هَا قَدْ فَتَحْتِ خَزَائِنَ الأحْزَانِ،فِيْ الرُوْحِ وَالجِسْمِ السَقِيْمِ الفَانِيْ
وَدَخَلْتِ دَارَ الآمِنِيْنَ مِنَ النَوَى،
عُتِقُوا مِنَ الأشْوَاقِ وَالفِقْدَانِ
أوَلَمْ تَكُونِيْ بِضْعَةً مِمَّنْ أُحِبُّ وَفَارَقُوْا فِيْ بَارِحِ الأزْمَانِ
بَلْ كُنْتِ رِقَّةَ صَمتِهِمْ وَكَلَامِهِمْ،
وَرُوَاءَ مَحْضَرِهِمْ، وَحِضْنَ أمَانِ
هَيْهَاتَ مِنَّا مَنْ مَضَوْا، أبْقَوْا جَمَاحَ خَيَالِهِمْ فِيْنَا بِغَيْرِ عِنَانِ
يَتَنَازَعُونَا ذِكْرَيَاتٍ حُلْوَةً،
نَشْقَى بِهَا أبَداً بِكُلِّ أوَانِ
أُخْتَاهُ! مَا أقْسَى عَذَابَكِ! فِيْ دَمِيْ
مَجْرَاهُ، مُتَّصِلٌ بِحَبْلِ حَنَانِ
أفَأنْتِ مَنْ يَلْقَى العَذَابَ؟ وَكُنْتِ ذَوْبَ الطُهْرِ فِيْ ثَوْبٍ مِنَ الأْحزَانِ
أخْتَاهُ! إنَّا نَقْتَفِيْ أثَراً، وَلَا
نَدْرِيْ بِهِ أيَّ الجِهَاتِ نُدَانِي
وَلَعَلَّ مُفْتَرَقَ الطَرِيْقِ نِهَايَةٌ
لِلِقَائِنَا، وَنِهَايَةٌ لِزَمَانِ
َ
أمْ أنَّنَا مُسْتَبْدِلُوْنَ مَكَانَنَا
هَٰذَا، غَداً، أوْ بَعْدَهُ، بِمَكَانِ
* شَاعِرٌ وَنَاقِدٌ وَأسْتَاذٌ جَامِعِيٌّ
إِلَى رُوحِ شَقِيْقَتِي بُورَانَ
- آداب وفنون
- وقتٌ للكتابة
- هيثم الأمين
- الخميس 5 نيسان 2018