الصراع المستديم مع الأهل حاضر بأوجهه العديدة وهو أشبه بمؤشر صحي. نراه مثلاً في فيلم «زفير» لمارينا تبشراني، حيث شاب يتعرض هو وأمه للتعنيف على يد الأب، كما الأخ الذي يشبه أباه. أما فيلم «طر يا حبي» لايلي سلامة، فيصوّر الممثلة جوليا قصار في دور الأم المسيطرة التي ترفض أن تطلق سراح ابنها من العلاقة الأوديبية بينهما المتنازعة بين الشغف والكراهية.
اللغة السينمائية تتميز تارة بشاعريتها كمشهد الشاب الذي يراقب الأضواء في النفق، فيما يحلم بالهرب، وطوراً تعبّر عن حالة الاختناق والصدام المستمر بين الاثنين من خلال هندسة المشاهد. وعبر بساطة التفاصيل، تجسّد ببراعة كل تعقيدات تلك العلاقة التي يود المخرج تصويرها. أفلام أخرى تدور في بعد أكثر سوريالية كما فيلم «؟» لسامر الخطيب الذي يصور ما هو أشبه بيوم الحساب، إذ يحكي قصة فتاة تتحاور مع الشيطان والله في مقاطع أخرى. أما فيلم «برزخ» لمرجان شاتيلا، فيدور في رأس رجل دخل في الغيبوبة، بينما يأتي فيلم «سماح» لريما عيراني، كرحلة نحو الشفاء الذاتي ضمن جلسة تنويم مغناطيسي تخضع لها فتاة في عيادة الطبيبة النفسية. تخلق المخرجة عالماً بصرياً مشغولاً بعناية من صور اللاوعي والرحلة التي تخوضها الفتاة ضمن ذكرياتها وكل مرايا الآخرين التي تعكس صورة مشوهة عن ذاتها. الحلم بالشفاء من ذكرى الحرب، نراه في أفلام عدة منها «بدل ضايع» لسام عطا الله أو «لمحة» لميشال طنوس. الملفت أيضاً في العديد من هذه الأفلام هو حواراتها العفوية، البسيطة، والواقعية. تلك ميزة إيجابية تتغلب فيها على عائق غالباً ما يبدو من المشاكل المستديمة في السينما اللبنانية.
تتميز بحواراتها العفوية والبسيطة والواقعية