استسهال واضح في صياغة الأسئلة وتوزيع الفقرات
لذا يبدو غريباً أن يظهر اسم المقدمة على الشارة كصاحبة فكرة، رغم أن العمل التلفزيوني يفتقر بالمطلق لأي بناء حكائي، أو جوهر يمتاز بالجدّة والرشاقة، أو هيكلية حديثة وخاصة، فكلّ ما نشاهده عبارة عن أسئلة تقليدية مكررة ربما سبق طرحها على الضيف عشرات المرّات خلال مشواره، بخاصة أن هذه الأسئلة ترتبط بماضيه وحاضره ومستقبله، بلا أي ملمح للاجتهاد أو البحث في خفايا وكواليس حياته، أو الشغل على خلق صيغة أسئلة تواكب نشاطه الفني. إضافة إلى ذلك، نحن في استديو كلاسيكي مغلق حتى على الاحتمالات الإخراجية الممكنة، وطريقة حركة الكاميرا التي لا تجد سبيلاً سوى المراوحة بين وجهي الضيفين، لتقتسم عرفة حصتها الوفيرة من الظهور ضمن سياق حالة بصرية مقفرة تماماً، وفقر مطلق على مستوى الفواصل أو الإنسيرتات الجذابة، إلى جانب المزاج الرتيب للفرقة الموسيقية، وتصديرها شعوراً بالملل للمشاهد، كأنها أتت مرغمة إلى الاستديو! لذا لن يبقى أمام البرنامج من رهان سوى شخصية الضيف، وبراعته في الكلام، والكاريزما التي يتمتّع بها، وقد تخوّله وحيداً لأسر المشاهد والاحتفاظ به حتى نهاية الحلقة، خاصة أن البرنامج يطلب من الضيف الغناء لأكثر من مرة بمشاركة مقدّمته، من دون أن يلزم أحداً بذلك. على هذا المنوال، تمكّن النجم أيمن زيدان مثلاً من الاستحواذ على تعاطف وإعجاب المشاهدين لأنه قرر ترك الباب مفتوحاً لعفويته وصدقه وعمق إجاباته، خاصة أنه لم يظهر تلفزيونياً ولا حتى في أدوار تمثيلية منذ مدة طويلة، فإذا به يحصد تنويه عدد من المشاهدين على صفحاتهم الشخصية على الفايسبوك. كذلك تمكّن النجم رشيد عساف منفرداً ببراعته في الروي من إنجاز حلقة مقبولة... لكن وفق التقييم الإجمالي، يأتي «فيه أمل» عبارة عن تجميع مجاملات لفنانين التقيا أمام الكاميرا، ينقصهما الإعداد، والإخراج، واللوكيشن المناسب، والحس النقدي، والهوية البصرية ليصبح اسمه برنامجاً تلفزيونياً.
* «فيه أمل»: كل خميس 21:00 على قناة «لنا»