من جانبها، لا تزال القنوات الخليجية والعربية مستقرة في مناطق جنوب لبنان من بينها «الجزيرة» القطرية و«العربية» السعودية و«التلفزيون العربي» القطري و «سكاي نيوز» الإماراتية، إلى جانب قناة «الغد» المصرية و Rt الروسية الناطقة بالعربية و Trt التركية. يواكب هذا الإعلام الحدث الجنوبي، ولكن بوتيرة أخفّ مما كانت عليه عند انطلاق الاشتباكات من دون إعطاء الخبر المحلي أي مساحة لافتة. إذ تكتفي تلك المحطّات بتقارير وريبورتاجات سريعة حول الوضع في جنوب لبنان، فيما تتقاسم الشاشة مجموعة مراسلين محليّين وفلسطينيّين للوقوف على آخر التطوّرات في غزة وربطها بالحدث الجنوبي. وتكشف المعلومات أنّ قناة «الحرة» الأميركية الناطقة بالعربية التي تملك مكتباً في بيروت، تركت مناطق الجنوب كلّياً بقرار أميركي سياسي بهدف التعتيم على الأهداف التي يحقّقها المقاومون في الجنوب.
على الضفة الأخرى، لا تزال «الميادين» و «المنار» تحافظان على التغطية نفسها التي تميزتا بها من اليوم الأول من عملية «طوفان الأقصى». وتركّز القناتان على تغطية تفاصيل الاشتباكات الدائرة في الجنوب، وتكشفان خسائر العدو في تلك المعارك، إلى جانب عرض تقارير إنسانية واجتماعية من المناطق الجنوبية اللبنانية المستهدَفة.
تركت قناة «الحرة» الأميركية الجنوب كلّياً
من جانبها، تمارس غالبية القنوات المحلية سياسة التعتيم على الحدث الجنوبي، فقد خفّ وهج تغطية هذه الشاشات من بينها «الجديد» و lbci و mtv التي لا تركز على مناطق الجنوب إلا لتغطية حدث كبير فقط. ولوحظ أخيراً غياب القنوات اللبنانية عن القصف الإسرائيلي المكثّف الذي استهدف منطقة عيترون (جنوب لبنان) قبل أيام، إلى درجة أنّ السكّان القاطنين في العاصمة اللبنانية لما عرفوا بالاستهداف لولا منصّات التواصل الاجتماعي وصور الدمار التي انتشرت عليها من موقع الحدث. وتوضح المصادر أنّ تلك القنوات ابتعدت عن الوضع الميداني والعسكري في الجنوب، صوب قراءة الحدث السياسي وانعكاس الاشتباكات على الملفّات السياسية الداخلية والخارجية.
على الجانب الآخر، تشير المعلومات إلى أنّ القنوات المحلية تواجه مشكلةً من نوع آخر تمنعها من تغطية الحرب، هي الأزمة المالية، إذ لم تخصّص ميزانية لتنقّل المراسلين في مناطق جنوب لبنان، بحجّة أنّ الحدث نفسه تعيشه تلك المناطق منذ ثلاثة أشهر. في المقابل، تشير المعلومات إلى أنّ التعتيم الإعلامي على الساحة الجنوبية يصبّ في مصلحة العدو الذي يريد ارتكاب جرائمه بعيداً عن الكاميرات وأنظار العالم. وتلفت مصادر إلى أنّ تلك المناطق لا تزال تشهد معارك طاحنة، وبالتالي لا يمكن إطفاء الكاميرات والتصرّف على أنّ الوضع على طبيعته هناك، خصوصاً أنه لا يزال هناك شهداء يسقطون في تلك المناطق، إلى جانب صمود أهالي مناطق الجنوب وبقائهم في منازلهم رغم الظروف الصعبة التي يمرّون بها.