في سنواته الأخيرة، انكفأ في منزله في حمص، منكبّاً على كتابة سيرته، بعدما لم تلق دعواته لنبذ العنف الأهلي وتجنب الكارثة أي استجابة. أول من أمس، رحل وووري ثرى أرضه التي غالبته دموعه عليها ذات يوم من عام 2015 حين استحضر صورة الخراب الذي سوّاها بالأرض، جارفاً آلاف السنوات من الحضارة. تعددت انعطافات المفكر السوري الذي خاض في قوسٍ مفتوح من الفكر القومي إلى الماركسية وصولاً إلى التصوّف. ارتكز مشروعه على أنّ الفكر العربي جزء من سيرورة الفكر الإنساني، وبالتالي يمكن إخضاعه للمنهج المادي الجدلي، وكذلك رفض المركزية الأوروبية. قضايا أخرى حارقة عالجها في مؤلفاته مثل الاستبداد السياسي والعقم المعرفي والغيبوبة الفكرية.