لم تمرّ ساعات على بيان lbci حتى نشرت قناة mtv على صفحاتها على السوشال ميديا بياناً، معلنةً فيه بأنه «جرى التنسيق منذ صباح اليوم (أي الجمعة) بين mtv و lbci و«الجديد» لإصدار موقف مشترك من تغطية كلمة نصر الله، وقد رحّبت mtv بهذا الأمر. علماً أنّها كانت تمتنع حصراً عن نقل إطلالات السيّد المسائيّة، بسبب البرمجة الليليّة التي لا يجوز للسياسيّين احتكارها» على حد تعبير المحطة. وتابعت: «إلا أنّ المحطة فوجئت بموقف صادر عن lbci عبّرت عنه في بيان أعلنت فيه عن مقاطعة جميع السياسيّين، وهي سعت من خلال ذلك كي لا تظهر في موقع المقاطع لنصر الله، في وقت تراجعت فيه «الجديد» وقرّرت النقل المباشر». وختمت mtv بيانها بأنّ «مواقفها مبدئيّة وليست استلحاقيّة، ولا، خصوصاً، شعبويّة. وهي لا تتراجع خوفاً ولا تقدم ارتجاليّاً».
من يعرف حقيقة الخلافات الإعلامية بين قناتَي mtv وlbci، يلفت انتباهه أمر واحد في بيان mtv، هو الحديث عن تنسيق بين رئيس مجلس إدارة lbci بيار الضاهر والمرّ. في اتصال مع «الأخبار»، ينفي الضاهر ما ذكره بيان mtv، قائلاً «اتصلت بنائبة رئيس مجلس إدارة «الجديد» كرمى خياط فقط، لأعلمها بخطوتي بمقاطعة جميع السياسيين من دون استثناء وليس كلام السيد فقط. لكن «الجديد» قرّرت المضي ببث أخبار جميع السياسيين، وهذا الأمر يعود لها. أما بالنسبة إلى قناة mtv، فلم يحصل أي اتصال أو اتفاق بيني وبين المرّ».
خلال التظاهرات، فتحت mtv هواءها لرئيس حزب القوات سمير جعجع
يعلل الضاهر خطوة مقاطعة السياسيين، بأن الانفجار الذي حصل، يحتاج إلى خطوة إعلامية قوية ريثما تتضح حقيقته ويتم اعتقال المجرمين، نافياً في الوقت نفسه التعتيم على نواب أو وزراء حزب الله فقط، ومؤكداً أنّ قراره يشمل جميع السياسيين من دون استثناء، وليس موجهاً ضد جهة سياسية معينة. وفي متابعة لبيان mtv، فقد سقطت عند امتحانها الإعلامي الأول. خلال التظاهرات أول من أمس، فتحت mtv هواءها لرئيس حزب القوات سمير جعجع خلال وجوده في منطقة ساسين في الأشرفية. كذلك نقلت كلام النائب سامي الجميل خلال تأبين الأمين العام لـ«حزب الكتائب» نزار نجاريان الذي قضى في انفجار مرفأ بيروت. وعرضت استقالة النائب نديم الجميل. بهذه الخطوة، تكون mtv قد قررت استكمال حربها على حزب الله، هي التي جنّدت مراسليها وبرامجها وعلى رأسها برنامج «صار الوقت» (مرسال غانم) للتحريض على الحزب.
في هذا السياق، تشير مصادر مطلعة لـ «الأخبار» إلى أنه يتضح من بيان mtv ونقلها لليوم التالي كلمتي جعجع والجميل، بأن المرّ يستطيع أن يخرج من عباءة أي سياسي باستثناء جعجع الذي يقدّم له الدعم المالي. وتشير إلى أن mtv تسعى لتقديم أوراق اعتماد إلى الدول الخليجية، بأنها ستوظف كل جهدها في استهداف حزب الله، وهي تسعى بذلك لاستقطاب كلّ دعم مالي خارجي قد يخصَّص للإعلام اللبناني في المرحلة المستقبلية في مقابل خدمة أجندات خليجية ودولية تستهدف الحزب وتحالفاته، خصوصاً أنّ ماكينة أبلسة الحزب انطلقت منذ اللحظة الأولى لانفجار المرفأ في الإعلام الخليجي، والسعودي تحديداً، قبل أن تمتدّ إلى بعض الإعلام اللبناني الإلكتروني والمرئي.