كأن الرسم نوع من التصالح مع الكون والطبيعة، بل يمكن أن نرى تشابهاً بين عمل الكون الشامل والعمل التفصيلي الذي تتألف به لوحات شقير التي يشغلها أن خيط العنكبوت أرفع من شعر الإنسان بثلاث مرات، كما تقول.
النصوص الموجودة في الكتيّب والمكتوبة عام 1982 تشبه اللوحات في سكينتها وانطباعاتها الفلسفية والذاتية.
تربط الخطوط الدقيقة في لوحاتها بصور من طفولتها
هلا شقير التي درست السينما في باريس وتخرجت عام 1981، واشتغلت مع جوسلين صعب في تصميم السينوغرافيا والتابلوهات لفيلم «غزل البنات» (1985)، كانت ترسم وتكتب قبل استقرارها في أميركا. عرضت عدداً من لوحاتها في واشنطن ولقيت تشجيعاً لافتاً. تتذكر ذلك في سياق تأويل معرضها الأول في بيروت، وتربط الخطوط الدقيقة في لوحاتها بصور من طفولتها. بالنملية التي كانت درفاتها الغربالية الدقيقة تخفي أطعمة وهدايا خلفها مثلاً.
هناك مادة انسانية عميقة في الخلفية الثقافية والاجتماعية لأعمالها المشغولة بالصغائر التي يمكن تفسير الصور الكبرى انطلاقاً منها. بالنسبة إليها، الخلق نفسه يبدأ من بذرة صغيرة. ولوحتها شريكة في هذه المعادلة البسيطة والمدهشة. الخفوت والسكينة موجودان في كلمة «منطوٍ» التي اختيرت عنواناً للكتيّب الجميل الذي صممته كارلا سالم. هذا رسمٌ منطوٍ أيضاً، نقول لأنفسنا ونحن نتجول بين اللوحات الـ 70 الصغيرة المشغولة كالمنمنات. إنّها «أشغال دانتيل»، كما كانت تقول لها والدتها.
«هلا شقير: حبيبات الضوء»، حتى مساء اليوم ـــ «غاليري أجيال» (الحمرا). للاستعلام: 01/345213