هادا يوم مَ إجانا إخلاء للشجاعية ورحنا على الزهراء، قعدنا 4 أيام عند خالي وبعدها قررنا نرجع عَ الشجاعية وإنّه خلص ما دخلوها برّي.
رجعنا الصبح عَ الساعة 8 أو 7، مش فاكرة التاريخ منيح… ما كان في غيرنا بالشارع، بس رجعنا نرتب ونعزّل وغيره. وبعد 4 ساعات رجعوا بيت عمي عَ الشارع، ويومها قررنا ننام ببيت واحد عندهم. بعد المغرب حَكَت والدتي إنّه لا خلص هنضل بالبيت، وبعد قصف المعمداني قررت إنّه خلص الوضع حَ يهدا وأكيد بعد المجزرة، مش هيعملوا إشي ويمكن كم ساعة وتوقف الحرب.
نمنا بغرفة بوسط البيت كلنا، ع الساعة 12 بلّش قصف قوي جداً وصوت الصواريخ ما بحياتنا سمعناه… حزام ناري لمدة 10 ساعات، بتحسّ بالصاروخ لما ينزل من الطيارة لحد ما ينزل بالبيت وكل إشي ينفجر والشظايا تطير… من قوة القصف كل إشي كان يِنهزّ، حتى التخت كان يتحرك من مكانه.
أهلي كانوا كلهم نايمين وأنا صاحية لحالي. الشبّاك قبالي وكل ما اتطلع لاقي في نار من كل مكان. المكان عتمة ورغم هيك كأنّه صار الصبح من النار… بَحاول أصحّي بأهلي محدّش بيرد، كلهم نايمين رغم إنّه القصف قوي، بعرفش كيف ناموا وقتها، كل شوية بحكي لإمي إنتِ شايفة إلّي أنا شيفاه؟ إنتِ سامعة؟
بتحكيلي آه سامعة وشايفة، إيش نعمل طيب؟ بعدها أخويا صِحي وحكى إنّه بدّه يكلّم ابن عمي يفتح الباب ونروح عندهم كلنا. بيت عمي التانيين كانوا عندهم من قبل، كانت الساعة 2 وقتها، وبعدين صحي والدي وإجا عنا وقف ع باب الغرفة صار يحكي: والله ما عرفت أنام.
فجأة بْنِطّلع عَ الشباك في طيارة غربية، صوت مراوحها عالي كتير وقريب. قمنا سكّرنا الشبابيك وطفينا كل الليدات بسرعة. واقفين كلنا بالغرفة والدنيا عتمة بِنحاول نشوف أغراضنا المهمة ناخدها معنا ونروح عند بيت عمي: «عنده زي بودرم» اللي هو طابق أرضي تحت البيت وفي غزة هذا بيشبه «الملجأ» في مرحلة من المراحل.
زاد القصف أكتر وقتها والطيارة لسا حوالينا. قررنا نطلع واحد واحد وبهدوء جنب الحيطة. أخويا طلع أوّل واحد فتح الباب وابن عمي عند بيته فتح الباب برضو. طلَّعْنا خواتي أوّل إشي، وبعدها إمي ووالدي. لما إجيت أطلع أنا وأخويا صار في قصف قوي جداً وقريب كنّا عَ الباب.
الدنيا كلها صارت نار… كل إشي ولّع، كل إشي اهتزّ بالبيت والشظايا وصلتني أنا وأخويا، راح هو حماني بضهره لحد مَ وصلنا بيت عمي. طلعنا فوق عندهم أوّل إشي كل شبابيكهم مفتوحة، النار من 4 اتجاهات حوالينا… فجأة صار في صوت حيطة بالشارع عنّا بتِتكسّر.
نزلنا لتحت بسرعة، شبابيك الدرج مفتوحة وطيّارة الكواد كابتر قريبة أكتر، عمّي ما كان بيعرف عنها، فكان ماسك كشّاف وبيضوي وإحنا بنِصرخ إنّه يطفيها… لحد ما نزلنا تحت بسرعة، وضلّينا قاعدين كلنا ما نمنا، بِنْطلِّع ببعض، أنفاسنا مكتومة، الدنيا عتمة، والطيّارة من كل الاتجاهات بتقرّب من البيت وبتروح.
والحزام الناري إلّي ما بيتوقف وكل إشي بيهزّ، وصوت الشظايا بينزل على الشارع، لحد ما قصفوا ورانا وكل الشبابيك تكسرت.
ضلّينا لا صوت ولا حركة لحد ما طلع الصبح وبعدها قرّرنا نضل ليلة وحدة وتركنا الشجاعية.
شهادة «آيات» من حي الشجاعية عن نجاتها وعائلتها بأعجوبة ونزوحها إلى مدينة رفح، نشرتها مدوّنة «حكايا غزّة» التي انضمت أخيراً إلى الفضاء الافتراضي وفاءً لوصية الأكاديمي والكاتب الفلسطيني الشهيد رفعت العرعير (1979 ـــ 2023) بضرورة نشر القصص عن فلسطين وغزة. وكان العرعير قد استُشهد الأسبوع الماضي مع أفراد من عائلته في غارة إسرائيلية بعدما رفض مغادرة شمال القطاع. أخذ العرعير على عاتقه مساعدة جيل من الكتّاب الغزاويّين الشباب اعتمدوا على الكتابة بالإنكليزية لإيصال سرديّتهم الفلسطينية وقصّتهم إلى العالم.
رجعنا الصبح عَ الساعة 8 أو 7، مش فاكرة التاريخ منيح… ما كان في غيرنا بالشارع، بس رجعنا نرتب ونعزّل وغيره. وبعد 4 ساعات رجعوا بيت عمي عَ الشارع، ويومها قررنا ننام ببيت واحد عندهم. بعد المغرب حَكَت والدتي إنّه لا خلص هنضل بالبيت، وبعد قصف المعمداني قررت إنّه خلص الوضع حَ يهدا وأكيد بعد المجزرة، مش هيعملوا إشي ويمكن كم ساعة وتوقف الحرب.
نمنا بغرفة بوسط البيت كلنا، ع الساعة 12 بلّش قصف قوي جداً وصوت الصواريخ ما بحياتنا سمعناه… حزام ناري لمدة 10 ساعات، بتحسّ بالصاروخ لما ينزل من الطيارة لحد ما ينزل بالبيت وكل إشي ينفجر والشظايا تطير… من قوة القصف كل إشي كان يِنهزّ، حتى التخت كان يتحرك من مكانه.
أهلي كانوا كلهم نايمين وأنا صاحية لحالي. الشبّاك قبالي وكل ما اتطلع لاقي في نار من كل مكان. المكان عتمة ورغم هيك كأنّه صار الصبح من النار… بَحاول أصحّي بأهلي محدّش بيرد، كلهم نايمين رغم إنّه القصف قوي، بعرفش كيف ناموا وقتها، كل شوية بحكي لإمي إنتِ شايفة إلّي أنا شيفاه؟ إنتِ سامعة؟
بتحكيلي آه سامعة وشايفة، إيش نعمل طيب؟ بعدها أخويا صِحي وحكى إنّه بدّه يكلّم ابن عمي يفتح الباب ونروح عندهم كلنا. بيت عمي التانيين كانوا عندهم من قبل، كانت الساعة 2 وقتها، وبعدين صحي والدي وإجا عنا وقف ع باب الغرفة صار يحكي: والله ما عرفت أنام.
فجأة بْنِطّلع عَ الشباك في طيارة غربية، صوت مراوحها عالي كتير وقريب. قمنا سكّرنا الشبابيك وطفينا كل الليدات بسرعة. واقفين كلنا بالغرفة والدنيا عتمة بِنحاول نشوف أغراضنا المهمة ناخدها معنا ونروح عند بيت عمي: «عنده زي بودرم» اللي هو طابق أرضي تحت البيت وفي غزة هذا بيشبه «الملجأ» في مرحلة من المراحل.
زاد القصف أكتر وقتها والطيارة لسا حوالينا. قررنا نطلع واحد واحد وبهدوء جنب الحيطة. أخويا طلع أوّل واحد فتح الباب وابن عمي عند بيته فتح الباب برضو. طلَّعْنا خواتي أوّل إشي، وبعدها إمي ووالدي. لما إجيت أطلع أنا وأخويا صار في قصف قوي جداً وقريب كنّا عَ الباب.
الدنيا كلها صارت نار… كل إشي ولّع، كل إشي اهتزّ بالبيت والشظايا وصلتني أنا وأخويا، راح هو حماني بضهره لحد مَ وصلنا بيت عمي. طلعنا فوق عندهم أوّل إشي كل شبابيكهم مفتوحة، النار من 4 اتجاهات حوالينا… فجأة صار في صوت حيطة بالشارع عنّا بتِتكسّر.
نزلنا لتحت بسرعة، شبابيك الدرج مفتوحة وطيّارة الكواد كابتر قريبة أكتر، عمّي ما كان بيعرف عنها، فكان ماسك كشّاف وبيضوي وإحنا بنِصرخ إنّه يطفيها… لحد ما نزلنا تحت بسرعة، وضلّينا قاعدين كلنا ما نمنا، بِنْطلِّع ببعض، أنفاسنا مكتومة، الدنيا عتمة، والطيّارة من كل الاتجاهات بتقرّب من البيت وبتروح.
والحزام الناري إلّي ما بيتوقف وكل إشي بيهزّ، وصوت الشظايا بينزل على الشارع، لحد ما قصفوا ورانا وكل الشبابيك تكسرت.
ضلّينا لا صوت ولا حركة لحد ما طلع الصبح وبعدها قرّرنا نضل ليلة وحدة وتركنا الشجاعية.
شهادة «آيات» من حي الشجاعية عن نجاتها وعائلتها بأعجوبة ونزوحها إلى مدينة رفح، نشرتها مدوّنة «حكايا غزّة» التي انضمت أخيراً إلى الفضاء الافتراضي وفاءً لوصية الأكاديمي والكاتب الفلسطيني الشهيد رفعت العرعير (1979 ـــ 2023) بضرورة نشر القصص عن فلسطين وغزة. وكان العرعير قد استُشهد الأسبوع الماضي مع أفراد من عائلته في غارة إسرائيلية بعدما رفض مغادرة شمال القطاع. أخذ العرعير على عاتقه مساعدة جيل من الكتّاب الغزاويّين الشباب اعتمدوا على الكتابة بالإنكليزية لإيصال سرديّتهم الفلسطينية وقصّتهم إلى العالم.