قرأت الكتاب، رأيت فيه بما يرى الرائي، أنها ستموت. كتبت لها، واتصلت بها تلفونياً: صباح أريد أن أرى صور القطط والكلاب والقرميد وأناقتك ولغتك الحادة الجارحة من ألم الأصدقاء، لا موتك. كانت تنصحني: أيها الكردي، اشتقت إليك وإلى مناكفاتك، دعني أمتْ بسلام، تعال ثانية إلى جحيم بيروت، لأننا لم نلتق كثيراً، لتلتقي أختك الشاعرة التي تحبها. كانت ستأتي إلى قبرص، ولم تأتِ: المرض.
ربع قرن فصلنا عن بعضنا بعضا؛ ربع قرن من الكتابة والصداقة.
صباح، تعالي إلي وخذيني إلى محلات البالة في صبرا. لقد أضعتُ حقيبتي في إسطنبول. ليس عندي غير الجينز المقطوع. كنت أقول لها كل يوم في بيروت.
كتبتْ الشعر بروح القديسين والزهاد والنساطرة وتراتيل الملائكة على روحها الهاجعة الآن في الملكوت.
هللويا يا قرميد بيتك اليتيم. يا أختي صباح زوين، أنا الذي أخوك الكردي الشاعر، من ربع قرن، وحتى رحيلك.
سأزورك أيتها الشاعرة، الشاحبة في الموت. اكتبي لي على الفيسبوك: كيفك؟ أنا عم أتعالج الآن. لا تعتل همي.
* شاعر سوري مقيم في السويد