لا سجادة حمراء، لا نجوم يرتعشون في البرد، لا فساتين ولا توكسيدو، لا صالات مكتظّة، لا شاشة كبيرة بيضاء، لا مصوّرين ولا حشود كبيرة وطوابير أمام قصر البرليناله في ساحة بوتسدام هذا العام! كان الانتظار في زوايا الأحياء، ورؤية الجمهور المتحمّس، يضحك أو يبكي شيئاً مفرحاً. نعم، برليناله جميلة، حتى في الحزن. جمهور في كل شارع، يتجول الناس بعضُهم مع بعض، يدفّئون أنفسهم أثناء الانتظار، لأن الانتظار جزء من البرليناله، ومن المدينة. بهذه الطريقة، تجبرنا برلين على التوقف، والتحدث مع الغرباء حول الدراما والكوميديا والرعب التي شاهدناها للتوّ، والضحك على أفلام سيئة جداً يقدمها المهرجان كل عام. يبدأ النهار برؤية برنامج المشاهدات، مناقشات الأفلام المعروضة من بلاد الشرق الأدنى والأقصى والجنوب والشمال والغرب. ننتقل من فيلم روائي في الصباح إلى الوثائقي في الظهيرة، ونشاهد مفاجأة غير متوقّعة في المساء. برليناله يحمل اسم برلين، لأنه يشبهها... ودّي ومنفتح على العالم. العيون هناك مفتوحة على مصراعيها، الأعراق كثيرة والجميع فضوليون، يفكرون في العالم الكبير، الذي يجعله الجمهور أصغر وأصغر، ويأخذه معه إلى الصالة ويعيد اكتشافه بانفتاح كبير، على شاشة عظيمة في السينما. للمرة الأولى منذ 71 عاماً، لن يقام «مهرجان برلين السينمائي الدولي» بالصيغة التي نعرفها بسبب أزمة فيروس كورونا. فما هي التغييرات التي فرضها الوباء؟ وما الذي نتوقّعه من الدورة الحادية والسبعين؟