وفي بيان آخر لوزارة الأوقاف، أعلن الوزير محمد مختار جمعة أنّه قام بزيارة ودية لشيخ الأزهر، وأوضح أنّه «سيظل قيمة وقامة ورمزاً للسماحة والوسطية وموضع تقدير»، مشدداً على أنّ زيارة رئيس الوزراء له تأتي في إطار «العلاقة الودية الحميمة بينه وبين الإمام الأكبر، ودعماً لدوره».
تبرز هذه الأزمة تزامناً مع طرح فيلم درامي ــ ملحمي أميركي بعنوان Exodus: Gods and Kings (سفر الخروج: آلهة وملوك ــ إخراج ريدلي سكوت) الذي يتناول قصة خروج اليهود من مصر بقيادة النبي موسى، المرتبطة بسفر الخروج في العهد القديم.
رئيس الوزراء وصف شيوخالشريط سبق أن قوبل باعتراضات جمّة واتهم بالعنصرية حول العالم، ولكن ليس بسبب تصوير الأنبياء، بل على خلفية مشاركة أبطال من ذوي البشرة البيضاء يجسّدون شخصيات فرعونية، وترافق ذلك مع دعوات لمقاطعته.
الأزهر بـ«المتشددين»
وفي آذار (مارس) الماضي، أثيرت أزمة مشابهة في مصر مع عرض الفيلم الأميركي «نوح» الذي يجسد شخصية النبي نوح، بعدما وافق جهاز الرقابة على المصنفات الفنية على عرضه، وهو لم يُعرض حتى الآن.
والفيلم هو إعادة تجسيد لقصة سيدنا نوح وسفينته الشهيرة؛ حيث تناول الفيلم قصة بناء السفينة لإنقاذ الخليقة من الفيضان القادم الذى سيدمر البلاد، والفيلم مأخوذ عن سيناريو كتبه أرونوفيسكى وآري هاندل، ومنع عرضه في دور العرض المصرية رغم موافقة الرقابة على ذلك، إلا أن أصحاب دور العرض لم يعرضوه بسبب تخوّف الموزعين من ردود الأفعال عليه، بعدما هدد البعض بإحراق الدور التى ستعرضه.
وفي تصريحات سابقة، قال رئيس «حزب النور» يونس مخيون: «أقول لوزير الثقافة أنت تصادم الدستور الذي تدّعي الاحتكام إليه. ففي المادة السابعة منه، يعتبر الأزهر المرجع الأساسي في العلوم الدينية والشؤون الإسلامية، أي فى كل ما يخص الشأن الإسلامى، سواء فى الفن أو غيره».
يذكر أنّ الأزهر، و«هيئة كبار العلماء»، و«مجمع البحوث الإسلامية»، أصدروا وقتها بياناً مشتركاً، جدّدوا فيه رفضهم لعرض أي أعمال تجسّد الأنبياء والرُسل، وصحابة النبي محمد.