ماجدة الرومي ليست إليسا، مع احترامنا للأخيرة وجيشها الإلكتروني الذي أعلن الجهاد علينا يوم أمس. ماجدة الرومي أيقونة وطنيّة. منذ اطلالتها الملائكيّة في «استوديو الفنّ»، على تلفزيون لبنان عشيّة الحرب الأهليّة، غنّت ابنة حليم الرومي لبنان الحلم، وحملت لنا هدايا سعيد عقل بالعلب، لتحتل بصوتها الكريستالي الفريد مكانة خاصة في وجدان اللبنانيين والعرب. مكانة عزّزتها الأيّام، ولم تقلل من شأنها بعض الخيارات السياسية المتسرّعة هنا أو هناك.
لكن للأسف ها هي تفرّط بهالتها المعنويّة وتحشر نفسها في الزاوية مع زميلتها إليسا. الخطأ السياسي نفسه جمع بين النجمة الاستهلاكيّة والمغنية الرصينة، خلال فترة زمنية لا تزيد عن ٢٤ ساعة. الأولى ارتكبته ليلة السبت في «أعياد بيروت»، والثانية الأحد في افتتاح مهرجان «صيف البحرين». الخطأ الجسيم هو الاساءة إلى كرامة ضحايا الظلم والحقد والعنف، «تطوّعاً» في الحالة الأولى، و«من أجل حفنة من الدنانير» كما كتب مغرّدون بحرينيّون في الحالة الثانية.
قلنا ما يمكن أن يقال عن إليسا، والأرجح أن زلّتها تشي بعصبيّة فطريّة مدعّمة بقلة وعي سياسي وغياب لأدنى حسّ مدني. لكن ماذا عن «سفيرة النوايا الحسنة في الأمم المتحدة» ماجدة الرومي؟ بماذا يمكن أن نشعر ونحن نرى أيقونتنا الوطنيّة تتهاوى على خشبة «المسرح الوطني» في المنامة؟ بأي وجه يمكن أن ننظر إلى ماجدة الرومي وهي تؤدي فروض الطاعة والخضوع، وتنحني بإذلال أمام واحد من أكثر الأنظمة العربيّة رجعيّة واستبداً؟ «جئنا نحييكم شعباً وقيادة ونشد على أيديكم، أنتم السالكين دروب النور، المتصدين للعتمة وجيوش الظلام». بهذه الكلمات السرياليّة مهّدت المغنيّة اللبنانيّة لحفلتها. كانت تتكلّم بلغة جوفاء، كمن تمّ تنويمه مغناطيسيّاً، تستظهر كالببغاء خطاباً قاتلاً وظالماً. هكذا إذاً؟ المعارضة البحرينيّة الرازحة تحت نير الاستبداد الدموي «قوى ظلام»، والنظام البحريني قيادة سالكة في «دروب النور»؟ مسكينة إليسا، جنحة «أسواق بيروت» لا تكاد تذكر أمام السقطة البحرينيّة!
ردود الفعل كانت عنيفة داخل البحرين وخارجه. لقد «غنّت من أجل الدكتاتورية ودعم الحكومات التي تضطهد شعوبها»، غرّد محمد المسقطي رئيس «مركز شباب البحرين لحقوق الإنسان» وأضاف: «سوف تلاحقك أرواح ضحايا البحرين أنّى ذهبت». وانتهرتها الدكتورة رولا الصفار رئيسة جمعية التمريض البحرينية: «بينما تغنين يا ماجدة، هناك من يموت خنقاً في البحرين». فيما أسف الكاتب علي الديري لـ «كلمات كالخنجر في قلوب البحرينيين. كلمات كرصاص الدكتاتور وسُحب موته». ماجدة ذهبت إلى البحرين لتشهد بالزور، ضدّ شعب مقموع يطالب بالعدالة والحريّة. «إيماني بقيادات متل قيادتكم تسعى ان ترد عن الكل أيدي المجرمين… في النهاية الله معنا والحق إلى جانبنا والمستقبل لنا» قالت مغنيّة الحريّة. ثم انصرفت إلى تقديم مجموعة من «أغنيات الحب والخير والسلام»، بعدما استنهضت جمهورها: «لنحتفل بالحياة ونقول لا للحروب… بدنا نعيش… تركونا نعيش بسلام». على الهاتف المحمول وصلتنا صرخة خرساء من صديقة أكاديميّة في البحرين: «كنت أحبّها، لعنة الله على مال النفط، لقد أفسد كل المقدّسات».
يمكنكم متابعة بيار أبي صعب عبر تويتر | PierreABISAAB@
16 تعليق
التعليقات
-
الرد علی ماجاء في كلمة ماجدة الرومي فالبحرينمن المفروض ان تفهموا اكثر قصد ماجدة الرومي قبل الحكم والاهانة فالكل يعرف اتحاهات ومبادئ ماجدة هي اكثر الفنانات تساهما مع الشعوب المتهضة وضد العدوان داخل المجتمعات فهي لم تفصل القيلدة عن الشعب قالت جئنا نحييكم قيادة وشعبا بما فيهم الظالم والمظلوم ومن ثم فكل اتجاه يفهم بأي صفة هو ومن المقصود بالنور ومن المقصود بالظلام...لا نحاول القاء اللوم علی الآخرين ولهم اسبابهم في ارائهم ونحملهم اخطاء الاخرين حتی لو ابدت رايها فانتم تعلمون من الظالم بينكم وتظل هي فنانة تغني لحرية الشعوب فليس منطقيا ان نخلق مشكلة من كلمة القتها ذكرت فيها مادكرت فالمقصود واضح تماما
-
لم ولن تفهموا هذه السيدةالكل تكلم والكل حلل والكل ترجم والكل وضح وشرح والكل والكل والكل.............لهذا وصلنا لحالتنا هاته........ايعجبكم الوضع بسوريا....بمصر....بتونس...بليبيا.......ايعجبكم الوضع......اليست قوى الظلام والشر هي من تعبث بهذه البلدان الغالية......اليست قوى الشر والظلام هي من تغطي النور على شعوب هذه البلدان المسكينة.......اليست قوى الشر والظلام هي من تسفك الدماء هنا وهناك.......انتم المتحيزون كلكم متحيزون وليست ماجدة الرومي المتحيزة..........لان كل من علق هنا حين تساله عن ليبيا يقول ثورة فقد ظغت على الطاغية القذافي وحين تساله عن سوريا يقول مؤامرة ضد المقاومة وحين تسال عن مصر نصف يقول مؤامرة ضد الاخوان والنصف الاخر يقول مؤامرة ضد الجيش المصري لاضعافه كالمؤامرة ضد الجيش السوري.........وانا اقول كلها مؤامرات ......انا ضد الثورات وكل الثورات في كل مكان لانها سرقت وستسرق وستسيس لصالح اعداءنا ....ضدها كلها وفي كل مكان.......هذا ما قصده ماجدة الرومي وهذه قناعته ومن يحب ماجدة الرومي يعرف كيف تفكر..........هي كانت واضحة ولم تختر طرفا ضد طرف بل اختارت الاوطان وخيار الحياة والامل وليس خيار المعتقدات والتوجهات والاطماع والمصالح.سلامي.جزائرية تكره النفاق العربي.
-
إستبشروا !هي إختارت فريقا سياسيا لتنتمي إليه( فريق 14 آذار)، وهي تدين له بالفضل في ما وصلت إليه... الإتكاء المتبادل كان واضحا منذ بداية طريقها الفني. لم تكن يوما أيقونة وطنية لبنانية بالمعنى الحقيقي للوصف... الوصف فضفاض على شخصية ذات أصول غير لبنانية... وهي إذ تمارس عقيدتها ومبادئها فلا لوم ولا عتب عليها .. لقد غنت للأنظمة المتهاوية التي قهرت شعوبها (تونس بن علي ، مصر حسني مبارك ، وغيرهما) إستبشروا ...
-
الفرق شاسع بين كلام اليساالفرق شاسع بين كلام اليسا الذي وصفته يا سيد بيارى وكلام الفنانة ماجدة الأولى تنكرت لشهداء وطنها ( الى اي طائفة انتموا أو اي حزب أو تيار ) ولكن انتماءها الحزبي معروف بتعصبه الطائفي والسياسي المعادي للعروبة والعزة والكرامة وقد بني تعصب حزبها على التخاذل والتبعية والارتهان لكل مل هو ضد العروبة . أما الفنانة ماجدة الرومي فهي لم تتنكر لشعبها ولا لوطنها ولا لعروبتها . هل لبنان في حالة عداء مع البحرين ؟ أو هناك مقاطعة مع مع حكام هذا البلد ؟ اذا كنت انت ترى ان مفهوم الحرية وحقوق الشعب في كل بلد يختلف عن الآخر حسب اهواءك وميولك فهذا لا يمكن ان تفرضه على الجميع لك رأيك ولها رأيها
-
?لقد سقطتي يا ماجدة من عيون البحرينيين الذين وسمتينهم ظلما أو جهلا بقوى الظلام ! هل المطالبة بالعدل والحرية والمساواة ظلام ؟قوى الظلام هم المنتفعين من التمييز الطائفي الذين حضروا حفلتك الغنائية .
-
ليست سوى مغنيةمشكلتنا تعظيم هؤلاء كما لو كانوا أنبياء، هذه لا تزيد عن كونها مغنية، وكلما نعرف أن الغناء حرام ، لم هذا التناقض ولم نتوقع من هؤلاء التعبير والدفاع والانتماء لأسمى قضايا العدل والإنسانية، أفيقوا فهؤلاء ليسوا أنبياء، وكفاكم تعظيما لهم ولهن
-
اللالله يحميك ماجدةاللالله يحميك ماجدة
-
تحتاجون للبصيرةماجدة الرومي دائما كانت منحازة ويبدو أن عيونكم لم تكن تراها، لم تميزوا بين فكر عقل، وحرية نزار وصرخات درويش وبين ماجدة كشخص، ماجدة كانت تغني في سوريا وكنا نرى في عيونها كره لسوريا، ماجدة في البحرين نومت مغناطيسيا فظهرت جيناتها التي حملتها من بعض الفلسطينين من حماس الذين يحاربون الآن بسوريا ومصر والحبل على الجرار. وسع الله بصيرتكم.
-
لنسميه باسبوع الطعنلنسميه باسبوع الطعن بالمقاومين
-
الى الفنانات اللبنانيات : الحكي مش إجباريالى الفنانات اللبنانيات : الحكي مش إجباري!! لماذا لا تكتفين بالغناء؟ خلي كل واحد يعمل شغلتو لأنه يبدو انكن والسياسة:don't mix