فقرة من عشر دقائق فقط تحتوي على إرشادات للصائمين!
وصلنا الى عام 2013 وكانت هناك مشكلة بين وزير الإعلام يومها وليد الداعوق، والمدير العام الراحل ابراهيم الخوري. هكذا، مّر شهر رمضان «ناشفاً» في التلفزيون الرسمي. وفي العام التالي، كانت حكومة الرئيس تمام سلام، وجاء وزير إعلامها رمزي جريج ليؤمن لـ «تلفزيون لبنان» موازنة «محترمة جداً» تواكب انطلاق عمل المدير الحالي طلال المقدسي. لكن تلك الموازنة لم يُستخدم منها في البرامج إلا النزر اليسير، فمّر شهرا رمضان 2014 و2015 من دون أي برنامج محلّي مناسب يحافظ على صيت التلفزيون الرسمي في هذا المجال. اللهم الاّ برنامج «حزازير» المتواضع كان يعرض منتصف الليل.
نحن اليوم في عام 2016، وفي شهر رمضان، وأمام عشرات لا بل مئات الانتاجات التلفزيونية والعربية. أما «تلفزيون لبنان» فليس فيه أي برنامج محلي، لا حتى «حزازير» ولا مقابلات ولا ألعاباً! جل ما فعله التلفزيون الرسمي أنّه خصّص في البرنامج الصباحي فقرة من خمس إلى عشر دقائق، تتناول نصائح للصائمين وما الى ذلك من ارشادات، و«أحدث» مسلسل درامي سيعرضه عمره عشر سنوات، وعرضته من قبل عشرات المحطات!
مسؤولية مَن خلوّ شاشة «تلفزيون لبنان» من أي برنامج محلّي يغطي وقت السهرة الاساسي اذا كان الانتاج الدرامي متعذراً، مع التذكير بأن الموازنات اللازمة لا تزال سارية من وزارة الاعلام بدعم مباشر من الوزير جريج ومفوّض الحكومة لدى «تلفزيون لبنان» مدير عام الاعلام حسّان فلحة، الى التلفزيون الرسمي؟ ولو أن هناك مجلس ادارة متكاملاً للتلفزيون، هل كان لقرارٍ فردي بتجاهل المناسبة الرمضانية المؤاتية لاثبات الوجود بين المحطات الكثيرة أن يمّر من دون أي مساءلة أو نقاش؟ وهل بالإمكان استدراك الأمر ونحن في بداية الشهر؟