وفتحت كركي منبر برنامجها للمشاكل الزوجية والعائلية والمحتاجين. الملاحظ أيضاً خروج كركي من الاستديو الى الميدان عندما تابعت قضية زينب التي تعاني من تأخر عقلي وأنجبت طفلاًً خارج إطار الزواج، فتم بيعه. «داعش» كان حاضراً مع الشيخ خلدون عريمط الأمين العام لـ«المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى» ومن خلال تقرير خاص لموفدة “للنشر” إلى الرقة زهراء فردون، وكذلك من خلال تقرير «فرانس 24» الشهير داخل الرقة. في كل هذه الفقرات الحوارية والجدلية، حافظت كركي على أداء متميز غير متملق للضيف، بل ذهب الحوار بعيداً عن الكليشيهات ليصبّ في أهدافه المنشودة.
في المقلب الآخر، لكن بعد ساعة، خرج خليفة على شاشة “المرّ” وأخرج معه فورما برنامجه المنتظر. استحوذ على انتباه المشاهدين وفق شركة GFK للإحصاءات. وكالعادة، أتقنت mtv لعبة الإبهار البصري. راقت المشاهدين ألوانُ استديو «طوني خليفة» الشبيهة بلوغو المحطة.
لم يغرق خليفة كما في “للنشر” في بحر مساحة ضخمة قد تضيّع العين، بل استُغلت المساحة لاستثمارها كما بدا في مستهل التقديم: دخل خليفة بثقة في مشهد يشبه تقديم نشرات الأخبار، فقرأ عناوين الفقرات وأخذ يخطو باتجاه الشاشات المتتالية التي تعكس صورة ما ينطق به.
تشابه مثير للريبة بين مواضيعكان دخولاًً استعراضياً ناجحاً أتقنه المخرج كميل طانيوس واستكمله لاحقاً بين الفقرات ولعبة الكاميرا التي تشبه التصوير الدرامي.
«للنشر» و«طوني خليفة»
في المضمون، بقي نَفَس “للنشر” موجوداً، فهو ذاك “التوك شو” الذي يتناول قضايا إنسانية وسياسية ويبسطها على طاولة النقاش بين الأطراف المعنية. أُدخلت فقرات تغيّر اسمها فقط، كفقرة “تحت الجسر” التي تضيء على حالات إنسانية تحتاج إلى المساعدة. «داعش» حضر أيضاً في البرنامج، أكان عبر استضافة الشيخ السلفي بلال دقماق، والمفتي الجعفري أحمد طالب ومعهما تلميذ الشيخ السلفي بكري فستق من لندن أنجم شودري، أم من خلال وجود المخرج والصحافي مدين ديرية صاحب الشريط التسجيلي عن “داعش” من داخل معقلها. وفي الفقرتين، حوّل دقماق مقاربة التنظيم الإرهابي من الدين الى السياسة وحرّف النقاش ليهاجم “حزب الله” والنظام السوري، مدافعاً عن الذبح الذي يمارسه “داعش”. ولوحظ تحيّز ديرية الى التنظيم الإرهابي.
الملاحظ كان التشابه بين مواضيع “للنشر” و”طوني خليفة” أكان في تناول قضية الخصوصية في الهواتف الخلوية أم عن “داعش” والذهاب الى ملعبه استقصائياً. وبينما تدور رحى الروموت كونترول بين البرنامجين، كان “حكي جالس” في حلقته الثانية في الموسم الجديد يحجز مساحته على lbci مع جو معلوف. الأخير استكمل منحى القضايا المطلبية، لكنه واصل نبرته الوعظية. ولا شك في أن السؤال الاستفتائي المستفز بشأن التضييق على السوريين معيشياً هو غير موفق، ولو سُبغ السؤال برسائل تضامن مع اللاجئين السوريين وما يحصل معهم من عنصرية في لبنان.
http://www.aljadeed.tv/Vediofront.html?id=7646&seriesid=251
في الرسم البياني أدناه الذي أجرته شركة GFK التي تعنى بالإحصاءات وبقياس نسبة المشاهدة وخصصت نشره لـ”الأخبار”. يتبين أن برنامج "طوني خليفة" استحوذ على حصة الملك فكانت ذروة المشاهدة ابتداء من الساعة العاشرة مساء أي بعد بدء البرنامج بنصف الساعة ليكتسح المشهد التلفزيوني. كما يظهر الرسم تصدر "الجديد" مع برنامج للنشر " مع الإعلامية كركي استحواذه على نسبة المشاهدة التي فاقت ال 5% عند البداية اي عند الساعة 20:30 الى حين انطلاقة برنامج خليفة .في ما سجل برنامج "حكي جالس" مع جو معلوف بعض الإختراقات الطفيفة طيلة مدة عرضه.