــ 9: ندوة: الذكرى الثانية لرحيل المفكر هشام شرابي. يشترك فيها أمين ألبرت حوراني، يوسف معوض، منير خوري، محمود شريح، فهمية شرف الدين. تقديم: سليمان بختي.
7:30 ــ 9: محاضرة: كتاب في جريدة، بعد عشر سنوات، يلقيها الشاعر شوقي عبد الأمير، بحضور الوزير طارق متري، الوزير غازي العريضي والنائب غسان تويني.
الجمعة 20/4/2007
4:30 ــ 6: ندوة عن كتاب تاريخ بيروت لسمير قصير. يشترك فيها: محمد سويد، خالد زيادة، مهى يحيى.
6 ــ 7:30: ندوة: الدراما اللبنانية. يشترك فيها: شكري أنيس فاخوري، منى طايع، مروان نجار. تقديم: عبيدو باشا.
6 ــ 7:30: ندوة حول كتاب «العلاقة المالية بين الزوجين من التعارف الى ما بعد الزواج» لعائشة حرب. يشترك في الندوة: باسمة منلا، راغب جابر.
7:30 ــ 9: محاضرة: المرأة الفلسطينية والذاكرة، فيحاء عبد الهادي، تقديم: زياد منى.
السبت 21/4/2007
4:30 ــ 6: أمسية شعرية يشترك فيها حسن نجمي، حلمي سالم، جوزيف عيساوي.
6 ــ 7: محاضرة لتوماس زايفيرت ــ السجل الأسود للنفط.
6 ــ 7:30: أمسية شعرية للامع الحر. تقديم: نرمين الخنسا.
7:30 ــ 9: محاضرة لزغلول النجار. خلق الإنسان في القرآن الكريم، تقديم: الشيخ أمين الكردي.
7:30 ــ 9: تكريم الراحل أحمد عويدات. كلمة التكريم: محمد المجذوب.
الأحد 22/4/2007
4:30 ــ 6: قراءات من شعر جبران خليل جبران يلقيها رفيق علي أحمد.
6 ــ 7:30: ندوة: قراءة لمؤتمر القمة العربية. يشترك فيها ساطع نور الدين ونهاد المشنوق.
7:30 ــ 9: محاضرة حول كتاب: الله والإنسان والبيئة لفؤاد العتيق.
7:30 ــ 9: ندوة الحضارة الغربية ــ مأساة إنسانية، عثمان بخاش ــ دار الأمة.