وأصبح لمجلة «فاميلي» الفرنسية توأم عربي! في بداية نيسان (أبريل) الحالي، صدر العدد الأوّل من المجلة بنسختها العربية. خطوة أقدم عليها الصحافي اللبناني وناشر المجلة فؤاد حبيقة بعدما تأكد من افتقار العالم العربي إلى مجلة «تقدّم معلومات موثوقة عن صحة الأم والطفل». توصّل حبيقة إلى هذه النتيجة بعد بحث كلّف به نجليه زادي ولي اللذين يعملان في غوغل. قد يستغرب بعضهم انتقال حبيقة إلى هذا الميدان بعد 40 عاماً أمضاها في العمل الصحافي السياسي.
لكن صاحب «مجموعة فؤاد حبيقة» يؤكد لـ«الأخبار» أنّ الغوص في دهاليز السياسة «لا يوصل إلى مكان»، مشدداً على أنّ مشكلة الصحافة العربية المكتوبة تكمن في الأداء الإعلامي الرديء الذي أنتجته الأنظمة ــ قبل «الربيع العربي» وبعده ــ وليس في القرّاء. منذ تسعينيات القرن الماضي والصحافي اللبناني ينتظر الفرصة المناسبة لتحقيق مراده. بقي في باريس نحو 12 عاماً، حيث تعرّف إلى مجموعة «ماري كلير» واطلع على طريقة عملها، علماً بأنّها أكبر مجموعة صحافية نسائية في العالم. وقد سبق له أن تعاون معها في إصدار أوّل نسخة عربية لها في مطلع الثمانينيات.
من خلال مولوده الجديد، يرمي حبيقة إلى إمداد الجمهور (الشاب تحديداً) بمقالات «تعتمد لغة علمية مبسطة لا تنحصر بأهل الاختصاص، منكهة بالفرح والأمل»، وتتمحور حول «صحة العائلة، وتواكب يوميات الأم والطفل في كل المراحل منذ لحظة الحمل حتى عمر العشر سنوات». يشدد على أنّه على يقين بأنّ «قرّاء كثراً ينتظرون ما ستقدّمه المجلة». كتابة مقالات الأم والطفل، مهمّة أوكلت إلى فريق مختص من Famili فرنسا على تماس مباشر مع قضايا الأم والطفل والمتزوجين الجدد، مع إفساح المجال أمام صحافيين لبنانيين للكتابة في زوايا أخرى منوّعة، فضلاً عن التعاقد مع عشرين طبيباً للكتابة. هنا، يوضح حبيقة أنّه يقرن المقالات بصور عالية الجودة يحصل عليها من إحدى أشهر الوكالات الأميركية، لافتاً إلى أنّ العددين الأوّلين يهدفان إلى «إبراز هوية المجلة أمام الجمهور»، قبل أن يبدأ التوزيع في العالم العربي مع صدور العدد الثالث. كثيرة هي المشاريع التي ينوي صاحب «المجلة الديبلوماسية» (صادرة عن «منتدى سفراء لبنان») ضمّها إلى مطبوعته اليافعة. قد نرى قريباً ملفّات خاصة ببلدان عربية على شكل «أعمال توثيقية عن واقع الأم والطفل فيها»، علماً أنّ «منظمة الأمم المتحدة للطفولة» (Unicef) مستعدة للتعاون مع هذا المشروع. يرى حبيقة في التحقيقات الاستقصائية واحدةً من أفضل الطرق للبحث عن الحقيقة في مجال الصحة الأسرية في مجتمعنا. هو حريص على تخصيصها بمساحة واسعة، مرجحاً أن نراها «ابتداءً من العدد المقبل». ويعتقد حبيقة أنّ هذا النوع من الصحافة قد يسهم في هدف أساسي وضعه نصب عينيه: «مراقبة كل ما يستخدمه الأطفال في لبنان بدقة». لن يقف الأمر عند هذا الحد. قد تباشر المجلة في تنظيم ندوات طبيّة لاختصاصيين لبنانيين وعرب وفرنسيين يشاركون في مناقشة قضايا مهمّة. إيمان حبيقة بأنّ رسالته الجديدة ستصل إلى عدد كبير من قرّاء النسخة الورقية لن يمنعه من استحداث أخرى إلكترونية: «قريباً، نطلق موقعاً قويّاً من تصميم شركة أميركية، يتميّز بالتحديث المستمر، ويحتوي على مختارات من العدد المطبوع».
صحيح أنّ الصحافي اللبناني أطلق مشروعه الجديد لإكمال مسيرته المهنية «بهدوء»، إلّا أنّ الواضح أنّ أمام فريق «فاميلي» تحدّيات كثيرة لاكتساب مكانته في السوق في ظل الواقع الصعب الذي تعانيه الصحافة المكتوبة.
3 تعليق
التعليقات
-
عزيزي عمر رغم صواب بعض رأيكعزيزي عمر رغم صواب بعض رأيك في موضوع "خصوصية الاسرة اللبنانية والعربية الثقافية والاجتماعية" الا انك أخطأت حتما لما اعتبرت ان التعامل مع شركات عالمية مختصة ومسؤولة هو بحد ذاته انتقاص من القدرات المحلية. يا ليتك كنت اكثر تعقلا واقل انفعالا لربما كنت اسهمت بايجابية اكثر- مع احترامي .
-
"فاميلي" مجلة فؤاد حبيقة الجديدة: وما زال الانهبال بفرنسا مستمراهل فعلا اسم مجلة العائلة العربية هو "فاميلي"؟مجلة عربية باسم اجنبي؟ معقولة؟ هناك نهج في هذ البلد يجعل من المستحيل اصلاحه وجعله وطنا حقيقيا. وانقسام الهوية هذا يؤدي الى حروب اهلية وحشية وكله يبدأ مع هكذا منشورات. خذوا مثلا الجملة التالية: "كتابة مقالات الأم والطفل، مهمّة أوكلت إلى فريق مختص من Famili فرنسا على تماس مباشر مع قضايا الأم والطفل والمتزوجين الجدد، مع إفساح المجال أمام صحافيين لبنانيين للكتابة في زوايا أخرى منوّعة،" اخجل من هكذا انجاز تكون فيه مهمة كتابة المواضيع الاساسية عن والاسرة والطفل موكلة الى " فريق مختص من Famili فرنسا". طيب اين خصوصية الاسرة اللبنانية والعربية الثقافية والاجتماعية؟ هلق صحفي فرنسي سيعلمني كيف ادير شؤون اسرتي في لبنان! وكأن هذا لا يكفي فلا بد بعد الاساءة للاسرة العربية اهانة الصحفي والصحافية اللبنانيين اذ ان مجلة حبيقة ستفسح المجال لهم "للكتابة في زوايا اخرى منوعة." يعني الفرنسي سيعلمني كيف اربي اولادي والصحافي اللبناني سيكتب زاوية الابراج والكلمات المتقاطعة؟ طبعا لا يكتمل النقل الفرنسي بدون الزعرور الاميركي. "هنا، يوضح حبيقة أنّه يقرن المقالات بصور عالية الجودة يحصل عليها من إحدى أشهر الوكالات الأميركية." لان اللبناني لا يعرف ان يلتقط صورة. المقالات من فرنسا والصور من اميركا و"حظك اليوم" من لبنان. ويا بختك يا لبنان بهيك لبنانيين. اكثر الاصوات ارتفاعا في الحديث عن لبنان وحب لبنان كحبيقة هم في التطبيق لا يحبوه ولا يحترموه وليس لديهم ادنى ثقة بابنائه وبناته والدليل مجلة "فاميلي". ويخبرنا حبيقة انه يكمل مسيرته المهنية "بهدوء". هذا الهدوء هو اكثر ضجيچا من اكبر مدفع. بالتوفيق مسيو دو حبيقة. ويا لبنان لك الله. مون ديو!