أُدخِلت الواقعية السحريّة والرسومات والـ «ستوب موشن» لتخفيف قسوة ما يُروى
أدخلت مازلو الواقعية السحرية والرسومات والـ «ستوب موشن» والكاميرا الثابتة لتخفيف قسوة ما يُروى، لكن غاب عن بال المخرجة أن ما يُروى خفيف في الأصل. حتى الحرب لا نراها، نسمع أصوات القذائف من حين إلى آخر (لم يصوَّر الفيلم في لبنان، ولا نرى بيروت إلا من خلال الصور أول الفيلم). حاولت مازلو استعمال الرمزيات والاستعارة لتنقل فكرة أو عاطفة ما، ولكنّ هذه الرمزيات فضحت أفق الخيال المحدود للفيلم. شريط مليء بالكليشيهات، التي تستحيل مثيرة للسخرية في لحظة ما: عندما وصلت أليس إلى لبنان، استقبلتها أرزة، هذه الأرزة نراها بين الحين والآخر تمشي في الطريق بينما تحاول كل ميليشيا إبقاءَها إلى جانبها. المقاتلون يلبسون أقنعة حيوانات، والسياسيون أقنعة ذئاب. عندما تصلي أليس، تصلي لآلهة المسلمين والمسيحيين والدروز واليهود والبهائيين والأقباط وكل ديانة موجودة على الأرض. حشت المخرجة الفيلم بكل شيء متعلق بالحرب: الخطف والقتل والهجرة مواضيع مرّت عليها المخرجة بلا أدنى محاولة للتعمّق فيها. لا يهمّ، المهم فقط بثّ روح الأمل وقوة ووحدة الأسرة والقيم المناهضة للحرب. مخرجة لا تعرف شيئاً عن تاريخ لبنان وحاضره، ولا مشكلة بهذا، ولكن المشكلة تكمن في الادّعاء. قوات الردع العربية التي دخلت إلى لبنان عام 1977، بنظر المخرجة هي قوات حفظ سلام سورية، يدخل جنودها البيوت ويفتشون كل شيء ويجلسون ويأكلوين ويصرخون على أهل البيت باللهجة السورية باسم حفظ السلام!
لا شيء جيداً في الفيلم لا القصة ولا السيناريو ولا الصوت ولا التصوير ولا التمثيل. على الرغم من أن الممثلة الإيطالية ألبا روهراوشر ممتازة ورأيناها في أعمال أوروبية كبيرة، ولكن في شخصية أليس لم تكن هي نفسها، وبالطبع لا ندري لماذا الكاتب اللبناني وجدي معوض لا يزال يمثل؟!
في «تحت سماء أليس» كأننا أمام درس في الوطنية والانتماء. استعملت المخرجة السينما على أنها رسالة حبّ ومحبة وإخاء وسلام، السينما ليست رسالة ولا أيّ فن آخر.
Sous Le Ciel D’alice:
ابتداءً من 2 كانون الأول في «غراند سينما» (الأشرفية)