أثناء اتخاذه قرار ردّ الوسام، تذكّر عبلة قصيدة أمل دنقل «لا تصالح ولو توَّجوك بتاج الإمارة»
أثناء اتخاذه قرار ردّ الوسام، تذكّر عبلة قصيدة الشاعر المصري أمل دنقل «لا تصالح»، وخصوصاً ذاك البيت الذي يقول فيه «لا تصالح ولو توَّجوك بتاج الإمارة». لذا يؤكّد لنا أنّ ما يحدث في غزة لا يمكن أن يتحمله أي إنسان، مضيفاً «هذه إبادة جماعية ولا يمكن وصفها بأي شيء آخر»، مشدداً على أنّه لا يمكن أن يحتفظ بأي تكريم رسمي من الحكومة الألمانية.
ومع ارتفاع أرقام الشهداء وانكشاف جرائم الاحتلال بحق الأطفال والنساء والمدنيين، انتظر عبلة أن تغير الحكومة الألمانية الرسمية لهجة خطابها تجاه ما يحدث هناك، إلا أنّها استمرّت به، بل دعمت الكيان العبري بالسلاح فيما مارست المؤسسات الثقافية والفنية الألمانية قمعاً وإقصاءً للصوت المناصر لفلسطين. يرى عبلة أنه يجب على أيّ مثقف أو فنان أن يسجّل موقفاً معارضاً لما يحدث في غزة، و«لا يجوز الصمت على هذه الإبادة الجماعية»، مشيراً إلى أنّ «عدم المساواة والكيل بمكيالين والكلام عن الفلسطينيين كأنهم ليسوا موجودين، أو أنهم ليسوا بشراً وآدميين، موقف يهز ضمير أي فنان ومثقف». وكتب عبلة على صفحته الفايسبوكية أنّ «المبادئ التي عملنا من أجلها لإحلال السلام والعدالة والمساواة، تتعرّض لانتهاك بشع من قبل الاحتلال الإسرائيلي»، لذلك يؤكد أن موقفه طبيعي ولا يستحق الإشادة. موقف عبلة يتماشى مع مواقفه السابقة المعارضة للإمبريالية العالمية التي ترى الشرق الأوسط مساحةً آمنة لممارسة غطرستها واستغلال مواردها. ففي عام 1991، نظم عبلة وزوجته وابنه مسيرة في قلب القاهرة، داعياً إلى وقف الحرب على العراق. لم يشارك أحد معهم في المسيرة، حيث حمل كل واحد منهم لافتة كُتب عليها: «أوقفوا الحرب» إلى جانب صور من ضحايا الحرب. الموقف نفسه تكرّر بعد ذلك في الحرب الأميركية على العراق في 2003، إذ كان عبلة مشاركاً وحاضراً بقوة في تظاهرات رفض الحرب الأميركية.
لعبلة مواقف نضالية كثيرة انحاز فيها دوماً إلى الحق والعدل من بينها نضاله مع أهالي جزيرة القرصاية في نيل القاهرة ضد خطط تهجيرهم منها لمصلحة رجال أعمال سعوا إلى تحويلها لمنتجع سياحي، وكذلك كان من المؤيدين لـ «ثورة 25 يناير» 2011.