وُلدت فكرة «الستاند آب كوميدي» لدى علاء من «مهرجان لوند الكوميدي» في السويد، حين استطاعت مؤسِّسة «شبكة المهاجرين الاسكندناڤيين للضحك»، فيروز تميمي، إدراج ليلة عربية في المهرجان. تواصلت تميمي مع علاء للمشاركة في مسابقة اختيار كوميديين عرب، فشارك وحصل على المركز الأول. هذا النجاح كان بالنسبة له «تجربة لطيفة» لا أكثر، ولم يفكر أن يبني عليها عملاً أكبر. لكنه يروي أنه حين نشر ڤيديو العرض على فايسبوك، تلقى ردود فعل إيجابية جداً من الناس، فبدأ يفكر بإقامة عروض «الستاند آب».
يقول علاء إن الانتقال من النشاط على السوشال ميديا إلى خشبة المسرح كان مرعباً، وإنه لا يزال يشعر بهذا الرعب قبل كل عرض. لكنّ متعة هذه التجربة تضاهي رعبها بالنسبة له، خصوصاً أن الناس الذين يحضرون إلى المسرح يتفاعلون معه مباشرةً، من دون نسيان أنه لولا السوشال ميديا لما استطاع الوصول إلى إقامة هذه العروض.
الليلة، يقف علاء على خشبة «مسرح المدينة» في بيروت، للمرة الأولى، أمام جمهورٍ يعرفه جيداً، حيث استطاعت الزاوية المختلفة التي قارب علاء عبرها مواضيع عدة، أن تنال اهتمام اللبنانيين، بالإضافة إلى الفلسطينيين والعرب في بيروت الذين يتهيّأون لمشاهدة علاء «لايڤ».
عرض بيروت سبقته عروض في مدن عدة بينها القدس، حيفا، عمان، السويد، لندن وڤيينا، إلى جانب عرض قدمه ليلة أمس في الدوحة. يؤكد علاء أن عرض الليلة سيحتوي في البداية على ربع ساعة خاصة ببيروت التي يزورها للمرة الثانية. أما الجزء الأكبر، فهو مخصص للحديث عن تجربة انتقاله من القدس و«المنطقة عموماً» للعيش في السويد، مع إبراز الفرق بين الواقعين.
يفضل عدم التطرق لمواضيع معيّنة في أعماله مثل الدين والجنس
لم يكن في بال الشاب المقدسي أنه سيصبح وجهاً معروفاً في مجال الكوميديا العربية. رغم الطفرة التي شهدها هذا المجال خلال السنوات الأخيرة، تبقى الأسماء التي تقدّم «الستاند آب كوميدي» في العالم العربي معدودة، خصوصاً تلك التي نجحت في تقديم محتوى مختلف وذكي. نجح علاء في أن يحجز مكاناً متقدّماً له ضمن هذا النوع، لخفّة دمه أولاً، ولكون المادة التي يقدّمها متعالية عن الأفخاخ التي يسقط فيها عادةً كوميديّون عرب كثر (عرض «نتفلكس» لعادل كرم نموذجاً).
في هذا السياق، يقول علاء إنه يفضل عدم التطرق لمواضيع معيّنة في أعماله مثل الدين والجنس. كما أنه يرى أن الكوميديا يجب أن تخضع لضوابط، الأمر الإشكالي بالنسبة لصنّاع الكوميديا في العالم لا سيما في العقد الماضي، خصوصاً مع صعود نجم الصوابية السياسية، والسؤال المتكرر عن علاقتها بالسخرية مع الخوف الدائم من أن تتغذى هذه الأخيرة من مواضيع لا تخضع لمعايير هذه الصوابية. بالنسبة لعلاء، لا بدّ من «ضوابط أخلاقية» للمادة التي يقدّمها: «ممنوع تركب على ظهر الفئات الضعيفة والمهمشة، مثل المرأة والأقليات بكل أشكالها»، مضيفاً «إذا مش قوي كفاية تعمل كوميديا من دون ما تطلع على ظهر غيرك، الأفضل تعمل شي تاني».
* «ستاند آب كوميدي» مع علاء أبو دياب: 18:00 بعد ظهر اليوم ـــ «مسرح المدينة» (الحمرا ــــ بيروت). للاستعلام: 01/753010