العوني «المهضوم» الذي يريد أن «يشحط» العاملات والعمال الفيليبنيين والاثيوبيين هو هشام حداد. وهو نفسه صاحب الاطلالات التلفزيونيّة على قناة «أو. تي. في» التي لم تتوان في أكثر من مناسبة عن مهاجمة اللاجئين السوريين. لكن هذا في حسابات المحطة «العونيّة» ليس حدثاً، بل يتجاوز ترف الإعلام الذي يستسهل إرضاء «الجمهور»، ويعد استناداً إلى تركيبة المجتمع اللبناني ثقافةً يعتد بها أهلها. otv ليست وحيدة. تعتد «أم. تي. في» بفينيقيتها المفرطة أيضاً. وقد كشفت أخيراً «محاولة» متموّل «شيعي» احتلال تنورين عبر «شراء عقار». يا للهول. متموّل شيعي؟ تعريف عجيب. لكنها تسمية غير عابرة، بل تسمية في سياق. سياق السباق مع «أو. تي. في» على «البخ» المباشر. وحادثة أمس التي تنطح بها واحد من أبرز وجوه «أو. تي. في» تفسّر هذه النزعات المرضيّة، وتؤكد أنها تجري في سياق.
غرّد العوني «المهضوم» أمس قائلاً: «إنو ما فينا نحكي عن الخليج لأنّو في لبنانيي بيشتغلوا هونيك، لكن اذا هيك، لبنان لازم يقرر سياسة حكومات الفيليبين واثيوبيا أو منشحط كل رعاياهم». «منشحط».
يريد حداد أن «يشحط». والمشكلة أن هذه «نكتة». يقدّمها لجمهوره على هذا النحو. وإن كانت لا تختلف في تفاهتها عن الاجترار الرتيب في برنامج «لول» الشهير الذي قدمه المغرّد «المهضوم»، فيمكن إضافتها إلى السجل العنصري الحافل الذي يحظى به البرنامج. لم يتغيّر شيء إذاً. ما زال حداد يشعر بتفوقٍ مجاني على العاملات والعمال، لا أحد يمكنه أن يفهم من أن يأتي به.
أين يعيش هشام حداد؟ في أي كوكب بالضبط؟ هذا هو السؤال. في باريس حيث يضع صورة خاصة له على تويتر؟ قطعاً لا. لا يمكن أن يتفوه بكلامٍ عنصري مقيت كهذا في باريس. هذا ممكن فقط هنا، في هذه الغابة المسيّجة بالخلافات السياسيّة الفاقعة، التي تغطي بفظاعتها تدني القيم الانسانيّة. عشرات المعجبين بحداد شاركوا تغريدته، وعلّقوا عليها، واستمتعوا بلا رقيب بهذا الاستخفاف الرخيص بعاملات وعمال. إنه استخفاف يلامس التحريض أيضاً. غير أنّ «الخفة» على مقاس حداد تماماً. هو الذي قال في إحدى حلقاته للضيفة الكبيرة: «شكراً لارا كاي فيديوهاتك على يوتيوب حلوين ودايماً فيهم مسج». «مسج» في فيديوهات «لارا كاي»؟ إذاً، حداد ليس سميكاً وعنصرياً فحسب. هل قلت «مسج»؟ إسمها «رسالة»، أيها المعجب بلارا كاي. يمكنك أن تتحدث عن السعوديّة من دون الإساءة إلى الشعب السعودي. ويمكنك أيضاً، أن تعلم أنك في بلد تزيّنه عاملات الفيليبين واثيوبيا. وطبعاً، إن كنت تجد المصفقين دائماً، فإنك ستجد الذين يردّون على الكلام العنصري بالصيغة المناسبة، حتى يصار إلى خروج اللبنانيين من الغابة، واقرار قانون حاسم، يحاسب العنصريين بالطريقة المناسبة على جرائمهم. الدعوة إلى «شحط» العاملات والعمال جريمة. هذا ليس خاضعاً للنقاش.
يمكنك متابعة أحمد محسن عبر تويتر | @Ahmad_Mohsen
4 تعليق
التعليقات
-
تحامل غير مبررمن حقك أن تحب أو لا تحب هشام، وطبعاً من حقك أن تنتقده عن أي كلام يبدر منه في برنامجه أو في صفحاته بالمواقع الإجتماعية. ولكن......لا أعرف كيف فهمت التغريدة على انها تحريض أو عنصرية، اقرأ الجملة كاملة (انو ما فينا نحكي عن الخليج لانو في لبنانيي بيشتغلو هونيك لكن اذا هيك لبنان لازم يقرر سياسة حكومات الفيليبين و اثيوبيا او منشحط كل رعاياهم)، واضحة جداً، استنكار لـ(شحط) دول الخليج للرعايا اللبنانيين عند أي مشكلة سياسية، والعاملات الأجنبيات ذُكروا في سياق هذا الاستنكار لا أكثر ولا أقل. مثلاً: عندما تقول أي أم لإبنتها التي تلبس ثياباً غير لائقة للخروج(شو رأيك تضهري بالزلط؟).... حسب تحليلك هذه الأم تشجع ابنتها على العُري والفاحشة والعياذ بالله !!!
-
هشام يحلل منطقيا ويقصد بأنهشام يحلل منطقيا ويقصد بأن هناك من يقول ان الاف اللبنانيين مهددين بالطرد ويعملون في دول الخليج فلا بد للدولة اللبنانية والشعب اللبناني ان يكون خاضعا للأوامر الخليجية وإلاّ سيتم طرد اللبنانيين من تلك الدول,واذا كان هذا هو المنطق السليم فهناك الاف العمال الاثيوبيين والفلبينيين و.... فلا بد بد لحكوماتهم ان تكون خاضعة للدولة اللبنانية.....
-
ليس هناك من داع لأساءة الظنليس هناك من داع لأساءة الظن بهشام، كان يقصد أننا اذا كان لدينا لبنانيين يعملون في السعودية فهذ لا يبرر عدم انتقاد سياستها ,فاذا كان يحق لأي دولة أن تطرد رعايا دولة أخرى من العاملين لديها، اذا حدث سؤ تفاهم فهل يعقل أن يطرد لبنان رعايا بنغلادش أو الفلبين بسبب انتقاد الصحافة الفلبينية لسياسة لبنان؟؟الأمر لا يحتاج الى كل هذا التحامل.
-
ولو يا هشام!!أين تعيش يا هشام؟ ما هذه العنصرية التي لا تُطاق؟؟ لماذا يعتبر نفسه هشام هذا أرقى مرتبة من العمال والعاملات الأثيوبيات في لبنان؟ صراحة هني مهضومين أكتر منو... وهو مش مهضوم أبداً أبداً أبداً