في هذا السياق، أطلّت كارول عبود في الفيديو الذي انتشر على صفحات السوشال ميديا، وهي تلفّ الكوفية الفلسطينية حول رقبتها. تقول بثقة إنّ «غزة تقاتل، وغزة هي النفق والضوء، هي الرؤية والقيامة، موعد الصبح وشوق اللقاء». عبود حالها كحال باقي زملائها الذين ظهروا تباعاً في الكليب المصوّر، معلنين وقوفهم إلى جانب أطفال غزة. لم يكن المقطع المصوّر قراءة شعرية فقط، بل أيضاً مليئاً بالإحساس الذي يُتقنه أولئك الممثلون الذين يعملون في المسرح. هكذا سجّلوا رأياً صريحاً، بعيداً عن المواقف الرمادية والمصطنعة التي تسيطر على الساحة الفنية.
من جانبها، تقول المنتجة نيكول كاماتو في اتصال معنا إنّ فيديو «غزة النفق… غزة الضوء» هو تحية من الممثلين اللبنانيين إلى غزة، يكتنف موقفاً شجاعاً يرفض لعب دور الضحية، بل توصيف الحالة الإنسانية والنضالية في غزة. وعن كيفية اختيار الفنانين المشاركين في الكليب المتقشّف، توضح كاماتو أنها خرّيجة «المعهد العالي للفنون المسرحية» وتربطها علاقة صداقة بزملاء لها، وقد عرضت عليهم الفكرة، فلقيت إعجابهم. وتضيف المنتجة: «لا يتضمّن العمل استعراضاً في الملابس أو الأداء، بل هو هادئ مليء بالمشاعر ويروي حقيقة ما عايشه أهل غزة من إبادة ومجازر، ولكنهم في النهاية انتصروا ولا يزالوا يقاومون».
العمل هادئ مليء بالمشاعر يروي حقيقة ما عايشه أهل غزة
في المقابل، لا تنكر كاماتو أنّ الفيديو جاء في توقيت متأخّر، أي بعد مرور 50 يوماً على محرقة غزة. تؤكد أنه منذ اليوم الأول للعدوان، يشعر معظم الفنّانين اللبنانيين بأنهم في حالة عجز إزاء الجرائم التي تُرتكب في غزة. كما كانوا يردّدون طوال الوقت بأنه يجب أن يقوموا بأيّ خطوة فنية دعماً لأهل غزة. تختتم كاماتو حديثها بالتأكيد «أنه رغم الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان، وانشغال الممثّلين بأعمالهم، ولكننا استطعنا أن نوجّه تحية إلى أهل غزة. عرضت التحية على صفحات السوشال ميديا، وربما في القريب ستُبثّ على شاشات التلفزة».