مات حنا مينه (1924 - 2018) أخيراً ودفن أمس في اللاذقية. اختتم «زوربا السوري» رقصته الأخيرة. الحلّاق الذي خاض معارك الحياة بكل خشونتها وقسوتها، وجد نفسه روائياً، وكان عليه أن يروي حكايات الشقاء، ذلك الذي خبره عن كثب، منذ أن هاجرت عائلته من لواء إسكندرون إلى اللاذقية، بعد هبوب ريح الحرب العالمية الثانية وخرائطها الجديدة، تحت وطأة التشرّد والعوز والتيه. عند عتبة دكان الحلاقة المواجه لثكنة عسكرية في مدينة اللاذقية، نشأت تفاصيل العيش، في رحلة طويلة وقاسية، سوف يدوّن وقائعها في معظم رواياته، من دون خشية، أو مراوغة.