وكانت «صوت بيروت انترناسيونال» قد عانت قبل عام تقريباً من مشكلات مالية أدّت إلى تأخر دفع رواتب الموظفين، قبل أن يعالج الحريري المشكلة ويبدأ، منذ ثلاثة أشهر، بدفع الرواتب المستحقة تباعاً. لكنّ حالة الهدوء التي تشهدها المنصة التي يشكّل هدفها الأساسي التصويب على فريق سياسي على حساب آخر، وصلت إلى نهايتها، إذ سيعلن قريباً عن خطوات باشر الحريري باتخاذها بعد ترجمتها على أرض الواقع. في هذا السياق، تلفت المعلومات لنا إلى أنّ الحريري فتح ملف الفساد الذي يعشّش في المنصة، ففي شهر تموز (يوليو) الماضي، اتخذ قراراً بفكّ تعاقده مع جيري ماهر الذي شغل منصب مستشاره الإعلامي لفترة طويلة.
جيري ماهر ممنوع من دخول لبنان بسبب التطبيع مع العدو الإسرائيلي
لكن هذه الخطوة لم تكن سهلة، لأنّ ماهر ممسك بملفّات المنصة المالية. وكانت شبهات الفساد انتشرت في أروقة المنصّة بسبب ميزانيتها المرتفعة وتعاقداتها الإنتاجية مع قناتَي lbci و mtv، في حين أنّها فشلت في تحقيق طموح الحريري الإعلامي. بالتالي، انعكس ذلك سلباً على طموحات بهاء الحريري السياسية، آخرها فشله في الانتخابات النيابية الماضية. على الضفة نفسها، تشير المصادر إلى أنّ الخلاف بين الحريري وماهر وصل إلى أعلى مستوياته، ونتج عنه توكيل الثنائي لمحاميين في لبنان للقيام بالإجراءات القانونية بهدف فك الشراكة بينهما. لكن لغاية اليوم، لم تتحقّق تلك الخطوة، بسبب مطالبة ماهر بتعويض مالي كبير في مقابل رفض الحريري. من المتوقع أن تستغرق تلك المعاملات بعض الوقت، وخصوصاً أن ماهر ممنوع من دخول لبنان بسبب التطبيع مع العدو الإسرائيلي.
في مقابل متابعة فكّ شراكته مع ماهر، وضع الحريري خطة إعلاميةً لإعادة إطلاق «صوت بيروت انترناسيونال» بحلّة مغايرة عن نسختها الحالية، ليكون عنوانها الأساسي البرامج الاجتماعية والسياسية التي تعزز حضوره على الساحة، على أن تعمل تلك المشاريع على تلميع صورة الحريري، في ظل التطورات والتغيرات التي تشهدها الملفات الداخلية اللبنانية وانتهاء الحريرية السياسية. وتكشف المعلومات أنّ تلك الخطة تقوم على إجراء نفضة وصرف عدد من الموظفين في المنصة ممن كانوا من معسكر جيري ماهر. على أن تتسلم المنصة إدارة جديدة بعيدة عن تلك القديمة، كما سيجري التعاقد مع أسماء جديدة من مختلف المجالات الإعلامية والإنتاجية.