مع دخول الشارع الفلسطيني مرحلة انقسام حاد، ومع رؤية البعض لها مقدمات لحرب أهلية طاحنة، بدأت دعوات التهدئة تنهال من الداخل الفلسطيني، ومن أبناء الجاليات الفلسطينية في المهجر، ومن أبناء الدول العربية، وبعض الشخصيات الدولية.
![](/sites/default/files/old/images/p24_20061219_pic2.jpg)
وتقود محطات إذاعية حملة، مستخدمة وسائل عدة، منها التذكير بشهداء فلسطين، والأسرى، والجرحى، والقدس الأسير، واللاجئين المشردين في أنحاء المعمورة، والاستيطان، وجدار الفصل العنصري، وارتفاع نسب البطالة والفقر، والهجرة كذلك، ومنها ما ينقل رسائل مباشرة على لسان شخصيات عامة، دينية، ومجتمعية، كمفتي الديار الفلسطينية، والبطريرك الأكبر، والشخصيات المثقفة، في حين تتجه محطات أخرى إلى توظيف أغنيات لفنانين، أو مقاطع منها في النهي عن «المزيد من إراقة الدم الفلسطيني»، وهو ما فعلته إذاعة أمواج في رام الله، التي تقدم كل عشر دقائق تسجيلاً، ينوّه إلى أن «الاقتتال الداخلي يتجه بنا نحو النهاية المأسوية لسنوات النضال الفلسطيني»، وأن «لا أحد يخرج من هذا الاقتتال منتصراً»، وتختم رسالتها التي هي رسالة الشعب الفلسطيني بأكمله، بمقطع بصوت الفنانة اللبنانية العربية الكبيرة، فيروز، وهي تغني «لا تنسوا وطنكم» ... «لا تنسوا وطنكم».
ويجد سعد العاروري، مدير الإذاعة، أن صوت فيروز قد يكون له التأثير الكبير على الفرقاء ... «نأمل ذلك»، وخاصة أن الكثير من المواطنين أثنوا على ختام رسالتنا ضد الاقتتال الداخلي بتحذير فيروز «لا تنسوا وطنكم»، في حين أكد آخرون أنهم تأثروا جداً لذلك، وخاصة أنهم يرون الوطن يغرق، ولا يستطيعون إنقاذ السفينة. ويوحّد صوت فيروز الفلسطينيين كلهم كل صباح، كما هي الحال في الكثير من البلدان العربية، وربما يجمع الفرقاء، مع تحفّظ البعض، على أهمية ما قدمته المطربة اللبنانية الكبيرة، عبر مشوارها الغنائي للقضية الفلسطينية، تلك التي خصّتها بالكثير من الأغنيات الخالدة، كأغنية «يا قدس يا مدينة الصلاة».