في منتصف شباط (فبراير) 2012، انتشر فيديو يظهر العضوة في «المجلس الوطني السوري» المعارض بسمة قضماني مع كتّاب اسرائيليين في حوار يعود إلى عام 2008 مع إحدى القنوات الفرنسية. يومها، قالت بالفم الملآن: «وجود اسرائيل ضروري للمنطقة»، مضيفة إنّها ترتاح عندما «تتحدث مع شخص إسرائيلي». بعدها، حاولت ستر الفضيحة ببيانات تتهم المحطة بفبركة القصة. ولم تكن تلك الحادثة المعيبة هي الوحيدة.
سرعان ما دوت فضيحة مجلجلة لدى دخول التلفزيون الاسرائيلي إلى إدلب وتصوير ريبورتاج يظهر مقاتلاً سورياً في «الجيش الحر» يقول إنّه «على استعداد للتعاون مع شارون من أجل إسقاط الأسد» (الأخبار 19/12/2012). بعد ذلك، كشفت اسرائيل عن «ملائكيتها»، عندما زار الصحافي الصهيوني هنريكا تسيرمان «مخيّم الزعتري» ليصنع تقريراً مبكلاً عن زواج القاصرات المؤقت بشيوخ سعوديين في محاولة منه لإقناع العالم بالتعاطف الاسرائيلي مع اللاجئين السوريين (الأخبار 21/12/2013).
كل تلك الخطوات كانت تسير على درب مسموم يرمي إلى استبدال العدو الاسرائيلي الحقيقي بعدو جديد هو النظام السوري، واعتبار التعاطي مع الصهاينة مسألة عادية وربما ضرورية في بعض الأحيان، إلى أن صارت أخبار دخول جرحى المعارضة السورية إلى المستشفيات الإسرائيلية أمراً عادياً. أقلّه هذا ما يظهره التعليق الأخير للمغنية الفلسطينية ريم تلحمي، التي تعدّ من الشخصيات الأساسية في الحالة الموسيقية الفلسطينية، والمعروفة بمواقفها الوطنية ومناهضتها للاحتلال ونشاطها ضد التطبيع معه، لكن ها هي ترى أخيراً أنّ دخول الجرحى السوريين إلى المستشفيات الاسرائيلية أمر مشروع، فالمهم أن تلتئم الجراح! إذ كتبت صاحبة «عاشقة» على صفحتها الشخصية على الفايسبوك قبل يومين: «أكاد أكون متأكدة أنّ هناك مشافي عربية تقوم بواجبها الانساني والوطني تجاه الجرحى السوريين، الذين استطاعوا الخروج من نار الجحيم، لكن لا أستطيع منع نفسي من التفكير في كيفية دخول هؤلاء الجرحى الأعزاء الى الأراضي الفلسطينية المحتلّة التي تسيطر اسرائيل على مداخلها ومخارجها، ليجري استقبالهم في المشافي الإسرائيلية!!». بعد إشارتي التعجب، وقعت تلحمي في المأزق الخطير عندما تابعت بالقول: «لا أهتم بهذا الشأن أكثر من اهتمامي بأن هناك مَن يعالج جرحهم ويضمّده. أهلاً بهم في بلادهم التي هي بلادنا. أهلاً بهم في كل زاوية وفي كلّ هواء. سيشفَوْن وسيكوّنون صداقات ولن يتركهم الشباب والصبايا وسيجدون الحب والترحيب والكرم الفلسطيني الذي لا يختلف عن الكرم السوري، وسنبكي عند عودتهم الى سوريا، كما سيبكون هم، وستكون أجمل الروايات والقصص ليحدّثوا بها أبناءهم وأهلهم عند عودتهم».
وواصلت المغنية الفلسطينة تعليقها بملاحظة شدّدت فيها على وجود الأطباء الفلسطينيين في المستشفيات الاسرائيلية ومدى مهارتهم. لا يمكن تغييب الجانب الانساني لموقف المغنية الفلسطينية، القائم على العاطفة على نحو جعلها تنسى أنها تتحدث عن عدو لا يفتح أبوابه إلا ليحقّق مصالحه الاستعمارية، التي رأينا أنها تنفَّذ على جثث ملايين العرب. ربما على المغنية الفلسطينية أن تحصّن نفسها جيداً، فسذاجة بعض الفنانين العرب والفلسطينيين من أكثر الأدوات التي تخدم اسرائيل أحياناً.
■ https://www.facebook.com/talhamireem?fref=ts
■ تعليق ريم تلحمي على فايسبوك
4 تعليق
التعليقات
-
هذه ليست سذاجة فقط بل هو غشمهذه ليست سذاجة فقط بل هو غشم .. وهو وباء انتشر مؤخرا في أوساط المثقفين ـ بين قوسين ـ الداعمين بكل عواطفهم وجوارحهم البريئة الساذجة للثورة السورية ـ لكن مع غياب وانعدام العقل والمنطق ونسيان ومحو كل ما عرفوه سابقا عن اسرائيل والاستعمار وأدواته وامكاناته ـ .. هي فعلا عظيمة تأثيرات الماكينة الاعلامية على الفنانين النرجسيين المشغولين والمبهورين بذواتهم العظيمة حيث لا وقت ولا ارادة لديهم للتمحيص والبحث عن الحقيقة ، فما أسهل بلع التمثيليات العاطفية المؤثرة المقدمة على طبق اعلام البترول الفضي .
-
!! تأسرلت ؟!!! عيب عليكم ياجماعة.. والله عيب ! لاتجعلوا الأخبار تنضم الى قائمة "الجرائد الصفراء"
-
ليست سذاجةالعديد من الفنانين العرب يغلفون مشاريعهم التطبيعية بغلاف من السذاجة و حسن النية و كلام عن دعم صمود الصامدين. الحقيقة أن هؤلاء يعملون من أجل مصالحهم و المرتبطة الى حد كبير بمتعهدي الحفلات و بالمهرجانات الاقليمية و الدولية و التي يعتبر التطبيع أحد البوابات التي تقود بهذا الاتجاه. البوصلة واضحة للجميع و للفلسطينيين خاصة من يتعامل أو يسوق للتعامل أو يوافق على التعامل مع العدو هو مطبع و خائن لقضيته.
-
ياسادتي الأنبياء ... لاتقتلونا مرّتين !لم ولن أثق يوما بأن يُقدم الكيان الغاصب على أي تصرّف يمكن أن يكون مشكورا ومحمودا وإنسانيّا فكيف وهي الفلسطينيّة التي تتنشّق" إنسانيّتهم "كل يوم !! هل تساءلت الفنانة الفلسطينية عن الضحايا الذين سيقتلونهم بعد رحلة العلاج هذه ولا أظنهم أصيبوا في رحلة إلى الطبيعة ! هل تساءلت عن إنسانية الكيان الغاصب بعلاج المصاب فيما لو كان جنديا سوريا وماسيكون مصيره إن وقع في أيديهم ولماذا لن ينال الرعاية الطبيّة ليعاد إلى بلاده مثلهم حينها أم أن الإنسانية عندهم هي طريق وحيدة الاتجاه ؟! هل تساءلت عن كل التطمينات التي تعطيها الثورة وقادتها منذ بداية انطلاقتها للمحتل الاسرائيلي وعن المصلحة المشتركة بينهما في حال نجحوا في ثورتهم هذه ! مثل هذا الموقف ليس من الإنسانية في شيء إن خيّل لها ذلك فمثل هذا الأمر الذي يقوم به الكيان الغاصب لا يمكن قراءته من خارج سياقه وتبسيطه بهذه القراءة المجتزأة و غير المعمّقة كي لانقول الساذجة وإلا وصلنا بنهاية تحليلها إلى إنسانية المحتل الذي يعالج المصابين ! لن يفيد الإنسانية ولن يزيد منسوب إنسانيّتك سيّدتي تغذية آلة قتلنا بالقتلة ولا نخجل من انسانيّتنا إن تمنّينا لقاتلكم بأن يُقتل مع كل طلوع شمس بل العكس تماما رأفة بإنسانيتنا وحفاظا على ماتبقى منها أمام اختلاط المفاهيم ومنظومة القيم كما بات يفعل كثيرون وللأسف !!