حبرُ الشاعرِ سمُّ حياتِه. إنْ لم يَنطقْهُ ماتَ به. حِصْنُ الشاعر كَوَكْرِ خنفساءِ المزابل معمولٌ من نفاياتِ أصحابِهِ ومُبْغِضيه. لأنهُ مسكونٌ بالأبديّةْ الشاعرُ لا يولدُ إلّا في تابوتِه ولا يموتُ إلّا في مَهْدِه. بعدَ أنْ لم يبقَ لديهِ من الوقت ما يُضَيِّعهُ على التفكير في صناعةِ موتِهْ، يبدأ الشاعرُ بالتفكير في حياتِهِ التي دَفَنَها، منذ يومِهِ الأوّل، تحتَ أقدامِ مُشَيِّعيه. لطالما قلت: «الشاعرُ غلطةْ»... قلتُ، وأُكَرِّر. قلبُ الشاعر في أنفاسِهْ: بين زفرةٍ وزفرةْ تضيعُ الحياة. ارحموه! ارحموه، وأَشْفِقوا على خيبتِه! : في الطريقِ إلى ما تتوّهمون أنَّها السماوات لا يصلُ الشاعرُ إلّا إلى الهاوية. | أنصِتوا إليه جيّداً! حين يقولُ الشاعرُ: «أُحِبّ...» فهذا يعني أنه يتوسّل: «أيها الناس، أنا جائعٌ إلى حبّ...». وحين يصرخ: «يا أمّي!...» فهذا يعني أنّهُ يصلّي لهلاكِ جميع طغاةِ الأرض ونجاةِ جميعِ يَتَاماها. : الشاعرُ غصَّةُ يتامى. بين يومٍ ويومْ بين هنيهةٍ وهنيهةْ يقطعُ الشاعرُ آلافَ المحيطاتِ وآلافَ الأوديةْ على أملِ أنْ يعثر على العُشْبةِ الإلهيّة التي، إذا دُسَّت في طبقِ الجائرِ... مات وإذا شَمَّها المغلوبُ قال: يا ربّي! لقد آمنتُ بقُدرتكْ. للقاتلِ بيتٌ وقبرْ. للعاهرِ بيتٌ وقبر. للدابّةِ بيتٌ وقبر. للكاهنِ، والكافرِ، والملكِ، والصعلوكِ، والمهرّجِ، وسارقِ الماشيةِ... بيتٌ وقبر. للشاعرِ بيتٌ واحد: ما يَحْلمُه. وقبرٌ واحد: الحياة. .... بيتُ الشاعرِ: العدم. وقبرُهُ: الأبديّةْ. خافوه! خافوا خوفَهُ، وصمتَهُ، وأحلامَهْ! خافوا حيرةَ أصابعِهِ وعينيه ... وخافوا دمعتَهْ! دمعةُ الشاعر نذيرُ خرابِ العالم. 12/10/2012 |
1 تعليق
التعليقات
-
رائع أيّها الشّاعر النّبيلرائع أيّها الشّاعر النّبيل