مقالات مرتبطة
خلال الأشهر الماضية، عادت التلفزيونات إلى التنافس في ما بينها لجذب المشاهد مرة عبر مضامين مبتذلة، ومرة عبر محاولة ركوب قطار العصر، وما يحصل اليوم عالمياً بخصوص «البث الحيّ» (ستريمينغ)، والفيديوات حسب الطلب (VOD). أيضاً، عملت هذه القنوات على إجراء تغيير مستمر لشكل وهيكلية مواقعها الإلكترونية، ومحاولة توجيه التحسين لخدمة المتصفح وتسهيل بحثه ضمن موادها المعروضة («الجديد» جدّدت موقعها الإلكتروني قبل أسابيع)، وإدخال خدمات ومنصات أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي لهذه القنوات. مثلاً، أقدمت «الجديد» على تخصيص منبر للبث المباشر من غرفة الـ «أونلاين» واستضافة شخصيات ومحللين سياسيين، بمعزل عن القناة الأم. لكن، تبقى الخطوة اللافتة إقدام mtv و lbci، على إقفال موادهما، مع فارق أن محطة المرّ تشترط فقط الاشتراك عبر البريد الإلكتروني لتكون برامجها متاحة للمشاهدة، وحتى أرشيفها، بخلاف «المؤسسة اللبنانية للإرسال». فالأخيرة فرضت اشتراكاً شهرياً (4.99 دولار)، وسنوياً (54.99 دولار) مقابل دخول المتصفح لمشاهدة أي برنامج حديث أو مؤرشف، عدا طبعاً، كلفة البث الحيّ المباشر. تأتي خاصية الدفع المسبق «بريميوم»، ضمن مناخ عالمي سبق لبنان بأشواط، عبر بيع المحتوى أو احتكاره ضمن منصات مخصصة أكان للموسيقى أو حتى الفيديو. لكن يبقى السؤال: هل ستنجح القنوات لا سيما lbci، في خطوتها هذه، في ظل تراجع دور التلفزيون، وولوج النشطاء على المنصات الافتراضية واستقرارهم هناك. علماً أنّ lbci أغفلت الأوضاع الاقتصادية الراهنة. وفي حال اعتبر مبلغ الاشتراك زهيداً، هل يعتقد المشاهد أنّ ما تقدمه القنوات من محتوى يستأهل فعلاً بيعه؟! طبعاً، الأجوبة ما زالت مبكرة في انتظار قرار بقية الشاشات في حذو زميلتيها، أو تراجع القناتين عن الخطوة، أو أقله lbci التي تطلب مقابلاً مادياً للمشاهدة. فواقع القنوات المحلية، لم يصل بعد إلى مصاف كبريات الشركات العالمية التي تحتفل هذه الأيام بانضمام الملايين إليها كمشتركين، لما في عروضها من إغراء حقيقي جاذب.